حسن يوسف.. رجل لا تمله سجون إسرائيل

هذا الرجل لا تمله سجون “إسرائيل” يخرج منها وسرعان ما يعود إليها، بعد أسابيع أو شهور من حرية “زائفة” لتعاود سلطات الاحتلال إيداعه السجن.

فقد طالعتنا وكالات الأنباء في صباح هذا اليوم، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الشيخ حسن يوسف القيادي بحركة حماس من منزله في رام الله، لتبدأ مع الشيخ حسن يوسف حكاية الاعتقال الثامن عشر في سجون الاحتلال، وهو المبعد إلى مرج الزهور عام 1992م.

23 عامًا أمضاها جبل حماس الشامخ في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي يقضي في زنازين “إسرائيل” أوقاتًا أطول من تلك الذي يمضيها خارجها، إلا أن إرادته أصلب من الصوان، ولا تستطيع “إسرائيل” بما أوتيت من صلف أن تكسرها.

كان آخر إفراج له من سجون الاحتلال في 11 من أكتوبر الماضي بعد اعتقال دام 11 شهرًا عقب اعتقاله في 13 ديسمبر 2017م.

في كل مرة يدخل الشيخ يوسف إلى سجون الاحتلال الإسرائيلي، يكرر مقولته الشهيرة “لن يكسروا إرادتنا”، والذي يوصي جماهير شعبنا بالوحدة والتلاحم لمواجهة الأخطار المحدقة.

ويدرك الشيخ حسن يوسف أن اعتقاله المتكرر في سجون الاحتلال هدفه هو الإرادة والعزيمة، التي لن تنكسر ولن تلين مهما فعل المحتل الغريب.

ومن المضحك المبكي أن الشيخ حسن يوسف يترك ملابسه وأغراضه في السجن، مذياعه، مسبحته الطويلة، طاقيته الشتوية البنية، قشاطه البالي، ساعته السوداء وغيرها، يضعها في شنطة ويحتفظ بها في مخزن قسم (12) في سجن عوفر، ويكتب عليها اسمه من الخارج، لأنه يدرك أنه سيعود إلى السجن.

الصحفي أحمد البيتاوي الذي لازم الشيخ حسن يوسف في محطة من محطات الأسر: “في يوم الإفراج عنه، يهمس في أذن الأسرى دومًا: مش مطول راجع”.

ويستذكر الصحفي علاء الريماوي، في تعليق سابق تجربته مع الشيخ حسن يوسف: “في مقابلة صحفية سألته، متى اعتقالك القادم؟ ضحك، وقال أنا ما زلت في المعتقل، تراني الآن في “الفورة” (استراحة السجن). 

ومن المعروف عن الشيخ يوسف قدرته على شحذ الهمم ورفع المعنويات، رغم سوداوية الواقع وضبابية المستقبل، وهو الذي تراه جامعًا لا مفرقًا، مقربًا لا مبعدًا.