زيارات الأهالي للأسرى.. رحلة الاشتياق المليئة بالعذاب

كعادته في كل مناسبة لزيارة أحد أبناء أسرته في سجون الاحتلال، يطلق الشاب محمد غسان ذوقان منشورا على حسابه على الفيس، يشير فيه لتوجهه فجرا للزيارة، ليعود بعد أكثر من 14 ساعة، معلنا عودته من محطات الإجراءات والممارسات والعذابات التي يتعرض لها من أجل 40 دقيقة.
 
وفجر هذا اليوم، انطلق ذوقان لزيارة والده المحاضر الجامعي غسان ذوقان (61 عاما)، القابع منذ بضعة أشهر في سجن هداريم، فيما شقيقه الثاني يقبع في سجن مجدو، وقد أفرج قبل شهرين عن الشقيق الثالث معاذ بعد اعتقال دام خمسة أشهر.

وكان المحاضر الجامعي ذوقان قد اعتقل في شهر تموز العام الماضي، وخضع للتحقيق في سجن بتاح تكفا، قبل أن يُنقل لعزل سجن هداريم.
 
يقول محمد؛ إن عائلة الأسير تكابد الألم والتعب من أجل 40 دقيقة وهي مدة الزيارة، تبدأ بالانطلاق فجرا، ومن ثم السفر أكثر من ساعة لأحد المعابر على الخط الأخضر، وإجراءات تفتيش وتنكيل، ثم يتكرر المشهد على بوابات السجن، وبعدها أمام صالة الزيارة، ليكون اللقاء ذا شجون واشتياق تعكره أجواء السجان والاحتلال.

حكاية مؤلمة
 
في منزل الأسير إبراهيم عامر في كفر قليل حكاية مؤلمة، فغالبية أفراد الأسرة عليهم حرمان من الزيارة، ناهيك عن انتظار صعب للحظة الإفراج ليكون القادم تمديد الاعتقال الإداري، ويبدأ مسلسل الانتظار ليوم الزيارة، ويتبعه المنع من الزيارة لأسباب أمنية تتكرر.

يقول والده، إن غالبية أفراد الأسرة مفروض عليهم المنع الأمني باستثناء مرة واحدة كل شهر، وعندما تحل الزيارة تكون الصعوبة في طبيعتها المؤلمة من عذاب وقمع، وعدم قدرة على التواصل الحقيقي مع الأسير.

ويستذكر الأسير المحرر مفيد جلغوم من قرية فقوعة قضاء جنين كيف كانت والدته المسنة تزوره رغم صعوبة مشيها واستخدامها عكازا ليساعدها بالمشي، وتكون المشكلة التواصل معها عبر الهاتف والحاجز الزجاجي.
 
ويتابع أنه رغم اشتياقه لوالدته، التي توفيت لاحقا بعد إطلاق سراحه، كان يشعر بألم، لأنه سبّب لها مشقة ومعاملة خشنة من السجانين والسجانات.

الأعراف الدولية

 
ويقول رائد عامر رئيس نادي الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس، إن ذاكرة الأسير وذويه لطبيعة زيارات السجون تعطي مؤشرا على أن الاحتلال لا يعد ذلك حقا للأسير كفلته الأعراف الدولية، وإنما يستغله لزيادة عذابات الأسير وأسرته، عبر إخضاعهم لإجراءات مشددة وعذابات وتنغيص.

ويضيف أن بعض الأسرى كان ينصح أسرته بعدم القدوم للزيارة حرصا على مشاعرهم وسلامتهم، من شدة ما يتعرضون له من ممارسات على المعابر وداخل السجون.