الجمعة 28/يونيو/2024

الأسرى .. كيف ولماذا يعلنون الإضراب عن الطعام؟

ماهر حجازي

تنتهك مصلحة السجون الإسرائيليةالاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بالأسرى وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة 1949، التي تنصعلى ضمان حقوق أسرى الحرب، إلا أن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تعتبر الأسرىالفلسطينيين من أسرى الحرب؛ في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

حيث تمارس مصلحة السجونالإسرائيلية أبشع الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها البالغ عددهم(6000) أسير، من خلال التعذيب الوحشي الجسدي والنفسي والاعتداءات المتواصلة بالضربواقتحام غرف الأسرى والأسيرات، وكذلك فرض الأحكام المؤبدة تصل إلى مئات السنين، والعزلالانفرادي والاعتقال الإداري المفتوح، ومنع زيارات الأهالي المكفولة بالقانونالدولي.

بالإضافة إلى الحصار الإعلامي ومنعوسائل الإعلام عن الأسرى، والعدوان على الأسرى من خلال ما يعرف بـ”الكانتينا*” وفرض العقوبات المالية عليهم وتخفيض المبالغ المالية التي تصلإلى الأسرى لشراء المواد الغذائية واحتياجات الأسرى من بقالة السجن.

كما تنتهك مصلحة السجونالإسرائيلية القانون الدولي الذي يدعو إلى توفير العلاج والحماية لأسرى الحروب،حيث تنتهج مصلحة السجون سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى المرضى وعدم تقديمالعلاج المناسب لهم، كذلك تهدد مصلحة السجون حياة الأسرى من خلال أجهزة التشويشالتي تضعها في السجون، والتي تسبب أمراضا خطرة للأسرى كالسرطان.

منذ سنة 1967 توفي (220) فلسطينيامن أبناء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب الوحشي من قبل مصلحةالسجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى الإهمال الطبي والقتل المتعمد أثناء عملياتالاعتقال.

جميع هذه الانتهاكات شكلت عاملارئيسا لانتفاضة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ عدة خطوات تصعيديةمنها إرجاع وجبات الطعام والامتناع عن الخروج إلى ساحة الفورة “الفسحة”، ومن أهم هذه الخطوات هي الإضراب المفتوح عن الطعام.

وجرت العادة عند استعداد الأسرىلخوض الإضراب عن الطعام، تشن مصلحة السجون الإسرائيلية حملة ضد الأسرى تتمثل فياقتحام السجون وسحب أجهزة التلفاز والراديو، لمنع وصول أخبار الفعاليات الشعبيةالتضامنية مع الأسرى في إضرابهم، التي تساهم فعليا في رفع معنويات الأسرى.

كما تعمل على عزل قيادة الحركةالأسيرة وإجراء تنقلات بين السجون بهدف منع التواصل بين قيادة الإضراب والأسرى.

كذلك تسحب مصلحة السجون مادة الملحالتي يستخدمها الأسرى خلال فترة الإضراب عن الطعام، حيث تساهم مادة الملح فيالحفاظ على أمعاء الأسير من التعفن، وفي بعض الحالات يصل الإضراب إلى الماء أيضا.

كما تعمل مصلحة السجون الإسرائيليةعلى بث الشائعات حول إضراب الأسرى بين السجون، بهدف ضرب معنويات الأسرى وإفشالالإضراب.

وذلك من خلال نشر أخبار كاذبة عنتوقف بعض الأسرى عن الإضراب، أو نشر صور مفبركة لأسرى مضربين وهم يتناولون الطعام،بهدف التأثير معنويا على بقية الأسرى في الإضراب.

وتستخدم مصلحة السجون الإسرائيليةالقوة والعنف ضد الأسرى المضربين، من خلال التفتيش اليومي لغرف السجون والاعتداءعلى الأسرى، وشواء اللحم تحت نوافذ السجن، بالإضافة إلى استخدام أسلوب التغذيةالقسرية للأسير بإدخال أنبوب إلى معدته والذي يشكل خطرا على حياته.

تتشكل لجنة عليا من مختلفالتنظيمات الفلسطينية المشاركة في الإضراب لإدارة الإضراب والتفاوض مع مصلحةالسجون الإسرائيلية حول مطالب الأسرى، وهي المخولة بالحديث باسم الأسرى وإصدارالقرارات ببدء الإضراب أو إنهائه.

كذلك يمكن لقيادة الأسرى لأحد الفصائل الفلسطينية إعلان الإضراب عن الطعام لأسرى التنظيم بشكل منفرد، حيث تقابلهذه الخطوة بتضامن من بقية التنظيمات داخل السجون.

بعد الأسبوع الأول من الإضرابالمفتوح عن الطعام تبدأ أعراض الإرهاق على الأسرى المضربين، والشعور بالألمواختلال التوزان وفقدان الوزن، حيث يمتنع الأسرى المضربون عن الحركة للحفاظ علىطاقتهم، في حين تعمل مصلحة السجون الإسرائيلية على اقتحام غرف الأسرى والاعتداءعليهم.

خلال فترة الإضراب يتناول الأسرىكميات من الملح للحفاظ على أمعائهم من التعفن، حيث يلعق الأسير الملح ومن ثم يشربالماء، بعكس ما يتم تداوله من مقاطع فيديو حول شرب الماء والملح معا.

وخاضت الحركة الأسيرة الفلسطينيةفي سجون الاحتلال الإسرائيلي، عدة إضرابات عن الطعام في سبيل تحسين ظروفهاالإعتقالية السيئة، والإضراب إما يكون جماعيا أو فرديا يخوضه أسير واحد للمطالبةمثلا بإنهاء اعتقاله الإداري.

في نيسان/ إبريل 2019 أعلن الأسرىفي سجون الاحتلال البدء بإضراب مفتوح عن الطعام وتركزت مطالب الأسرى بإعادة زياراتالأهالي لأسرى قطاع غزة، ورفع الإجراءات العقابية التي فرضتها مصلحة السجونالإسرائيلية وتقديم العلاج للأسرى المصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية عليهم فيسجن النقب وريمون.

كما طالب الأسرى بإعادة بث المحطاتالفضائية إلى الأقسام، ورفع مبلغ الأسرى فيما يتعلق بالكانتينا، وإزالة أجهزةالتشويش الإسرائيلية، وتحسين ظروف إحتجاز الأسيرات الفلسطينيات.

ومن المهم جدًّا تعاطي وسائل الإعلامالمختلفة مع إضراب الأسرى بشكل دقيق، وعدم التساوق مع الرواية الإسرائيلية، وبثالفعاليات التضامنية مع الأسرى بهدف دعم صمود الأسرى في إضرابهم.

كذلك تخصيص مساحات مهمة في الأخباروالبرامج لمختلف وسائل الإعلام لتناول مستجدات إضراب الأسرى، واستضافة المختصينبقضايا الأسرى للحديث في الملف.

أيضا التفاعل الشعبي مع إضرابالأسر

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات