اختطاف دويكات والتنكيل به.. نموذجًا لقمع السلطة بالضفة

بطريقة هوليودية، وفي وضح النهار أشهر شابٌّ مسدسه في رأس الطالب وأحد قيادات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح في نابلس “موسى دويكات”، في حين اعتدى آخران عليه بالضرب المبرح.

صادرا هاتفه الشخصي، واعتديا عليه بالضرب المبرح أمام المارة. للوهلة الأولى اعتقد الموجودون أن مستعربين صهاينة يعتدون على أحد الشبّان، ليتبين فيما بعد أنهم من الأجهزة الأمنية للسلطة برام الله.

ووثق أحد المارة صدفةً، وبسريّة، الحادثةَ التي فجعت المجتمع الفلسطيني، ولاقت استنكارًا شديدًا، وطالبت العديد من الجهات بفتح تحقيق بالحادثة.

شهادة
الطالب خليل المصري الذي كان أمام الجامعة لحظة الاختطاف، قال: “بداية اعتقدت أنهم قوات خاصة إسرائيلية، بعد إشهار أسلحتهم بوجه دويكات والاعتداء عليه بالضرب المبرح، وعلى مرأى من طلبة الجامعة وحرس الجامعة، ومن ثم حضرت قوة من المخابرات عندها عرفت أنهم تابعون للسلطة، وميّزتهم”.

كما طالبت عائلة دويكات، عبر مؤتمر صحفي لها، أمن السلطة بالكشف عن ملابسات اعتقال نجلها وحالته الصحية، منددة بـ”الطريقة البشعة” التي تعاملوا بها مع “موسى”.

وذكرت أن نجلها المختطف كان قد تعرض لعدة اعتقالات لدى الاحتلال الإسرائيلي والسلطة بالضفة الغربية، مؤكدة: “نجلنا لم يُخالف القانون ليتم الاعتداء عليه بهذه الطريقة الوحشية”.

“غير واضحة”
كما نقلت وكالة “قدس برس” عن شقيقه حمدي دويكات؛ أن خلفية وعوامل اعتقال شقيقه “غير واضحة” للعائلة، منبّهًا إلى أن “موسى” كان قد تعرض للاعتقال والملاحقة عدة مرات من أمن السلطة.

وأفاد أن شقيقه اعتقلته عناصر مدنية من جهاز المخابرات العامة، من أمام الحرم الجامعي لجامعة النجاح الوطنية، واحتجزته بسجن الجنيد غربي نابلس؛ قبل أن تنقله إلى سجن أريحا التابع للسلطة.

وأبدى قلق العائلة وتخوفها على صحة “موسى”، موضحًا: “العناصر الأمنية، وفق الفيديو وشهود عيان، وجهت ضربات لشقيقي على رأسه، ما أدى لوقوعه على الأرض، واعتقل وهو مغمى عليه”.

ردود منددة
وتوالت ردود الفعل المنددة بالحادثة، فقد استنكر تجمع مؤسسات المجتمع المدني بنابلس حادثة الاعتداء العنيف واعتقال الطالب موسى دويكات من أمام جامعه النجاح، مطالبا بضرورة محاسبة من قام بهذه الأفعال، والإفراج الفوري عن دويكات وجميع المعتقلين السياسيين.

بدورها أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في محافظة نابلس، اعتداء الأجهزة الأمنية على الطالب في جامعة النجاح الوطنية الأسير المحرر موسى دويكات، الذي اختطفه من أمام بوابات الجامعة عناصر جهاز المخابرات العامة.

وفي سياق متصل أصدرت فصائل المقاومة في غزة بيانا صحفيا، تدين فيه حادثة اختطاف الطالب دويكات، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء مرفوض وطنيا وأخلاقيا.

من جانبه، رأى رئيس تجمع الشخصيات المستقلة بالضفة خليل عساف، أن اعتقال الطالب دويكات “كان مليئًا بالمخالفات القانونية غير المطابقة لقانون الإجراءات الجزائية”.

ووصف “عساف”، في تصريح له، حادثة الاعتقال بـ”الوحشية المفرطة” والاعتداء الصارخ على الطالب الجامعي، موضحًا أن ذلك يمثل جريمة يعاقب عليها القانون.