الأحد 04/مايو/2025

معركة الكرامة2.. وانتصرت إرادة الأسرى

معركة الكرامة2.. وانتصرت إرادة الأسرى

وانتصرت إرادة الأسرى بأمعائهم الخاوية على صلف السجان الإسرائيلي، في اليوم الثامن من معركة الكرامة الثانية التي أطلقوها لتحقيق مطالب شرعية ومشروعة.

منجزات

مصادر من سجون الاحتلال أكدت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه وبعد ثمانية أيام من معركة الإضراب عن الطعام، وافقت حكومة الاحتلال على العديد من المطالب، ومنها ما كانت تعده -لعنصريتها المعهودة- محرما على أسرى فلسطين، ومباحًا للمعتقلين الجنائيين من كل جنس، وهو تركيب هواتف عمومية داخل الأقسام؛ ليحقق الأسرى بذلك مطلبا تاريخيا عادلا بذلوا من أجله الكثير مثل إضراب 2017 الشهير بقيادة القيادي في فتح مروان البرغوثي.

كما أفادت المصادر أن جلسات الحوار مع الأسرى وعلى رأسهم ممثل حماس الأسير محمد عرمان أفضت إلى اتفاق يقضي بتركيب أجهزة تلفونات عمومية في السجون، يستخدمها الأسرى 3 أيام أسبوعيا، وإعادة جميع الأسرى الذين نقلوا من سجن النقب خلال الاقتحام الأخير قبل أكثر من 20 يوما، وتخفيض مبلغ الغرامة الذي فرض عليهم من 58 ألف شيقل إلى 30 ألف شيقل، على أن يتم الحديث عن إزالة أجهزة التشويش في وقت لاحق بعد تركيب التلفونات العمومية.

“شكلًا جديدًا”

المختص في شؤون الأسرى ناصر ناصر، قال في مقالٍ خصّ به “المركز الفلسطيني للإعلام“: “اتخذت مواجهة الأسرى الفلسطينيين لسجانيهم هذه المرة شكلا متميزا وإبداعيا؛ فهي لم تبدأ بالإضراب المفتوح عن الطعام”.

واستدرك قائلا: “بل سبق ذلك مرحلة نضالية متميزة بدأت في 16-2 في النقب ثم في 28 فبراير 2019 وهي حل التنظيمات، حيث أعلنت أربع حركات فلسطينية وهي: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية حل نفسها”.

يوضح ناصر: وبعبارة أدق إنهاء ما يعرف بالتمثيل الاعتقالي أمام ادارة السجون، ما يعني أن كل أسير هو ممثل عن نفسه، لتضرب بهذا في الصميم كل منظومات العمل لإدارة السجون القائمة على وجود تمثيل اعتقالي قوي لأسرى تنظيمات فلسطينية متماسكة وملتزمة، ما يعني إدخال الإدارة في حالة من الإرباك وفي وضع الطوارئ.

وقال: سيدرك الاحتلال بعد اليوم أن حلّ التنظيم يعني إخراج “المارد من قمقمه” دون قيود، ما أدى لقيام أسرى قسم 1 في رامون في 18-3 بخطوة غير مسبوقة، فحرقوا 14 غرفة من غرف قسم 1 الخمس عشرة، وخرج الأسرى من غرفهم دون خطوات عنيفة ضد السجانين، فانتقمت عصابات القمع منهم بضرب 56 أسيرًا من أصل 88 أسيرًا؛ في مخالفة واضحة لقوانين وأعراف السجن المعروفة، وكان من بين الجرحى والمضروبين قادة من الفصائل منهم معاذ بلال وزيد ابسيسي وكميل حنيش. 

وأضاف أنه جاءت “لحظة الذروة” في نضال الأسرى الفردي الناتج عن حل التنظيم، وهي قيام الأسير الحمساوي إسلام وشاحي من مخيم جنين في يوم 24-3 بطعن ضابط وشرطي في قسم 4 الممتلئ بأجهزة التشويش الضارة والتي أراد بها وزير الأمن الداخلي أردان وبدوافع عنصرية وانتقامية منع الأسرى من التواصل مع ذويهم وأهلهم.

وتابع: فما كان من سلطات الاحتلال إلا أن استدعت قوات النخبة وجيشها المهزوم كقوات جفعاتي ليس للسيطرة الأمنية على الأسرى -فقد تمت بالفعل-، بل للانتقام الغريزي والهمجي من كل الأسرى، فبدأت القوات بالنداء واستدعاء قادة الأسرى بالاسم وهم مقيدون ثم أطلقوا النار عليهم وضربوهم كما حدث مع مسؤول حماس في النقب المهندس سلامة قطاوي ونائبه مصعب أبو شخيدم وأمير قسم 4 أحمد الصيفي. 

ما تحدث عنه ناصر كان مقدمة للمعركة التي بدأها الأسرى قبل 8 أيام بإعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام، والتهديد بالدخول في معركة الإمتناع عن شرب الماء.

أما الأسير المحرر علاء الريماوي فقد قال: من المعجزة أن توافق مصلحة السجون على هاتف خلوي في داخل السجون؛ إذ كانت كل الاضرابات حين تضع هذا المطلب، تضعه كأحد المطالب التي يجرى التنازل عنها في المفاوضات لاستحالته.

وأضاف: بكل اقتدار يحرز الأسرى بعد اتحاد جبهتهم، في أقصر إضراب أكبر انجاز. 

بالقوة

وعن موضوع تركيب هواتف عمومية في السجون قالت صحيفة “يديعوت احرنوت”: ستضاف الهواتف العامة إلى الأقسام الأمنية في السجون الإسرائيلية، وهذا إنجاز لحماس حققته بالقوة.

وفي السياق قال الكاتب صلاح الدين العواودة: لأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة إنجاز استراتيجي حققه أبطالنا بأمعائهم وإرادتهم التي لا تنكسر بإجبارهم العدو على إدخال التلفون العمومي إلى أقسام الأسرى الفلسطينيين بعد عشرين سنة من الصراع والتحدي.

أما الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، فقد أكد أن ما حدث هو انتصار إرادة الأسير الفلسطيني.

وقال: رضوخ الاحتلال لمطالب الأسرى يعكس قوة الإرادة في مقابل القمع والإرهاب الصهيوني.

وأشار إلى أن مطالب الأسرى الإنسانية تمثل الحد الأدنى من حقوق الأسرى التي تعتدي عليها إدارات السجون الإسرائيلية باستمرار، مؤكدا أن الأسير الفلسطيني أحد أهم رموز النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات