إطلاق النار الليلي..هكذا تُغذي إسرائيل الفلتان وتخلط الأوراق بالضفة!

تلقى الشاب (م. ن) مؤخرا بلاغا من مخابرات الاحتلال الصهيوني لمراجعة مقر المخابرات في معسكر سالم غرب جنين شمال الضفة أسوة بكثير من المواطنين ممن يتم استدعاؤهم؛ كأحد أدوات مخابرات الاحتلال في الضغط على المواطنين.

ولما وصل الشاب المذكور للمقابلة، وخضع لاستجواب روتيني من ضابط المخابرات، قدم له الضابط عرضا للعمل معهم، وقال له: “اسمع.. أنا لا أريد أن تنقل لي معلومات ولا أن تتجسس على فلان أو علان مقابل أن تعمل معي وأمنحك تصريحا للدخول والعمل في “إسرائيل”، كل ما أريده منك هو أن تشتري سيارة، وتضع مسدس على جنبك، وفي كل ليلة تطلق كم رصاصة في الهواء مثل ما بصير عندكم…”.

فقال له الشاب “وماذا تستفيدون من ظاهرة إطلاق النار، فقال له الضابط وأنت مالك، أنت تطلق الرصاص في الهواء، وما إلك في الباقي، وبعدين أنت بتفكر أنه هذا بطلبه منك لحالك، كثير بشتغلوا معي بهذه الطريقة..”.

رفض الشاب العرض وخرج من المقابلة وهو غير مستهجن لطلب ضابط المخابرات أن يعمل معهم، فهذا أمر طبيعي من ضابط مخابرات صهيوني، ولكنه استغرب من طبيعة المهمة المطلوبة.

ظاهرة تتأزم

وتؤكد مصادر عديدة لمراسلنا أن ما جرى مع الشاب المذكور لا يختلف عما يعايشه الناس هذه الأيام من ظاهرة إطلاق النار الليلي الذي لا هوية ولا عنوان له سوى إرباك الناس، والتنغيص عليهم، وزرع الخوف في نفوسهم، سيما في أوقات الليل المتأخرة، والذي بات ظاهرة منتشرة في جنين وغيرها من المحافظات.

يشير المواطن خالد السعدي من جنين لمراسلنا إلى أن ظاهرة إطلاق النار الليلي تتم بشكل بات يتوسع أكثر فأكثر، فأن تكون في منزلك هانئا مع أسرتك في منتصف الليل، لتسمع صليات من الرصاص هنا وهناك، وفي أماكن مختلفة دون سبب أو مبرر، ودون أن تعرف من يطلق ولماذا.

يؤكد أيضا عبد تركمان من الحي الشرقي بجنين لمراسلنا أن الظاهرة باتت تشكل قلقا بالرغم من أنها لا تستهدف أحدا بذاته، ولكن لا شيء يحدث عبثا، سيما إن كان بهذا الانتشار سوى أن المطلوب هو خلق حالة خوف مستمرة لدى الناس.

تتعدد مظاهر فوضى استخدام السلاح في الفترات الأخيرة، فعدا عن إطلاق النار اللقيط ليلا، فإن ظاهرة إطلاق النار على مركبات للمواطنين في وقت متأخر من الليل وهي مركونة بجوار المنازل، باتت أيضا أحداث تتكرر، عدا عن حالات استهداف خاصة لمنازل محددة بإطلاق النار نتيجة حوادث محددة.

يضع المواطنون أيديهم على قلوبهم من أجندة متعددة لأنماط مختلفة من السلاح المشبوه الذي يغزو الضفة الغربية، والذي قد يهيئ لمرحلة سيئة في لحظة ما يكون ضحيتها بالأساس المواطن.