الأسير إسلام وشاحي..الثائر لأسرى النقب

رجلٌ قلّ نظيره، فهو مثالٌ للتضحية والفداء في سبيل إخوانه، هكذا كان على الدوام لا يكل ولا يمل.. بهذه الكلمات يوصَف الأسير إسلام وشاحي من بلدة مثلث الشهداء بجنين شمال الضفة الغربية أحد منفذي عملية الطعن لضابطين من شرطة الاحتلال في سجن النقب، والتي فجرت الأحداث الأخيرة إثر تمادي مصلحة السجون في الضغط على الأسرى سيما أسرى حماس في قسم (3) بسجن النقب.

لم يكن مفاجئا في نظر كثيرين أن يثأر أسير لكرامة إخوانه الأسرى، ولكن أن يكون ذلك الأسير قد اقترب موعد الإفراج عنه حيث لم يتبقَّ له سوى عام وبضعة أشهر لينهي محكوميته البالغة تسعة عشر عاما، فهذه قمة في التضحية لا يبادر إليها إلا عظيمٌ معطاء.!

وبحسب رفاق الأسير وشاحي في سجون الاحتلال؛ فإن ما قام به وشاحي ورفيق دربه الأسير البطل عدي سالم من بلدة الشواورة ببيت لحم لم يكن سوى حلقة من حلقات عطائه.

ويستذكر الأسرى كيف بادر الأسير وشاحي طواعية إلى الذهاب للعزل الانفرادي كي لا يترك الأسير المهندس ضرار أبو سيسي وحيدا في العزل الانفرادي، وهي تضحية لا تضاهيها تضحية، فبعد أن منعت مصلحة السجون الاحتكاك بين المهندس أبو سيسي الذي اختُطف من أوكرانيا خوفا من نقل خبرته للأسرى بادر الأسير وشاحي للذهاب إلى العزل الانفرادي طواعية بالاتفاق مع الأسرى لكي يكون لجوار أبو سيسي في العزل الانفرادي ولا يُترك وحيدا.

من معركة مخيم جنين

وكان الأسير وشاحي بدأ جهاده مطلع انتفاضة الأقصى لدى تشكل خلايا كتائب القسام في جنين، حيث شارك مباشرةً في القتال في معركة مخيم جنين الشهيرة عام 2002، وتمكن من الانسحاب من فك الحصار عقب انتهاء المعركة واجتياح المخيم، حيث استمرت مطاردته ثمانية أشهر بعد المعركة حتى اعتقاله في كمين للقوات الخاصة لدى محاولته إدخال استشهادي لأراضي الـ48 قرب جنين.

واتهمت سلطات الاحتلال الأسير وشاحي بالمساعدة في نقل عدد من الاستشهاديين للدخول إلى أراضي 48 بهدف تنفيذ عمليات استشهادية، عدا عن المشاركة في القتال في معركة المخيم.

عمل الأسير وشاحي مع القادة الشهداء نصر جرار وقيس عدوان والأسير الشيخ جمال أبو الهيجاء ولكنه أصر على أن يكمل عمله الجهادي حتى داخل السجن ثأرا لكرامة الأسرى.

واليوم يرسف الأسير في حالة صحية غامضة بعد إصابته برصاص الاحتلال في سياق تعتيم على وضعه الصحي ورفيقه عدي سالم، علما أن الأسير وشاحي قضى غالبية مدَد سجنه ممنوعا أمنيا من زيارة غالبية أفراد أسرته.