الهلال الأحمر بقباطية.. معالجة خلل الأداء بقوة السلاح!

اقتحمت أعداد من مسلحي حركة فتح في قباطية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي مقر جمعية الهلال الأحمر في البلدة، وأخلوْه بالقوة بعد تعثر التوصل إلى اتفاق مع إدارة الجمعية على الاستفادة من مبنى الهلال لمصلحة مؤسسات خدمية أخرى في البلدة.

حركة فتح عدّت أن ما فعلته يندرج في إطار المصلحة العامة للبلدة؛ لأنَّ المبنى غير مستغلّ، في حين مؤسسات عديدة في البلدة بحاجة إلى مقرات ولا يتوفر لديها.

أثار مشهد اقتحام مقرر مؤسسة معروفة مثل الهلال الأحمر انقساما في الشارع بين المواطنين سيما وأن من أخذ على عاتقه إغلاق المقر وتحويله لمصلحة مؤسسات أخرى هو تنظيم فتح، وليس جهة حكومية رسمية مثل وزارة الداخلية أو القضاء أو غيرها من الجهات.

رئيس بلدية قباطية بلال عساف بدوره أصدر بيانا أيّد فيه ما قامت به حركة فتح من السيطرة على مبنى الهلال الأحمر، مشيرا إلى أن البلدية سعت مع الإدارة الأم للهلال الأحمر في رام الله من أجل الاستفادة من المبنى، ورغم التوصل إلى اتفاق العام الماضي لم يطبّق بسبب تعنّت رئيسة الجمعية في البلدة.

تساؤل عن استخدام السلاح للسيطرة على مؤسسة
ثارت في قباطية تساؤلات عديدة حول مشروعية ما فعلته حركة فتح، خاصة أنه يصنف تجاوزا للقانون واقتحاما لمؤسسة أهلية عريقة باستخدام السلاح حتى ولو كان الاقتحام له مبرراته، حيث إن الهدف من الاقتحام كان إجبار رئيس جمعية الهلال الأحمر في قباطية على التنازل عن المبنى بذريعة عدم الاستخدام.

يرى كثيرون في قباطية خلال حديثهم لمراسلنا أن أداء جمعية الهلال الأحمر في قباطية يحتاج إلى تصويب؛ فمبنى الجمعية به (32) غرفة شاغرة غير مستغلة، في حين أن دائرة الطابو في قباطية ليس لها مكتب، ومدرسة وكالة الغوث متهالكة بلا حمامات، وغير ذلك؛ ولكنهم في الوقت نفسه لا يؤيدون استخدام السلاح من تنظيم لإجبار رئيسة جمعية على إغلاقه وتسليمه، متسائلين: أين الممارسة القانونية في ذلك؟!

يوجد في جزء من مبنى الهلال روضة أطفال ومدرسة خاصة قليلة العدد تابعة للجمعية، في حين تطالب حركة فتح بتعيين مجلس إدارة جديد غير الحالي، ما خلق حالة من عدم التوافق مع رئيسة الجمعية الحالية.

وعلى خلفية الجدل حول طريقة تعاطي حركة فتح مع إشكالية جمعية الهلال الأحمر في قباطية برزت قضية أخرى مرتبطة بعدم تقبل الرأي المعارض لهذا الإجراء والمنتقدين له.

تقول الصحفية شذا حنايشة تعقيبا على ذلك: “ممكن أعرف لماذا يتصل تنظيم فتح في قباطية على أهالي قباطية ممن يدافعون عن الهلال الأحمر، ويطلبوا منهم يحذفوا منشوراتهم وتعليقاتهم عن الموضوع، تخيلوا ناس كبار يتصلوا على أهالي طفل بالروضة كتبوا أن الروضة مميزة وما قصرت مع أولادنا، وبحكولهم اخذفوا منشوراتكم. أعيد وأكرر أنا ضد الإدارة الفاشلة للهلال الأحمر في قباطية، ولكن في الوقت نفسه ضد العنف والبلطجة”.