الأحد 06/أكتوبر/2024

الشهيد عمر يونس.. إسرائيل تعدم حلم والدته

الشهيد عمر يونس.. إسرائيل تعدم حلم والدته

لا يمر يومٌ على الفلسطينيين دون أن تقترف قوات الاحتلال الإسرائيلي، جريمة هنا أو هناك، دون أن تزرع الحزن والأسى في قلب أم وأب في مدينة من مدن الوطن السليب.

هذه المرة زرعت قوات الاحتلال الحزن والألم في منزل الشاب عمر يونس، من قرية سنيريا جنوب قلقيلية، بعد أن أطلق جنود الاحتلال على النار صوبه على حاجز زعترة ومن ثم اعتقلوه قبل أسبوع بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن على حاجز زعترة قرب نابلس، قبل أن يعلن عن استشهاده.

قهروا أمه التي طالما أحبته أكثر من حبها لنفسها، التي رأت فيه دنيا بأكملها؛ بعد أن توفي والده قبل عامين.

بالدموع والآهات استقبلت والدته نبأ ارتقاء نجلها عمر يونس، في مستشفى إسرائيلي، وخيمت الغصة في ربوع البلدة الهادئة قضاء قلقيلية.

تقول الأم المكلومة “أم العبد”: “في العشرين من هذا الشهر، خرج عمر صباحا لشراء ملابس جديدة، ليحضر بها حفل تخرج زملائه في كلية هشام حجاوي بمدينة نابلس المقررة بعد أسبوع، ليصلنا خبر إصابته عند حاجز زعترة جنوب نابلس من قبل قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي عليه بدم بارد.

وتكمل حديثها: لم يكن لابني أي تصرف غير طبيعي، فقد كان مجتهدا، وخلوقا، وطيبا، ويساعد الجميع، ويطمح لإنهاء دراسة الهندسة الكهربائية، والعمل في مجال تخصصه، ولكن غدر الاحتلال حال دون ذلك، وحرمني من سعادة أن أراه عريسا.

وبينما تزداد لوعة الحزن لدى الأم، تكاد شقيقته حنان لا تصدق أنها لن تراه مجددا، وهو الذي بقي يزورها مرتين كل أسبوع بعد وفاة والدها، ويجلب الهدايا لأطفالها. وتقول: يتوسط إخواني الخمسة ويعمل ويدرس في آن واحد وكان يتحلى بالمسؤولية ومنذ صغره لقبه أبي بـ “الجبل”، لكن الآن لم يبق لنا جبلا نستند إليه، الله يرحمك يا عمر.


وكان حاجز زعترة ساحة القتل الذي تعرض فيها عمر للإعدام، حيث يقول محمود المصري -الذي يعمل سائق مركبة عمومية بين رام الله ونابلس- بأنه (حاجز زعترة) لم يعد مجرد وسيلة للخنق والتضييق على المواطنين، في حرية الحركة ومصيدة لاعتقالهم وإذلالهم؛ بل أصبح ساحة إعدام لهم.

فيما يؤكد العامل خالد زلابية من نابلس أنه يتنفس الصعداء عند عبوره لحاجز زعترة كونه صعب جدا، حيث أنه سيئ مثل حاجز حوارة، ومن أسوأ الحواجز وأصعبها، فجرائم الإعدام التي ينفذها جنود الاحتلال على الحواجز بلا حسيب أو رقيب.

وتشير بيانات منظمة “بيتسيلم” الحقوقية إلى انتشار مئات الحواجز؛ من بينها حواجز ثابتة؛ للقتل والاعتقال، وتوجد عشرات الحواجز الطيارة، التي تنصب لساعات، بمعدل يتراوح بين 40-50 حاجزاً في الأسبوع الواحد.

كما طالبت هيئة الأسرى والمحررين بإجبار “إسرائيل” على التوقف عن قتل الأسرى، حيث إنها اعتقلت عمر يونس حيًّا قبل أن يعلن عن استشهاده، وقالت إنه الشهيد 219 من الحركة الأسيرة منذ عام 1967م.

وكان الشهيد عمر قد كتب على صفحته بفيسبوك، رثاءً للشهيدين صالح البرغوثي وأشرف نعالوة، “لا يهزم الثائر حين لا يحقق النصر، بل عندما يتوقف عن المحاولة، قد لا أستطيع إبادة الأعداء، لكني أقاتل كي لا يرتاحوا”.



وفي بوست آخر كتب:

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات