السبت 29/يونيو/2024

التفافي حوارة.. نهب للأرض وضرب للاقتصاد

التفافي حوارة.. نهب للأرض وضرب للاقتصاد

يقف المزارع كمال عودة من بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، على أطلال أرضه، المكونة من ستة دونمات والتي من المتوقع أن يذهب أغلبها لتكون جزءًا من الشارع الاستيطاني الجديد الذي يسعى الاحتلال لإقامته ما بين حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس ليقطع أراضي من خمس قرى وصولاً لدوار حوارة الشمالي، الأمر الذي سيؤدي لتعزيز وجود المستوطنين، وضرب اقتصاد جنوب نابلس، وسرقة المزيد من أراضي المواطنين.

ويقول المزارع كمال عودة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن الاحتلال بحسب المخطط الذي سلمه للجانب الفلسطيني قبل أيام، يسعى لمد طريق استيطاني جديد لمسافة تصل لـ 7 كيلومترات، وسيخترق أراضي بلدات: يتما، والساوية، وبيتا، وبورين، وحوارة، رغم وجود شارع من أربعة مسارب واصل بين المنطقتين”.

ويؤكد عودة أن الشارع -بحسب المخطط -سيكون عرضه 50 متراً، والمساحة التي سيصادرها الاحتلال هي 406 دونمات، لكن الشارع عمليًّا سيلتهم ما يقارب ألف دونم كمناطق حرم للشارع، كما أنه سيفصل المواطنين عن أراضيهم، وسيفصل سهل حوارة الذي يعدُّ منطقة زراعية خصبة إلى نصفين.

وأضاف؛ “سهل حوارة يعدُّ من أخصب سهول المنطقة، ويزرع فيه المواطنون القمح والشعير والخضراوات على مدار العام، علاوة على وجود آلاف أشجار الزيتون به، وهذا الشارع سيدمر الكثير من هذه المزروعات”.

دمار للاقتصاد

ويؤكد ريس بلدية حوارة ناصر الحواري لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن هناك شارعا رئيسا وواسعا على أربعة مسارب يصل مدينة نابلس بمدينة رام الله، ويخترق قرية حوارة، لكن الاحتلال يسعى لإيجاد شارع جديد لمستوطني مستوطنات نابلس، لا يمر من القرى الفلسطينية، الأمر الذي سيسبب المزيد من الخسائر للمواطنين بضياع أراضي المواطنين، وضرب اقتصاد منطقة حوارة التي أصبحت سوقاً لكل قرى جنوب نابلس، وبها استثمارات من كل تلك القرى، بوجود مئات المحلات التجارية على جانبي الشارع”.

كما يشير الحواري إلى أن الأراضي التي سيقام عليها الشارع هي أراضٍ ملك للمواطنين، لكنها تقع في المنطقة ج، وهي جزء من أراضي خمس قرى، وأكثر من 90 % من الأراضي المصادرة لصالح الشارع هي من أراضي بلدة حوارة، ونحن الآن نعمل على جمع كل أوراق الملكية للمواطنين للتصدي لهذا القرار.

ويرى الحواري أن الاحتلال الذي أقام عشرات الكتل الاستيطانية الضخمة جنوب مدينة نابلس، يسعى لتوفير طريق آخر للمستوطنين، وربط هذه الكتل الاستيطانية ببعضها البعض، دون مرورهم بأية قرية فلسطينية.

مخطط نتنياهو

يؤكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “ما يقوم به الاحتلال هو جزء من مخطط رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بضم المستوطنات في الضفة الغربية لدولة الكيان” مضيفاً: “لدى الاحتلال مخططٌ لإقامة 40 طريقاً التفافيًّا مماثلاً يستخدمها المستوطنون، وتمر من خارج القرى الفلسطينية، تم تنفيذ 22 واحداً منها، والآن جاء الدور على بلدة حوارة، ويسعى الاحتلال من هذا الشارع لربط الكتل الاستيطانية بعضها ببعض، ليشجع المستوطنين على السكن في هذه المستوطنات، بتوفيره كل البنى التحتية والأمن اللازم لهم”.

ويشير دغلس إلى أن الخطورة في هذه المشاريع تكمن في أنها ستعمل على تثبيت المستوطنات والمستوطنين في مستوطنات: (ايتمار وألون مورية وبراخا ويستهار وعروسة)”.

وأضاف: “فالمستوطن الذي كان يشعر بالقلق لدى مروره من القرى الفلسطينية، سيمر الآن بشكل آمن ومريح دون أن يرى أي فلسطيني، وهذا يعني ربط كل الكتل الاستيطانية بعضها ببعض، ويعني أيضاً قتل كل أشكال التواصل بين المناطق الفلسطينية، وقتل أي بصيص أمل لحل الدولتين، إضافة لكونه مقدمة لضم هذه الكتل الاستيطانية للكيان الصهيوني، وعدِّ أغلب المناطق المصنفة (ج) أرضاً تابعة لدولة الكيان”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات