انعكاسات عملية سلفيت
ما حدث ضحى اليوم الأحد 17-3-2019 من عملية إطلاق نار على جنود ومستوطنين شمال سلفيت وجرح وقتل عدد منهم، وفي حيز ثاني أكبر مستوطنة في الضفة وهي مستوطنة “اريئيل”، سيؤزم وضع “نتنياهو”، حيث إن التوقيت حساس بسبب قرب الانتخابات في دولة الاحتلال.
هناك نتيجة منطقية لا يمكن دحضها، وهي أينما وجد احتلال وجدت المقاومة له، ومن يتحمل وزر إزهاق الأرواح هو الاحتلال؛ فحكومة “نتنياهو” لا ترى في الشعب الفلسطيني، سوى أنه درجة ثانية، وذلك بحسب قانون القومية الذي أُقر قبل اشهر، والاحتلال لا يريد أن يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وقصة “أوسلو” طيلة 25 عاما واضحة للعيان.
تعد العملية ضربة لفرص”نتنياهو” في الاستحواذ على أصوات الناخبين؛ فما حصل ضربة قوية للأمن الذي تغنى به خلال استعداده للانتخابات، والتي كل حدث يكون حساسًا في التأثير على مزاج الناخبين الذين هدفهم تحقيق الأمن لهم.
كنتيجة أولية رفعت العملية من معنويات غزة المحاصرة، وخففت الاحتقان الداخلي، ووزع الغزيون الحلوى ابتهاجا بها كونها تخفف عنهم، فكل عمل يدفع لعمل آخر، ويعطي نتائج معروفة ومعلومة وغير معروفة أحيانا، لكن بالمجمل العام تعتبر دعما كبيرا ونجاحا يتبعه نجاح إلى أن يتم كنس الاحتلال لاحقا.
بلبلة وقع فيها الاحتلال خلال الإعلان عن تفاصيل العملية حيث نجح المنفذ بالطعن والانسحاب، وهذا يشير إلى أن المنفذ قد خطط مسبقا وجيدا للعملية، كون المنطقة محروسة جيدا من قبل جنود الاحتلال ودورياته التي تجوب المنطقة.
قد ينجح المنفذ بالإفلات من منظومة الاحتلال الامنية المشددة، ولكن تبقى الاحتمالات قليلة قياسا على منفذي عمليات سابقة، ما لم يكن المنفذ على درجة عالية من السرية والتخطيط الجيد، وهو بالمجمل وبالقراءة الأولية يبدو أنه على درجة عالية من التخطيط.
قد يخرج علينا إعلام الاحتلال بقصص كثيرة لدوافع المنفذ، للتقليل من صداها وتأثيرها، مثل هي خلاف في العمل أدى لذلك، وقد يخرج بقصة أخرى مغايرة، فكل الاحتمالات تبقى موجودة، لكن ما حصل يعتبر ضربة لمنظومة الاحتلال الأمنية التي تعتبر نفسها لا تخترق.
يقر القانون الدولي الإنساني الحق لمن يقع تحت احتلال أن يقاوم محتليه بكافة الطرق والأساليب، وما حصل لا يخالف القانون الدولي الإنساني، فلا يوجد شعب عبر التاريخ سكت عن محتليه ورضي به، وإعلام الاحتلال إن وصف العملية بالإرهابية فهو وصف بحسب وضعه ويطرب مستمعيه.
العملية أبطلت ذلك وفضحت هشاشة المنظومة الأمنية، وإلا كيف لفرد واحد أن يقوم باختراق كل منظومة الاحتلال الأمنية بهذه السهولة، ويصبح جيشا لا يقهر يطارد فرد واحد دون أن يتمكن منه بطريقة تجعله يشعر بالتفوق.
في كل الأحوال، الاحتلال لن يبقى ويستمر، والمقاومة ولّادة رغم ما تتعرض له من هجوم قوي جدا وواسع من حيث نعلم أو لا نعلم، لكن كل جهود إنهاء المقاومة ستبوء بالفشل الذريع، كون الشعب الفلسطيني صاحب حق، ومن يطالب بحقه سينتزعه لاحقا طال الزمن أم قصر من حلوق أعدائه، وهذه هي سنة التاريخ وسنن الله الغالبة في الكون، ونتنياهو وغيره لن يستطيعوا أن يغالبوها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...