الثلاثاء 06/مايو/2025

من العدم .. النجار ارقيق يُبدع في صناعة الخشبيات ويتحدى الحصار

من العدم .. النجار ارقيق يُبدع في صناعة الخشبيات ويتحدى الحصار

عندما نتحدث عن “العدم” فنحن نقصد ما نقول قولاً وفعلاً، فالعدم هو أن تصنع شيئا من لا شيء، فصناعة الخشبيات تحتاج إلى كثير من المواد الخام ونوعيات معينة من الأخشاب بأصناف مختلفة، إلا أنّ الفلسطيني “ارقيق” أبدع في صناعة أشياء متعددة جميلة من مما أسماه بـ”العدم” وهو ما يُعرف بـ”خشب المشاطيح”.

مهنة بالوراثة

الفلسطيني أبو عمر ارقيق (42 عاماً) ورث مهنة النجارة عن والده الذي كان يعمل به قبل 45 عاماً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أشار إلى أنّه عمل في هذه المهنة منذ قرابة 15 عاماً، حيث كان يختص والده بصناعة البُكس (حاويات بيع الخضروات والفواكه) الخشبية.

يشير ارقيق في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّهم كانوا قبل سنوات الحصار يستوردون الخشب الخاص بهذه المهنة (حاويات الخضروات)، حيث كان خشبا من نوعية خاصة من أخشاب الأشجار، لافتاً إلى أنّه مع الحصار وإغلاق المعابر أصبح من غير المتاح استيراد الأخشاب.

ويوضح، “هذا الأمر خلق أزمة كبيرة لدينا ولدى أصحاب المناجر العاملة في القطاع بشكل عام، الأمر الذي اضطرنا إلى اللجوء لـ”خشب المشاطيح”، وحتى مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد، أصبح تصنيع الحاويات الخشبية للخضروات “البُكس” لا يجد تسويقاً كما الحال قبل الحصار، فاضطررنا إلى التحول إلى صناعة خشبيات متنوعة ومتعددة وصولاً إلى ما هو أكثر قرباً لحاجات الزبائن.


null

خشب المشاطيح

في تفسيره لـ”خشب المشاطيح” يؤكّد الفلسطيني هو خشب “العدم” كما يطلق عليه النجار ارقيق، بمعنى هو “الخشب الذي يأتي بلا استيراد مباشر حيث يمثل الحاوية الأرضية لمختلف البضائع التي يستوردها التجار في قطاع غزة، على اختلاف مصنفات عملهم”.

وينبه ارقيق، أنّ هذا الخشب من نوعيات ذات جودة متدنية لأنها تذهب للمهلكة ولا تلزم التاجر بعد استلام بضاعته.

يضيف: “نقوم بدورنا بشراء هذه المشاطيح من التجار بسعر زهيد، ونعمل على فكفكتها وتنظيفها، ومن ثم العمل على نحتها ونجارتها والخروج بأشكال أنتيكا مختلفة، تذهل الناظر الذي يعتقد للوهلة الأولى أنّ هذا العمل تم بأجود أنواع الخشب إلا أنّه يشعر بالإعجاب الشديد عندما يتأكد أنّها صُنعت بـ”خشب المشاطيح”.


null

أعمال متنوعة

ويبدع الفلسطيني ارقيق، بصحبة أشقائه وعدد من العمال في إنجاز العديد من الأعمال الخشبية، كالكراسي، والكنب، والبراويز، وحتى فوانيس رمضان، وكل ما يطلبه منه الزبائن من أعمال خشبية خاصة بالمنزل والحدائق.

ويؤكّد أنّ الحصار وإغلاق المعابر وقطع الرواتب؛ يقف حائلاً أمام مهنتهم، حيث بالكاد تستطيع العوائل الغزّية شراء المستلزمات المعيشية كالطعام والشراب، حتى تتمكن من شراء “الأنتيكا الخشبية”، “إلا أنّ ذلك لا يمنعنا من تطوير أعمالنا يوماً بعد يوم، والتفنن في صناعة الخشبيات، والأمر الذي يقنعنا بذلك، أنّ أسعارنا تناسب الظروف المعيشية للناس” وفق قوله.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...