الأربعاء 26/يونيو/2024

أجهزة أمن السلطة.. والزج بغزة في بحر من الفوضى

أجهزة أمن السلطة.. والزج بغزة في بحر من الفوضى

بأقصى ما لديها، تحاول أجهزة أمن السلطة وعبر أساليبها الخبيثة، الزج بقطاع غزة في بحر من الفوضى، ليتسنى لها تنفيذ ما عجزت عنه “إسرائيل” وأجهزة مخابرات عالمية بالقضاء على المقاومة في غزة.

وكشفت مصادر أمنية أن أجهزة أمن السلطة وضعت مخططًا أمنيًّا إعلاميًّا بالتنسيق مع جهات دولية بتمويل مفتوح يستهدف غزة وحماس محليا وإقليميا ودوليا.

وقالت المصادر لفضائية الأقصى مساء اليوم الاثنين (19-3)، إنه يشرف على المخطط الأمني الإعلامي ضد غزة وحماس قيادات أمنية رفيعة المستوى، ويشارك فيها شخصيات فتحاوية من أعضاء اللجنة المركزية.

وأوضحت أن المخطط ضد حماس وغزة يبدأ بمواقع التواصل الاجتماعي وينتهي بحراك ميداني، مضيفا أن المخطط يتم تنفيذه على أربع مراحل.

تسييس الحراك

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، رأى أن الكشف عن هذا المخطط يؤكد أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح استغلت بعض التحركات التي قام بها بعض الشبان في غزة لصالح تسييس هذا الحراك من خلال توجيه العاملين بالأجهزة الأمنية في قطاع غزة لما يسمى بحراك #بدنا_نعيش من أجل إحداث حالة من الفوضى والإرباك لحركة حماس في القطاع.

وأوضح القرا في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن ما كشفته حركة حماس يأتي في سياق فضح هذه الممارسات وهذا الدور، مشيراً إلى أن الحراك تلاشى وتريد حماس توضيح أن ما كشفت عنه هو إفشال لمخطط كانت تقوده الأجهزة الأمنية في الضفة باستغلالها التحركات العفوية من بعض الشبان الطامحين بتحسين الأوضاع في القطاع.

وقال إن حركة حماس نجحت بكشفها لهذا المخطط في إفشال الحراك الذي كان يراد منه إحداث فوضى وتغييرات بالقطاع، موضحاً أن الأجهزة الأمنية لا تستسلم بسهولة، وواصلت خلال فترات ماضية وتواصل خلال هذه المرحلة إفشال مسعى أجهزة السلطة بتجنيد البعض لإحداث إرباك في قطاع غزة.

ولفت إلى أن الهدف من هذا التدخل من أجهزة السلطة هو حرف الأنظار ونقلها من الحدود الشرقية لقطاع غزة إلى المواطنين والسكان في الداخل، مؤكداً أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها السلطة هي التي تسببت بتدهور الأوضاع الإنسانية والحياتية في القطاع.

مخطط دولي

وحول دلالات استمرار السلطة في تضييقها على القطاع، أشار القرا إلى أن ما هو واضح أن هناك تيارا واضحا في السلطة مدعوم إقليميًّا من “إسرائيل” وبعض الأطراف الدولية نحو إبقاء الأزمات لحركة حماس، واستغلال أي شكل من أشكال التوتر لإشغالها عن مخططها القائم بشكل أساس على مقاومة “إسرائيل”.

وأوضح أن من بين الدلالات التي كانت ستطبق حال نجح الحراك، أنه كان سيريح “إسرائيل” من تنفيذ تفاهمات مسيرات العودة التي يتم الاتفاق عليها.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة، إنه من الطبيعي أن تقوم جهات مخابراتية على المستوى الفلسطيني والدولي لا تريد الخير لقطاع غزة، خاصة أن القطاع بات يمثل حالة إزعاج كبير واستنزاف للاحتلال الإسرائيلي سواء في البعد العسكري أو الشعبي.

دور استخباراتي

وأوضح أبو شمالة في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه من المتوقع أن يكون هناك دور من جهات استخبارية لبثّ الفتنة الداخلية، والعمل على القضاء على السلم الأهلي الموجود داخل قطاع غزة كنوع من الفلتان.

ولم يستبعد أبو شمالة أن يكون هناك تورط من بعض أجهزة السلطة في العمل على زعزعة السلم الأهلي في القطاع، مطالباً بضرورة أن يتم مجابهة هذه الخطوة بحالة وحدوية أكبر في تجميع الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن الموضوع يدل على وجود حالة إصرار من الاحتلال الإسرائيلي وبعض الأجهزة التي تتعاون معه بشكل أو بآخر على وضع غزة في خانة صعبة بعد فترة من الحصار والتجويع لأكثر من 12 عاما، ومحاولة استغلال الحالة الاقتصادية في القطاع من أجل يكون هناك انفجار داخلي للقطاع وليس في وجه الاحتلال.

وذكر أبو شمالة أنه في حال استمرار هذه التحركات من الاحتلال وبعض أجهزة أمن السلطة، فإن الخاسر الأكبر سيكون الاحتلال الإسرائيلي، لأنه الجهة الوحيدة التي ستتحمل هذه المسئولية بشكل مباشر وكل من يثبت تعامله مع هذا المخطط.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قوية، ولديها معلومات ومصادر تثبت وتوضح من يقف وراء هذه الحراكات المختلفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات