الأحد 04/مايو/2025

في يوم العمال.. معاناة كبيرة لعمال الضفة في الأراضي المحتلة

في يوم العمال.. معاناة كبيرة لعمال الضفة في الأراضي المحتلة

بعد الساعة الثالثة فجرًا، وفي الوقت الذي يغط فيه الجميع في سبات عميق يفيق المئات بل الآلاف من عمال الضفة الغربية ليتجهزوا للذهاب؛ بحثا عن لقمة عيشهم هناك في الأراضي المحتلة عام 48، وكلهم أمل أن يمضي نهارهم وينجلي دون أن يتعرضوا لمصيبة في أرواحهم أو أقواتهم.

وخلال لقاء مع أحد العمال الذين يعملون في الأراضي المحتلة، استهل المواطن الذي كنى نفسه بأبي محمد مكتفيا بذكر كنيته خشية الملاحقة لكونه لا يحمل تصريح للعمل بالقول: “ما برميك على المر إلا الأمر منه؛ في إشارة منه إلى انقطاع السبل، وعدم توفر فرص العمل في الضفة الغربية نتيجة انعدام الخطط الاقتصادية لدى السلطة والحكومة”.

وتابع: “قلة فرص العمل وزيادة أعباء الحياة أجبرتنا على البحث عن فرص عمل في الأراضي المحتلة عام 48،  بل أجبرتنا إلى أن نخاطر من أجل ذلك؛ فأنا ممنوع من الحصول على تصريح للعمل، وفي الوقت نفسه لا أجد فرصة عمل أفضل من هناك كي أتدبر أمور حياتي، ما يضطرني إلى مواجهة التحديات والتعرض للخطر شبه يوميّ”.

رحلة شاقة
ويسرد أبو محمد تفاصيل يومه قائلا: “يبدأ يوم عملي فعليا من بعد الساعة 3 فجرًا حيث أضطر لمغادرة البيت قبل أن أتوجه إلى إحدى الثغرات الموجودة في جدار الفصل العنصري القريبة من إحدى المدن، حيث ألتقي هناك بمشغلي الخاص لينقلني بعدها إلى مكان عملي المقرر”.

وفي كثير من الأحيان يقول أبو محمد: أضطر إلى الجري والركض إفلاتا من جنود الاحتلال الذين يلاحقون العمال من أمثالنا.

وأضاف: “عند دخولنا ووصولنا للأراضي المحتلة تبدأ معالم الابتزاز من مشغلينا سواء العرب أم اليهود حيث يبخسون أعمالنا ويبتزوننا في أجورنا، وفي كثير من الأحيان نتعرض للنصب والاحتيال منهم”.

معاناة مستمرة
وأشار أبو محمد إلى أن العمال الذين يدخلون إلى الأراضي المحتلة بلا تصاريح لا يملكون أي دليل أو وثيقة تثبت حقهم المفقود هناك، وعلى العكس فإنهم يجدون أنفسهم مجبرين على دفع أموال باهظة كفالاتٍ مقابل الإفراج عنهم من مراكز الشرطة.

وكشف أبو محمد أن كثيرًا من المشغلين يتعمدون التبليغ عن العمال لديهم عند الاعتراض على أجورهم أو المطالبة بها ولا سيما المشغلين اليهود، بالإضافة إلى حرمانهم من العلاج أو أي حقوق مالية أخرى عند التعرض للإصابة.

وسرد أبو محمد قصة له حدثت مع مشغله عندما أصيب أثناء عمله بكسر في إحدى يديه؛ الأمر الذي دفع مشغله لإلقائه بالقرب من أحد الحواجز القريبة من الضفة، وتهديده بالسجن في حال طالب بأي حق من حقوقه، الأمر الذي دفعه للتوجه إلى مشفى في الضفة للعلاج.

وحول ظروف مبيتهم في الأراضي المحتلة؛ أفاد أبو محمد أنهم يبيتون في أي مكان يمكن عدّه آمنا، فتارة ينامون تحت شجرة بعيدًا عن الأنظار، وتارة أخرى في مبنى مهجور، وثالثة في مركبة مركونة أو بين كومة من القش، على حد قوله.

وختم أبو محمد حديثه: “نخرج يوميا ونودع عائلتنا ونلقي عليهم نظرة الوداع؛ فقد لا نرجع نتيجة ملاحقة الاحتلال لنا على امتداد الجدار الفاصل أو في الأراضي المحتلة، وقد يكون مصيرنا الشهادة أو الاعتقال، وحتى عندما نعود نرجع في ساعات متأخرة من اليوم سرعان ما نخلد للنوم استعدادا ليوم آخر مليء بالمعاناة والذل بحثا عن لقمة العيش المغمسة بالذل والخوف”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...