الأقصى في قلب الاستهداف.. والنفير قبلة الأحرار!

معركة حقيقة تدور رحاها في رحاب المسجد الأقصى، تجلت معالمها بعد فتح المقدسيين مصلى الرحمة المغلق منذ 16 عامًا، والإصرار والتحدي الكبيرين من المصلين على أداء الصلوات في المصلى رغم أنف الاحتلال الذي يقوم بهجمة مرتدة من أجل تهويد المسجد، والالتفاف على إنجازات المقدسيين الأخيرة.

وكأن المحتل الإسرائيلي يقوم بهجمة مرتدة بعد انتصار الوعي الفلسطيني في فتح مصلى الرحمة، والنصر بالإصرار على فتح باب الرحمة، فشن حملة اعتقالات واسعة في القدس شملت قيادات مقدسية مثل الشيخين عبد العظيم سلهب ونائبه ناجح بكيرات، وثقها “المركز الفلسطيني للإعلام” بأنها الأوسع منذ شهور طويلة، إضافة لحملة إبعاد شملت 133 حالة، واعتقالات في صفوف حراس الأقصى.

وفي لحظات كتابة التقرير، اعتقلت قوات الاحتلال حارس المسجد الأقصى مهند إدريس بعد خروجه من باب “المجلس”، إضافة لاقتحام العشرات من المستوطنين للمسجد الأقصى.

null

تحشيد للحماية

وفي موازاة هذه الهجمة الإسرائيلية البربرية ضد مرابطي وحراس وقيادات المسجد الأقصى، يستمر التحشيد لحماية المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال الإسرئيلي ومستوطنيه، بعد قرار محكمة الاحتلال إغلاق مصلى الرحمة، ودعوات مستوطنين صهاينة إلى اقتحام مركزي للأقصى وإقامة كنيس داخل مصلى الرحمة غدًا الخميس.

فقد ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بتنظيم فعاليات تضامنية بجميع أشكالها المشروعة لدعم قضية القدس والأقصى وفلسطين، داعيا لتخصيص خطبة الجمعة المقبل لهذا الأمر.

وقال الاتحاد في بيان له، إن “أمتنا مهددة اليوم في وجودها وذاتيتها وهويتها، وقدسها المبارك، ومسجدها الأقصى”.

هذا، ودعا مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس إلى صلاة حاشدة داخل المسجد الأقصى الجمعة القادمة، وعلى وجه الخصوص داخل مصلى الرحمة، وعلى باب الأسباط وذلك رفضًا للمحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى “المس بإسلامية الأقصى”.

وقال المجلس على لسان رئيسه الشيخ المبعد عن الأقصى عبد العظيم سلهب “إن الحشود الشعبية الكبيرة المتوقعة في صلاة الجمعة القادمة هي رسالة مهمة لحكومة الاحتلال، وتمثل نقطة تحول في مسار مخططات الاعتداء على مصلى باب الرحمة”.

ووجه سلهب خلال تصريحات تلفزيونية نداء إلى شعبنا في الضفة والداخل المحتل “بضرورة إسناد المقدسيين في الحراك الشعبي المدافع عن الأقصى، وعدّ الجمعة القادمة يوما للنفير الواسع نحو الأقصى رجالاً ونساءً وأطفالاً”.

وأكد سلهب على أن المجلس لن يرد على محاكم الاحتلال بشأن مصلى باب الرحمة، وسيبقى المصلى مفتوحا أمام المصلين.

وأضاف: “لن ننصاع لأي تهديدات من شرطة وسلطات الاحتلال، ومحاكم الاحتلال ليست صاحبة الولاية على المسجد الأقصى المبارك، والمجلس لا يعترف ولا يُخضع أي جزء من الأقصى والأوقاف التابعة له لقوانين الاحتلال، كما هو متبع منذ احتلال مدينة القدس عام 1976”.

كما دعا ناشطون مقدسيون وحراكات شبابية عديدة لأوسع مشاركة في صلاتي المغرب والعشاء اليوم الأربعاء وغدا الخميس قرب باب الأسباط بالقدس المحتلة.

وجاءت الدعوات إسنادا للمبعدين عن المسجد الأقصى، الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال عقب فتح باب الرحمة مؤخرا.

null