الأربعاء 26/يونيو/2024

سجن النقب.. مسلخ بشري وقلعة للصامدين

سجن النقب.. مسلخ بشري وقلعة للصامدين

لم تكن أحداث سجن النقب الأخيرة سوى سلسلة من الأحداث التاريخية الهامة في حياة الحركة الأسيرة كان سجن “النقب” مركزها منذ إنشائه قبل واحد وثلاثين عاما.

ويصادف هذه الأيام ذكرى تأسيس هذا السجن سيئ الصيت، والذي أنشأه رئيس الوزراء الصهيوني المقتول إسحاق رابين في (23-3-1988) في إطار محاولة السيطرة على الأعداد الكبيرة من المعتقلين الفلسطينيين إبان اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987.

وأطلق الأسرى على سجن النقب (أنصار 3) فيما تحول إلى قلعة من قلاع الصمود في وجه الاحتلال، وظل على الدوام وفي غالبية الفترات الأكثر عددا للأسرى، فيما تطور شكله وعدد أقسامه مع مرور السنوات.

ولم يكن اختيار المؤسسة العسكرية والأمنية للاحتلال لموقع سجن النقب اعتباطا؛ فهو يقع في الثلث الأسوأ من الناحية الجوية في صحراء النقب، وعلى بعد عشرة كيلومترات من حدود سيناء المصرية؛ حيث أريد للأسرى أن يعانوا من تقلبات الطقس، فيما يعاني ذووهم من بعد المسافات في التنقل لزيارات أبنائهم.

ويطلق الصهاينة على سجن النقب اسم “كتسعوت”، فيما تعد “البوسطة” -وهي وسيلة نقل الأسرى بين السجون وإلى المحاكم والعلاج- الأسوأ في سجن النقب؛ حيث إن الأسير يبقى يومين داخلها لأنها تمر من السجون كافة قبل الوصول لهدفها، وبحكم الموقع الجغرافي؛ فإن الأسير يقضي في هذه الكتلة الحديدية مكبلا لدى نقله من أقصى الجنوب لأقصى الشمال أشكالا من المعاناة لا توصف.

ظروف قاسية

ويعيش الأسرى في سجن النقب في غرف مكدسة لا مجال للتهوية فيها سوى المراوح التي تدير موجات الحر الشديد في الصيف أو البرد الشديد في الشتاء نتيجة الظروف المناخية القاسية، فيما يكون على الأسرى التعامل مع الماء شديد السخونة المنسكب من صنابير المياه، هذا عدا عن القوارض التي تجود بها صحراء النقب.

ونتيجة لذلك شهد السجن موجات عديدة منذ إنشائه من الإضرابات والاحتجاجات، وحرق الخيام، والمواجهات التي أخذت طابعا دمويا في سبيل تحسين ظروف حياتهم المعيشية داخل السجن.

شهداء داخل النقب

ومنذ إنشائه، شهد هذا السجن حالات عديدة لسقوط شهداء لظروف مختلفة؛ تنوعت بين التعذيب وإطلاق النار داخل السجن والاختناق بالغاز المسيل للدموع داخل الغرف، وكانت أول حادثة استشهاد لأسرى داخله بعد شهور قليلة على افتتاحه؛ حيث ارتقى الشهيدان أسعد جبر زكي الشوا من غزة وبسام إبراهيم على السمودي من اليامون في (16-8-1988) نتيجة إطلاق النار المباشر من حراس السجن عليهم، ولحقهم كوكبة أخرى في فترات مختلفة، منهم: محمد صالح حسن الريفي من غزة نتيجة الإهمال الطبي في (10-8-1989)، وحسام سليم هاني قرعان من قلقيلية في (28-8-1990) نتيجة الاعتداء بالغاز والضرب على غرف الأسرى، وأحمد إبراهيم بركات من نابلس في (5-5-1990) نتيجة التعذيب داخله.

وكذلك أيمن ابراهيم برهوم من غزة في (7-1-1993) نتيجة التعذيب والضرب، وجواد عادل عبد العزيز أبو مغصيب من دير البلح في (28-7-2005) نتيجة الإهمال الطبي، وجمال حسن عبد الله السراحين في (16-1-2007) من بيت أولا في الخليل نتيجة الإهمال الطبي وكان معتقلا إداريا، ومحمد صافي الأشقر في (22-10-2007) نتيجة إصابته بعيار ناري في سجن النقب خلال قمع القوات الخاصة للأسرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...