غزة تحت القصف .. سيناريوهات التصعيد والاحتواء
من جديد عاد العدوان “الإسرائيلي” ليضرب قطاع غزة، وتجابهه المقاومة الفلسطينية وسط ترقب لتطورات الساعات القادمة إن كانت ستقود إلى إعادة تفعيل تفاهمات التهدئة أم تتوسع موجة التصعيد.
وتواصل طائرات الاحتلال “الإسرائيلي” منذ الصباح الباكر، شن غاراتها على مختلف مناطق قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين أحدهما طفلة، وإصابة 13 آخرين بجراح مختلفة.
في المقابل ردت فصائل المقاومة الفلسطينية، برشقات صاروخية، ملوحة بتوسيع دائرة الرد إن استمر العدوان.
جولة تصعيد
الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أكد أن ما يحصل الآن هو موجة من التصعيدات الجديدة ضمن حملات التصعيد الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه الجولة هي الأكثر عنفا من حيث الاستهدافات والاعتداءات “الإسرائيلية”.
وأوضح القرا في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن مسببات التصعيد لا تزال موجودة أولها: استمرار الحصار بأشكاله المختلفة تحت مبررات إطلاق صواريخ أو إطلاق نار أو غيرها.
أما السبب الثاني – وفق القرا – فهو عدم وجود ترجمة حقيقية لتفاهمات التهدئة السابقة ما سبب إزعاجا للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الأوضاع قابلة للتدحرج، ويمكن أن تخرج عن سياقها، مستدركا أن جهود الوسطاء وخاصة المصريين لا تزال مستمرة.
ويتواجد وفدان قياديان من حماس برئاسة قائدها في غزة يحيى السنوار، والجهاد برئاسة أمينها العام زياد النخالة، بناء على دعوة مصرية للتباحث في مجمل تطورات القضية الفلسطينية ومنها تفاهمات التهدئة.
ورأى القرا أن موجة التصعيد لا تزال في مستوى المواقع في الأطراف، وكذلك ردود المقاومة، والساعات القادمة كفيلة بأن تحدد أين تذهب الأمور.
وشدد على أن الفصائل لن تقبل المراوغة “الإسرائيلية” أو تتماشى معها كما السابق، منبها إلى أنه لو انتهت هذه الجولة بهدوء مقابل هدوء فإن المدة القريبة القادمة قد تكون مقبلة على مواجهة جديدة.
طابع مختلف
أيمن الرفاتي الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، يرى أن جولة التصعيد الحالية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي تحمل طابعا مختلفا عن المرات الماضية، حيث إنه لدى المقاومة الفلسطينية هدف واضح هذه المرة؛ وهو إلزام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات الأخيرة دون تلكؤ أو مماطلة.
وأكد الرفاتي في تصريح لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقاومة الفلسطينية تمتلك عددا من أوراق القوة خلال المدة الحالية في ظل عدم رغبة الاحتلال في الذهاب بمواجهة عسكرية شاملة خلال الفترة الحالية، إضافة للوضع السياسي والأمني الحالي لدى الاحتلال، لافتا إلى أن الاحتلال لا زال يرى أنه لم يكمل استعداداته لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وخاصة بناء الجدار الأرضي وتعزيز القبة الحديدية.
ومن أبرز أوراق القوة التي تمتلكها المقاومة – وفق الرفاتي- وجود رغبة لدى نتنياهو ببقاء الوضع في حالة من الهدوء خاصة مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة، وقرب إعلان الإدارة الأمريكية عن ما يسمى بصفقة القرن، إضافة إلى إقبال الاحتلال على تنظيم مهرجان “يورو فيجن” المزمع عقده في منتصف الشهر الجاري لتحسين صورته السياسية والاقتصادية وتعزيز السياحة.
وأوضح الرفاتي أن وجود الوفد الفلسطيني بالقاهرة خلال التصعيد الحالي يمكن أن يكون ورقة قوة للمقاومة الفلسطينية تمكنها من ممارسة التفاوض مع الاحتلال عبر الوسطاء، على عكس ما يتوقعه البعض بأن وجوده سيكون ورقة للضغط على المقاومة للتراجع عن الضغط الميداني الذي تمارسه على الاحتلال.
وتوقع أن تطول الجولة الحالية بعدما بدأ الاحتلال يمارس سياسة اغتيال المقاومين، وهو ما لن تقبل به المقاومة وقد تصل إلى توسيع ردها على الاحتلال.
وأشار إلى أن المباحثات الحالية قد تشهد أوضاعا أكثر تعقيدا وأكثر عمقا في ذات الوقت بسبب مماطلة الاحتلال في التفاهمات السابقة وعدم تنفيذ عدد من بنودها.
سيناريو متكرر
من جانبه عدّ الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن تكرر مشهد التصعيدات الحالي بات الجميع يحفظ فصوله وسيناريوهاته.
ورأى الدجني في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن ثمة اختلاف بين التصعيد هذه المرة عن غيره، موضحا أنه يتمثل في ثلاث دوائر: أولها من الناحية الدولية وهو تأجيل الإدارة الأمريكية الإعلان عن صفقة القرن، ومن الناحية الإقليمية منع إيران تصدير نفطها، أما فلسطينيًّا فبات هناك شعور بأن المقاومة تعرضت لخديعة التفاهمات، والتي كانت تهدف لتمرير الانتخابات الإسرائيلية.
وتوقع الدجني عدم تقبل المقاومة تكرار نفس السيناريو لتمرير مهرجان الأغنية الصهيونية، مشيرا إلى أن انتقال الاحتلال من مربع استهداف الأراضي الخالية إلى مربع استهداف المواقع ومن بداخلها، مؤشر على رغبة نتنياهو في التصعيد.
وفيما يتعلق بحوارات القاهرة فرأى أنها المحدد الرئيس في مسار المواجهة وشكلها وحجمها، كون أن وفدي حماس والجهاد يضم قادة كبار ومقررين، مشددا على أن الميدان محدد مهم، والساعات القادمة ستكشف المسار إلى أين يتجه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...

وثيقة للشاباك تحذر من خطر انتشار السلاح في الأراضي المحتلة عام 48
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ "الشاباك"، من أن النطاق الواسع لانتشار الأسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة...