الأربعاء 03/يوليو/2024

لقمة خبز مغمسة بالدم

د. خالد معالي

يا لها من مفارقات! فمع إشراقة شمس الأول من أيار؛ وفي يوم العمال العالمي؛ توجه مئات آلاف العمال في الضفة الغربية والوطن إلى أعمالهم وأشغالهم بهمة ونشاط؛ سواء في الضفة أو الداخل المحتل، فيما كان عشرات آلاف الموظفين في إجازة بمناسبة عيد العمال.

يعيش أغلب العمال تحت خط الفقر الوطني الذي اعتمده جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني وحدده بقيمة 2350 شيكلا ما يقارب 677 دولارا أمريكيا، وهناك من العاملات من تتقاضى أجرة شهرية ب600 شيكل، وهو أقل من الحد الأدنى للأجور البالغ 1450 شيكلا.

واقع تعيس تعيشه شريحة العمال؛ نتيجة وقوعهم تحت أشرس وأظلم احتلال عرفه التاريخ؛ رغم أن جميع عمال العالم يفرحون به؛ عبر تحقيقهم الإنجاز تلو الإنجاز، وتحصيل حقوقهم من حلوق مشغليهم من أصحاب رؤوس الأموال، إلا أنه لا يوجد جسم يحمي حقوقهم التي من المفترض أنهم متحدون لحمايتها على أقل تقدير، وليس أن تهدر حقوقهم صباح مساء.

عمال الضفة، مستهدفون من الاحتلال، على مدار الساعة في لقمة خبزهم المغمسة بالدم؛ فخبر وفاة عامل خلال عمله بات خبرا عاديا، فعشرات الوفيات تقع بينهم سنويا بسبب ملاحقة الاحتلال، وبسبب حالة القلق والخوف خلال العمل، أو بسبب اجتيازهم للحواجز والجدار العنصري للوصول إلى أماكن عملهم في الداخل المحتل، حيث لا مفر لهم سوى تحدي المخاطر كافة.

برغم الأجرة المرتفعة نسبيا التي يحسبها هكذا البعض؛ معاناة العمال في الداخل المحتل لا توصف ومتعددة الأوجه في الضفة الغربية؛ حيث يتم ابتزاز بعضهم والضغط عليهم بطرق عديدة، من بينها أكل وهضم حقوقهم، ومحاولة الإسقاط والتخابر عبر التصاريح، عدا عن حالات الوفيات العديدة، والابتزاز الجنسي والمخدرات وغيرها.

العامل كل حياته مشاكل وتحديات، فمشكلة تصاريح العمل هي الأصعب؛ وهي نقطة ضعف كبيرة للعمال يستغلها المشغلون بأكل حقوقهم ومخابرات الاحتلال في إسقاطهم في وحل الخيانة إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا؛ وباقي العمال يعملون بشكل غير قانوني، حيث يكون الموت والحبس يترصدهم في كل لحظة على يد شرطة الاحتلال وجنود حرس الحدود وجيش الاحتلال وغيرهم.

كل عامل لا يحمل تصريحا هو أيضا معرض للابتزاز، ومن يحتج أو يعترض يقول له مشغله سوف أسجنك عبر الاتصال بالشرطة، ويتهمه بأنه مخالف، وكثير من العمال تذهب حقوقهم هدرا بعلمهم أو بجهلهم، وكل حسب ظرفه ووضعه.

في المحصلة معاناة عمالنا البواسل هي جزء من معاناة الشعب الفلسطيني، لكن اللوم يقع بشكل كبير على معاناة العمال التي هي من صنع أيدينا، فهل يعقل أن يشغل طبيب، أو شركة أو رجل أعمال عنده، امرأة ب400 شيكل شهري فقط، لا غير!؟

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...