الخميس 08/مايو/2025

محمية أم الريحان بجنين.. جمال الطبيعة يحاصره الاحتلال

محمية أم الريحان بجنين.. جمال الطبيعة يحاصره الاحتلال

هي محمية طبيعية فلسطينية، تربعت على ربوة تكسوها الخضرة، ما يبدأ السهل الساحلي بامتداده حتى يقف عند أول تله تصادفها، تتطلع إلى البحر باستحياء، تتزين بأشجارها البرية ذات الألوان المتعددة الجميلة، تتباهى بزينتها أمام كل التلال التي تجاورها، امتزج عطرها من شجر الغار والسريس والسنديان وشجر الريحان الذي سميت باسمه.

تضم بين ثناياها قرية هادئة وادعة سميت باسمها “أم الريحان” تفوح من أطرافها رائحة شجر الريحان والخروب والزعرور والميرمية والزعتر، في شمالها تصافح جبل اسكندر ومدينة أم الفحم، ومن جنوبها قرية برطعة رفيقتها في الصمود خلف أسلاك شائكة تسمى جدار الفصل العنصري، ومن شرقها بلدة يعبد القسام، ومن الغرب تختلس النظر إلى بيارات البرتقال في أرض المثلث والسهل الساحلي بحسب وصف الأستاذ علي محمد زيد من مدرسة أم الريحان.

يقول الأستاذ زيد لمراسلنا: “لم يرق ذلك لخفافيش الاحتلال حتى جلبوا خنازيرهم البرية ونشروها بين أشجارها المسالمة لتعيث فيها فساداً وتخريباً، حاصروها كعادتهم بالمستوطنات وأنجاس اليهود، ومنعوا أهلها والقرى المجاورة لها حتى من النظر إلى جمالها ورونقها.

وتساءل عن غياب المنطقة عن ذهن المسئولين من حيث المتابعة والتخطيط والاهتمام في الوقت الذي أصبحت فيه فريسة للاحتلال والاستيطان.

وتتألف غابة أم الريحان من سلسلة من المناطق التي تتوفر فيها أشجار كثيفة، يقدر مجموعها بحوالي 15000 دونم، وتحتوي على النظام البيئي لغابات البحر الأبيض المتوسط.

وتتميز بأنها مسار لهجرة الطيور من الساحل، ويمر في المنطقة العديد من أنواع الطيور المهددة أو التي تتناقص بيئتها الطبيعية أو يقل عددها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل العويسق وصقر العسل والعقاب المصري، إضافة إلى أنواع حيوانات أخرى معرضة للخطر مثل الذئاب والثعالب الحمراء.

وتمتلئ منطقة الغابات أيضًا بالتنوع النباتي، وتعد موطنا لأنواع برية أصيلة من الشعير والقمح، والعديد من أنواع الفاكهة البرية.

وتتبع محمية عمرة لقرية أم الريحان التابعة لبلدة يعبد، وهي جزء من ثلاث قرى عزلها جدار الفصل العنصري عن محيطها الطبيعي في جنين وهي أم الريحان، وظهر المالح، وخربة الرعدية. وتعد محميَة العمرة أكبر محمية طبيعية في الأراضي المحتلة عام 1967.

يحاصرها الاحتلال
يقول الخبير السياحي محمد بني عودة: تقع غابات أم الريحان في أقصى شمال غرب جنين، وتتألّف من سلسلة من الغابات الكثيفة التي تمتد لحوالي ستّين ألف دونم في محافظة جنين

وتعدّ مناطق الغابات المحيطة بجنين من أكبر الغابات في الضّفّة الغربيّة، لتشكّل بذلك ما يعادل حوالي 86٪ من إجمالي المناطق الحرجيّة.

وأضاف لمراسلنا: يوجد نحو ثلاثين محمية طبيعية معلن عنها من الاحتلال أو منذ عهد الاحتلال البريطاني، تشغل نحو عُشْر مساحة الضفة الإجمالية. 

وأردف: تعد محمية أم الريحان “عمرة” محط أطماع المستوطنين ما حدا بسلطات الاحتلال إلى تعديل قرار عدم استخدام أراضيها كونها مصنفة محمية طبيعية، ووافقت على إنشاء حظائر إسرائيلية للدجاج فيها بعدما عدلت “الإدارة المدنية” التابعة للاحتلال ما يسمى المخطط الهيكلي لمستوطنة “ريحان” المجاورة، بما يتلاءم وأغراض النشاط الاستيطاني فيها في الوقت الذي يحظر فيه على الفلسطينيين حتى زراعة أراض أو الرعي ضمن المناطق التي تصنف محميات طبيعية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات