الأحد 23/يونيو/2024

الكرامة2.. سجون الاحتلال تغلي على أبواب ملحمة جديدة

الكرامة2.. سجون الاحتلال تغلي على أبواب ملحمة جديدة

مرحلة جديدة ومفصلية، في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ معركة كسر عظام يخوضها الأسرى الفلسطينيون ضد إرادة السجان وصلفه، وضد الحرب الإجرامية التي يشنها ضد الأسرى.

وأعلنت الحركة الأسيرة -اليوم- حل الهيئات التنظيمية كافة (ما يعني أن كل أسير يكون مسؤولا عن نفسه أمام السجان، ويتحمل الأخير أعباء الاعتقال كافة)، وكان لافتًا أن بيانها كان بعنوان “معركة الكرامة 2 سنحيا كرامًا”؛ ما يشير لاستعداد الأسرى لخوض معركة أمعاء خاوية جديدة في سجون الاحتلال على غرار معركة الكرامة التي جرت عام 2017م.

ولجأ الأسرى للخطوات التصعيدية هذه ضد مصلحة السجون الإسرائيلية، بعد تعمد الأخيرة بإيعاز من ما يسمى وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان تركيب أجهزة تشويش مسرطنة مضرة بصحتهم، وكذلك لأنّ التلفزيون والراديو من إنجازات معركة الكرامة الأولى.

كما أشعلت مصلحة السجون السجونَ بقوة، بعد اقتحام سجن النقب مساء أمس، ووقوع إصابات في صفوف الأسرى بعد اندلاع مواجهات أسفرت كذلك عن إصابة ضابطين كبيرين من الاحتلال.

وأفادت مصادر من داخل سجون الاحتلال أن الاقتحامات والتنكيل بالأسرى مستمرٌّ، وأن الأسرى يخضعون لتفتيشات استفزازية، مشيرة إلى أن حالة من الهستيريا أصابت مصلحة السجون مدعومة من حكومة الاحتلال.

خطوات متدحرجة

الخبير في شؤون الأسرى عبد الله قنديل يقول: هناك خطوات نضالية تصعيدية بدأها الأسرى في سجون الاحتلال منذ عدة أيام، وهناك مزيد من هذه الخطوات التي سيتخذها الأسرى في الأوقات القادمة.

وعن أبرز الخطوات التصعيدية التي نفذها الأسرى؛ أوضح قنديل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه تم حل التنظيم داخل أربعة سجون مركزية؛ وهي سجون الجنوب، لافتاً إلى أن الأمر امتد إلى السجون كافة.

وأشار الخبير في شؤون الأسرى أن هناك حالة من الفوضى المنظمة داخل السجون الإسرائيلية، ولا يمكن للاحتلال أن يتحدث مع أي تنظيم داخل السجون.

وذكر أنه يجرى التحضير لإضراب عن الطعام داخل السجون سيبدأ خلال فترة قريبة قادمة سيعقبه إضراب عن الماء بعد أيام قليلة، مشيراً إلى أن الأسرى يتجهزون لمزيد من الأدوات النضالية واستخدام طرق جديدة من طرق المقاومة الشعبية، مثل عملية الطعن التي حدثت يوم أمس.

وأشار إلى أن الفترة القريبة القادمة ستشهد تغييرًا نوعيًّا على طريقة بداية مرحلة جديدة من حيث التعامل مع قوات مصالح السجون الصهيونية، لافتاً إلى أن الإضراب لن ينتهي إلا بعد تحقيق جميع المطالب العادلة للحركة الأسيرة.

وعن أبرز مطالب الأسرى داخل السجون؛ أوضح قنديل أن المطلب الأول يتمثل بإزالة أجهزة التشويش الحديثة التي تم تركيبها مؤخراً داخل السجون، وإعادة برنامج الزيارات كما كان معمولًا به في السابق، وتقديم العلاج اللازم للأسرى الذين يعانون من الإهمال الطبي، إضافة إلى مطالب معيشية وحياتية تتعلق بالأسري؛ كالفورة وعدم النقل التعسفي وموضوع التعليم وغيرها من الظروف التي يعاني منها الأسير.

الإضراب
والإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ”معركة الأمعاء الخاوية”، هي امتناع الأسير عن تناول جميع أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح، وهي خطوة نادراً ما يلجأ إليها الأسرى.

وتعد الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها الأسرى لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة -جسدية ونفسية- على الأسرى وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم.

ولا يلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوة إلا بعد نفاد جميع الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجان التي تمثل الأسرى، حيث إن الأسرى يعدّون الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها.

كما تعدّ أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة المعتقل والسلطات الإسرائيلية والرأي العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة، كما أنها تبقى أولاً وأخيراً معركة إرادة وتصميم.

ولقد جرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، في سجن نابلس في أوائل عام 1968، حيث خاض المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها من الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية، ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.

الأضرار الصحية
في عام 2007 نشرت المجلة الطبية البريطانية “ذي لانسيت” بالتعاون مع وزارة الصحة في المملكة المتحدة نشرةً طبية حول المضربين عن الطعام.

وجاء في المجلة أن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة “معرضون عادة لخطر الموت بسبب سوء التغذية لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع على الأقل”، ولكن الأشخاص الذين يعانون من مرض يمكن أن يموتوا من سوء التغذية في أقل من ثلاثة أسابيع.

وإذا رفض المُضرب عن الطعام أيضا جميع السوائل بما فيها المياه “فإن التدهور سريع جدا، ويتعرض لخطر ممكن خلال سبعة إلى 14 يوما وخصوصا خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة في الصيف”.

بداية الإضراب

بعد الإضراب عن الطعام من يومين إلى ثلاثة أيام يظهر على الأسير تقلصات وانقباضات في البطن ناتجة عن الجوع، وفقا لوثيقة عن الإضراب الجماعي عن الطعام من خدمات الرعاية الصحية الإصلاحية في كاليفورنيا.

بعد اليوم الثالث من الإضراب عن الطعام، يبدأ الجسم في استخدام البروتين الموجود في العضلات لتعويض نقص الجلوكوز، وهو السكر المطلوب لإبقاء الخلايا وامداد الجسم وأعضائه الحيوية بالطاقة، ثم تنخفض مستويات البوتاسيوم إلى مستويات خطيرة ويبدأ الجسم بخسارة الدهون والكتل العضلية.

وبعد أسبوعين، قد يواجه الأشخاص الذين يضربون عن الطعام صعوبة في الوقوف، ومعاناة من دوخة شديدة، وركودا، وضعفا في الجسم، وفقدان التنسيق، وانخفاض معدل ضربات القلب والشعور بالبرد.

أيضاً ينخفض مستوى (فيتامين B1) ليصل لمستويات خطيرة بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل عصبية حادة، بما في ذلك الضعف الإدراكي، وفقدان الرؤية والقدرة الحركية.

وبعد أكثر من شهر على الإضراب يفقد الأسير 18% على الأقل من وزن الجسم، مع إمكانية حدوث مضاعفات شديدة مثل صعوبة ابتلاع المياه، وتأثر السمع وتشويش الرؤية وصعوبات في التنفس.

وبعد 45 يوما يبدأ الأسير الدخول في مرحلة الخطر على حياته أكثر بسبب تأثر القلب والأوعية الدموية وضعف المناعة.

وبعيداً عن الأضرار الجسمانية التي يعاني منها المضربون عن الطعام، فهناك تغيرات نفسية تؤثر على حالة المريض وتزيد من معاناته.

بعد انتهاء الإضراب

لا تنتهي المُضرب بوقف إضرابه؛ بل يبدأ بعدها مرحلة تهيئة في التغذية بحذر شديد.

فوفقا لتقرير عام 2011؛ جاء في مجلة أمراض الجهاز الهضمي، أنه يجب أن يُعتنى بالمرضى المضربين عن الطعام بعناية شديدة عند إعادة السوائل والمواد المغذية للجسم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات