الجمعة 28/يونيو/2024

الإضراب عن الطعام.. محرران يرويان لـالمركز تفاصيل صراع الإرادات

الإضراب عن الطعام.. محرران يرويان لـالمركز تفاصيل صراع الإرادات

بين جنبات زنازين الاحتلال الإسرائيلي، يعيش الأسير الفلسطيني بين ظلمات السجن والسجان وإجراءاته التعسفية، محاولاً استرداد حقوقه المشروعة والإنسانية العادلة، التي ما إن ينتزعها من مخالب الاحتلال؛ حتى يسرقها ويحرمها منه، محاولاً عقابه على الطريق الذي اختاره في مقارعة الاحتلال ومقاومته خارج السجون.

وفي مقاومة هذه الإجراءات القمعية، يكون سلاح الأسير الفلسطيني إرادته وأمعاءه الخاوية، في معركة يكون عنوانها الكرامة والإضراب المفتوح عن الطعام، وقد تصل إلى الإضراب عن شرب الماء، لتنتهي بانتصار وتحقيق لمطالبه الإنسانية.


null

في هذا التقرير يستعرض “المركز الفلسطيني للإعلام” الحكاية الكاملة للإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال، والتي يرويها لنا الأسيران المحرران والمبعدان إلى قطاع غزة أيمن الشراونة وعامر أبو سرحان.

الأسير المحرر عامر أبو سرحان، قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن سلاح الإضراب عن الطعام، يستخدمه الأسير عندما يراوغ الاحتلال ويرفض تحقيق مطالبه التي تحقق له الحياة الكريمة داخل السجن، مشيراً إلى أنه يسبقها إجراءات عديدة منها “إرجاع وجبات الطعام وإرسال رسائل تحذيرية لقادة الاحتلال”.


null

أبو سرحان، الذي قضى 21 عاماً في سجون الاحتلال، وحكم عليه 3 مؤبدات، بعد تنفيذه عملية قتل فيها عدد من المستوطنين ثأراً منه لمجزر الأقصى عام 1990م، أوضح أن الإضراب هو سلاح استراتيجي للأسير، لكنه صعب على حياته وصحته.

الأسير المحرر الذي خاض عدة إضرابات خلال اعتقاله، يصف معركة الإضراب عن الطعام أنها صراع إرادات بين الأسير وسلطات الاحتلال، قائلاً: “الأسير تكون إرادته عالية تناطح السحاب، ساعياً لتحقيق مطالبه الإنسانية”.

ويروي الأسير أن معركة الأمعاء الخاوية تتوج بالانتصار على الاحتلال وتحقيق نسبة كبيرة من مطالبهم، يعمل الاحتلال على كيفية سحب هذه الإنجازات عبر افتعاله مشاكل وأزمات داخل السجون، يقابلها الأسرى بإرادتهم وحكمتهم حتى يحافظوا على إنجازاتهم.

أنواع الإضراب
وعن أنواع الإضراب التي يخوضها الأسرى، قسمها الأسيرالمحرر أيمن الشراونة إلى نوعين هما: الإضراب السياسي بامتياز مثل إضراب الأسرى الإداريين الرافض لهذه السياسة، والإضراب الآخر هو الإضراب المطلبي، الهادف إلى تحقيق إنجازات وحقوق مشروعة.


null

ويبين الشراونة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الإضرابات تنقسم إلى فردية وجماعية، قائلاً: “الإضراب السياسي بامتياز يخوضه الأسرى الإداريون، ولم يحدث على مدار الحركة الأسيرة أن هناك أسيراً أضرب إضرابا فرديا لكي يحقق إنجازا مطلبيا ما؛ ولكن الإضراب المطلبي هو إضراب جماعي لتحقيق الحياة الكريمة”.

ولكن كل الذين أضربوا إضرابات فردية كانت سياسية بامتياز؛ بمعنى أنا أريد الحرية كأسير إداري أو كالذي حدث معي، حيث تم الإفراج عني بصفقة وفاء الأحرار ثم تم إعادة اعتقالي؛ فعليه هذا يعد إضرابا سياسيا بامتياز.


null

261 يوماً من الإضراب!
الأسير المحرر الشراونة، هو أحد الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، أعاد الاحتلال اعتقاله بعد أشهر من تنسمه الحرية، وخاض معركة الكرامة رفضاً للاعتقال الإداري، مشيراً إلى أن الإضراب هو الورقة الأخيرة للأسير لينتزع حقوقه بالدماء.

وأكد الشراونة أن الإضراب يتطلب قيادة حكيمة، قائلاً: “هذه الحكمة متوفرة لدى قيادة الحركة الأسيرة، التي تعمل حوارات واستفتاءات قبل خوض أي معركة إضراب عن الطعام، وتكون بقرار جماعي موحد من الفصائل الفلسطينية”.


null

وشدد على أن الأسرى انتصروا في أي إضراب جماعي خاضوه، رغم أنف الاحتلال، مضيفاً: “الاحتلال حاول استغلال الأسرى لمصلحته في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة كي يشجع الجمهور الإسرائيلي على التصويت، مقابل التنكيل بالأسرى وقمعهم”.

وقال: “الأسرى يضحون بكل بحياتهم من أجل حياة كريمة، ويعانون من أمراض كثيرة بخوضهم الإضراب عن الطعام مثل: تساقط للشعر، وعدم الرؤية والغثيان، والدوخة، وتلف في المعدة والأمعاء والجهاز الهضمي”، موضحاً أن الأطباء الإسرائيليين يخوفونهم ويبتزونهم بنشر هذه التفاصيل قبيل وأثناء الإضراب حتى يتراجع الأسرى.

وختم حديثه: “الأسرى أصحاب إرادة عالية، ويكتبون وصاياهم قبل خوض أي إضراب عن الطعام والماء، وينتصرون بإرادتهم على عنف السجان، ودعم الجمهور الفلسطيني لهم”، داعياً الكل الفلسطيني، لمساندة الأسرى في معاركهم مع الاحتلال الإسرائيلي.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات