عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

ما تفاصيل المشهد عقب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟

ما تفاصيل المشهد عقب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟

للمرة الخامسة على التوالي سيشكل نتنياهو حكومته بعد فوز اليمين في الانتخابات الإسرائيلية، ويتوقع المراقبون استمراره في نهجه المتطرف من مختلف القضايا السياسية والعسكرية والأمنية.

الخبير في الشأن الصهيوني صالح النعامي، أكّد في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن أولويات “إسرائيل” الإقليمية لن تعارض سلم أولويات نتنياهو العسكري الذي يركز على تكثيف عمليات القصف للوجود الإيراني في سوريا.

ورجح النعامي أنّ تضم الحكومة الإسرائيلية المقبلة حزب “إسرائيل بيتنا”، بقيادة وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان، الذي يرى وجوب تركيز الجهد الحربي ضد حركة حماس في قطاع غزة وليس ضد إيران في سورية.

ويؤكّد أنّ نتنياهو بعد الانتخابات سيعمد، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى ضم مناطق من الضفة، إلى جانب فرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية، ناهيك عن مواصلة تهويد الأقصى، لاسترضاء شركائه في اليمين، إلى جانب الإصرار على أن تواصل السلطة التعاون الأمني معه.

تردد في غزة
تشكل غزة – وفق النعامي- أحد أبرز القضايا التي تقف عائقًا أمام نتنياهو في اتخاذ أي قرار حاسم أو مصيري، مبيناً أنّ ما يغري نتنياهو في مواصلة العمل العسكري ضد إيران في سورية أنه يرى في الساحة السورية الوحيدة التي بإمكانه استنفاد السياسات التي تعكس أهليته كقائد قادر على اتخاذ قرارات عسكرية.

ويشير الخبير في الشأن الصهيوني، أنّ تردد نتنياهو في قرار شن عمل عسكري ضد قطاع غزة أثار ضده موجة حادة من الانتقادات من الإعلام والمعارضة الصهيونية، لكنه يحاول إسكاتهم بتلك الغارات التي يشنها في سوريا ليؤكد لهم حزمه في قراراته العسكرية.

ويضيف: “منبع ذلك الحزم ضد الوجود الإيراني في سوريا، هو أنّ نتنياهو يدرك أنّ ما تملكه إيران من بنية عسكرية هناك لا يمكنها من الرد بشكل يمثل تحديًّا لإسرائيل”.

ويؤكّد النعامي أنّ العنصر الثاني المشجع لنتنياهو لاستهداف الوجود الإيراني بسوريا، أنه يتصرف وكأنه حاصل على ضوء أخضر روسي لذلك، “وهو ما كشفه نتنياهو في مقابلة تلفزيونية سابقاً، الأمر الذي أسس لصداقة شخصية بين بوتين ونتنياهو” وفق قوله.

إيران وحزب الله
ويشير الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أنّ نتنياهو ما زال يرى في البرنامج النووي الإيراني مصدر التهديد الوجودي الوحيد على “إسرائيل”، ويضيف: “هذا الأمر سيدفع نتنياهو إلى مواصلة استثمار الإمكانات الاستخبارية والطاقات السياسية الدبلوماسية لمواجهة هذا البرنامج، معتقداً أنّ ترمب يمثل شريكاً مثاليًّا لنتنياهو في هذه المواجهة”.

ويؤكّد النعامي أنّ نتنياهو ينظر بخطورة كبيرة إلى المعلومات الاستخبارية التي تدعي “إسرائيل” أنها حصلت عليها، وتؤكد أن إيران شرعت بالفعل في بناء مصانع لإنتاج صواريخ ذات دقة عالية لصالح “حزب الله”.

لكّنه في الوقت ذاته، يؤكّد أنّ فرصة إقدام حكومة نتنياهو الخامسة على شن عمل عسكري ضد “حزب الله” في لبنان متدنية جدًّا.

وقال: “هناك إجماع في إسرائيل على أن اندلاع حرب مع “حزب الله” سيؤثر بشكل غير مسبوق على الجبهة الداخلية”.

ويؤكّد النعامي أنّ “تل أبيب” تتجنب بشكلٍ واضح خيار شن عمل عسكري ضد حزب الله، وفق المعطيات المتوفرة التي تقول إنّه بغض النظر عن مستوى الأذى الذي يمكن أن تلحقه آلة الحرب الإسرائيلية بـ”حزب الله” أو مؤسسات الدولة اللبنانية، فإن حجم الأضرار التي تتوقعها محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب من جراء الصواريخ التي سيطلقها الحزب تجعل تل أبيب تتجنب بشكل واضح خيار شن عمل عسكري”.

ويشير النعامي إلى أنّ حكومة نتنياهو الجديدة ستواصل التركيز على تجنيد إدارة ترمب من أجل فرض مزيد من العقوبات على الحزب، إلى جانب إقناع مزيد من الدول بالإعلان عن حزب الله تشكيلا إرهابيا.

تعزيز التطبيع
ويرى كذلك أنّ من أهم النجاحات التي ساهمت في إعادة فوز نتنياهو هو تعزيز علاقاته ببعض الأنظمة العربية، والتي كانت تهدف إلى تكريس بعض مظاهر الشركات التي باتت تربط حكومة اليمين المتطرف وبعض هذه الأنظمة، على قاعدة مواجهة تحديات مشتركة.

ويراهن نتنياهو على دور العلاقة مع نظم الحكم العربية في توفير بيئة تسمح بنجاح سياساته تجاه القضية الفلسطينية، كما يبدي نتنياهو اهتماماً كبيراً باستنفار نظم الحكم الخليجية، للعمل على إنجاح العقوبات الأميركية على إيران، لا سيما عبر ضبط سياسات إنتاج النفط لكي يتم تقليص حاجة دول العالم للنفط الإيراني.

العلاقة الدولية
ويعتقد النعامي أنّ العلاقة الإسرائيلية مع إدارة ترمب ستظلّ المرتكز الأساس في علاقات “إسرائيل” الدولية في ظل حكومة نتنياهو الخامسة، على اعتبار أن الإدارة توظف حضورها في المحافل الدولية لخدمة سياسات ومواقف حكومة اليمين المتطرف.

كما يرى أنّ نتنياهو ذاهب إلى تعزيز العلاقات مع نخب اليمين المتطرف، التي صعدت للحكم في أوروبا وأميركا اللاتينية، كما سيسعى للاستفادة من ميل الدول العربية للتطبيع في إقناع مزيد من الدول الأفريقية بتدشين علاقات دبلوماسية معها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات