الثلاثاء 06/مايو/2025

مخيمات اللجوء في دمشق.. غلاء وسوء خدمات وأسراب جراد!

مخيمات اللجوء في دمشق.. غلاء وسوء خدمات وأسراب جراد!

تعيش مخيمات اللجوء في العاصمة السورية “دمشق” على شفا “فقر مدقع” في ظل ارتفاع تكاليف الحياة في المجالات كافة.

مخيمات تفتقر للخدمات
يؤكد ناشطون من داخل مخيم “خان دنون” أن جرحى الحرب، وحتى الأرامل اللواتي فقدن أزوجهن في قتالهم إلى جانب النظام، باتوا عاجزين عن تأمين مصاريف أبنائهم، في حين تفتقر “المؤسسات الاستهلاكية” الرسمية لأغلب المواد الغذائية الرئيسية.

ولا تقتصر معاناة اللاجئين في المخيمات الفلسطينية بدمشق على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فسوء الخدمات، وضعف البنية التحتية، يضيفان فصلًا جديدًا من البؤس إلى حياة الناس.

ويُعاني المخيم من انقطاع في التيار الكهربائي لفترات طويلة واعتماد الناس على المولدات الصغيرة أو “اللدات” الموصولة ببطاريات أو “ضي الكاز” الذي كان يستخدم في ثمانينيات القرن الماضي.

وتركت تلك العوامل عبئًا ماديًّا على العوائل التي تقطن المخيم، فضلًا عن الأثر النفسي السلبي المنبعث من الظلام وضجيج المولدات.

ويشكل انقطاع الماء هاجسًا مقلقًا لدى سكان المخيمات، حيث بات اعتمادهم على صهاريج المياه، وكثيرًا ما تحدث مشاحنات بين الأهالي وأصحاب الصهاريج بسبب الدَّور واستغلال البعض لحاجة الناس، وتبلغ تكلفة تعبئة الخزان الواحد قرابة الـ 1500 ليرة سورية. 

غياب التخطيط
وانعكس سوء الخدمات على الطرق في المخيمات بشكل عام، ومخيم سبينة خاصة، ورغم الصور الواردة من هناك عن ورشات تعبيد الطرق “التزفيت” إلا أن رداءة التنفيذ الذي وصف بـ “الترقيع” أثار موجة من الانتقادات لدى سكان المخيم.

وأعاد الناشط وائل منصور ضعف الإمكانيات التي يتعلل بها البعض إلى “عوامل أخرى تتمحور في جهل التنظيم والتخطيط”.

بدورها، أرجعت الناشطة سنا، وهي من مخيم سبينة، ظاهرة انتشار الحشرات، إلى تكدس القمامة على مدخل المخيم.

وبيّنت أن أهالي المخيم قدموا شكوى للجهات المختصة حتى يتم التعامل مع مشكلة الحشرات، مؤكدة عدم وجود أي استجابة من أي جهة، منبهة إلى أن ذلك يتزامن مع سوء وضعف في تقديم العلاج اللازم.

ونشر ناشطون صورًا من مخيم خان دنون تظهر أعدادًا كبيرة من الجراد والصراصير في المخيم.

غلاء وقلة أجور
وقال اللاجئ “أبو عمر”، إن الأجور بقيت تراوح مكانها إلى حد بعيد في الوقت الذي ارتفع فيه سعر صرف الدولار أكثر من 10 أضعاف منذ بداية الحرب، ليلهب كل شيء في طريقه.

وأوضح أبو عمر (فضل عدم الكشف عن اسمه لدواع وهواجس أمنية)، لـ “قدس برس”، أن متوسط أجور موظفي وعمال القطاع العام والخاص، تتراوح بين الـ 25- 40 ألف ليرة سورية، وتضع الأسر الفلسطينية الفقيرة أمام أفق مسدود.

وأكد أبو عزام، لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم “خان دنون”، وهو رب أسرة من خمسة أفراد، “لم يمر علينا أيام ثقيلة كهذه الأيام”.

وأضاف: “أسرة كأسرتي تحتاج شهريًّا إلى 150 ألف ليرة سورية (165 دولارًا أمريكيًّا) كحد أدنى لتأمين تكاليف الأكل والشرب فقط، مع العلم أن هناك سلعا لا تدخل بيتنا لغلائها”.

وأشار إلى أن هذا المبلغ لا يتضمن إيجار المنزل (الذي قد يتراوح بين الـ 10 آلاف إلى 50 ألف ليرة سورية) أو فواتير الماء والكهرباء والمواصلات، أو أي تكاليف طارئة كالعلاج.

معاناة متعددة الفصول يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اللجوء بالعاصمة السورية “دمشق”، وغياب أي أفق للحل في ظل تجاهل وعدم مبالاة المسؤولين، لا تزيد نهار الناس إلا بؤسًا، ولا ليلهم إلا سوادًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات