الأربعاء 26/يونيو/2024

فضح الاحتلال

علي قباجه

كشفت الأمم المتحدة عن أرقام مذهلة، تفضح انتهاكات «إسرائيل» ضد الفلسطينيين، فقد أكد تقرير لها أن جنود الحرب على حدود قطاع غزة، عمدوا إلى قتل متظاهرين عزل ومسعفين وصحفيين، دون أن يشكلوا أدنى تهديد للجيش المجرم. وليس هذا فقط، إذ تصيد الجنود أطفالاً كانوا يلعبون كرة قدم، وهم يعلمون يقيناً كينونتهم، ولا علاقة لهم بالمسيرات السلمية. وخلص تقرير اللجنة الأممية التي حققت بالمجازر الحاصلة في مسيرات العودة التي بدأت في مارس العام الماضي، إلى أن الاحتلال قتل 189 فلسطينيا كلهم مدنيون وجرح ما يزيد على 9000، وأن هناك 120 شخصاً بينهم 20 طفلاً بُترت أعضاؤهم، خلال العام المنصرم فقط.

هذا التحقيق الأممي يبيّن حقيقة «إسرائيل»، ويختزل طبيعة جيشها، وإجرامه المتواصل منذ أكثر من 70 عاماً، فهذا الجيش ما زالت عقلية العصابات هي المسيطرة عليه، فهو وريث عصابات في أعقاب نكبة 1948، وها هو يواصل انتهاكاته وجرائمه.

التقرير الأممي يمكن البناء عليه، فانتهاكات الاحتلال ضد الإنسانية لم تقتصر على مسيرات العودة، إذ إن فصول التنكيل طالت الفلسطينيين في مجالات شتى، فإضافة إلى الحروب التي راح ضحيتها آلاف المدنيين، فإنَّ «إسرائيل» تواصل عمليات اجتثاث أبناء الشعب من أرضهم، ثم ضم أراضيهم لصالح الاستيطان، كما تزج الآلاف منهم في سجون الموت، ويمكن إحصاء مئات الاعتداءات اليومية، من مداهمات واعتقالات، وتدنيس للمقدسات، وقتل العزل، واستهداف قوت الشهداء والأسرى، لذا فإن نتائج هذا التحقيق لا بد أن توضع أمام القضاء الدولي، ليقول كلمته، ويدين الاحتلال، ويتخذ إجراءات رادعة ضد الجرائم المتواصلة.

أن يصدر التقرير عن الأمم المتحدة، فذلك له رمزية خاصة، لأنه صادر من منظمة دولية ينتمي إليها العالم أجمع، وعادة ما تتميز تحقيقاتها بالصدقية، كما أن محققيها يعتد بهم، لذا فإن الأولى بهكذا تحقيق هو ترحيله للمنظمات المختصة بالمساءلة، لا أن يتم تجاهله، ويوضع في أدراج مغلقة، فقد آن الأوان لمحاسبة «إسرائيل» وعلى المجتمع الدولي الإثبات أن الاحتلال ليس فوق القانون، كما في كل مرة، بل عليه أن يعمل جاهداً لاستثمار هذا الملف لوضع قادة الاحتلال في قفص الاتهام، وإعادة الاعتبار للأمم المتحدة، التي تتنكر «إسرائيل» لها، وتهاجمها في كل محفل.

ويتعين على الفلسطينيين استغلال تقرير اللجنة على الصعيد الخارجي لفضح حقيقة «إسرائيل»، وسحب البساط من تحت أقدامها، والتأكيد للعالم أنه يتعامل مع كيان مجرم، لا يمكن له أن يقترن بسلام، أو حتى السير في دربه، والإثبات أنهم واقعون تحت نير احتلال متوحش دموي، يبني صروحه على جماجم الأبرياء، وأيضاً دعوة الأمم المتحدة لإجراء تحقيقات أخرى لكشف المخبوء من الانتهاكات التي لا حصر لها. كما يتطلب من العرب الحشد السياسي والإعلامي لإظهار عدوانية «إسرائيل» في كل محفل. فرصة إدانة الاحتلال متوفرة. فهل ثمة من يستثمرها؟

إنّ هكذا نظام عنصري يجب ألا يبقى من دون حساب ومساءلة، لأنه يرتكب الجرائم عمدا مدعوما من دولة عظمى هي الولايات المتحدة التي توفر له كل أسباب ومبررات انتهاك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وعلى العالم ألا يظلّ صامتاً، لأنّ الصمت عن الجريمة شراكة في الجريمة.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...