القدس تقول مجدداً: نعم يوجد أمل

استطاع الفلسطينيون في القدس تحقيق إنجاز، رغم ذروة الانشغال والإنشغال الإقليمي والدولي في عديد الملفات بعيداً عن القضية الفلسطينية، وتصاعد موجات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
نجحوا في إعادة فتح باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك وإقامة صلاة الجمعة والصلوات الخمس داخل مصلاه لأول مرة منذ 16 عاماً، وكان النجاح في هذه المرة سريعاً لم يستغرق أكثر من أسبوع.
فقد بدأت هبة الرحمة مع بداية الأسبوع الماضي، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي باب الرحمة بالسلاسل والأقفال الحديدية؛ مما دفع الشبان في القدس إلى التحرك سريعاً لمجابهة خطر انتزاع الاحتلال لتلك المنطقة.
ويعمل الاحتلال منذ سنوات بشكل ممنهج من أجل تنفيذ مخطط لتقسيم المسجد الأقصى المبارك مكانيًّا وزمانيًّا بين المسلمين واليهود الصهاينة.
فعبر تخصيصه أوقاتاً خاصة لدخول المستوطنين وأوقاتاً أخرى للمسلمين، يحاول إقرار التقسيم الزماني. ومن خلال محاولته انتزاع منطقة باب الرحمة، يريد إقرار التقسيم المكاني. فالهدف ليس مجرد انتزاع المنطقة فحسب، بل وتحويلها إلى كنيس يهودي.
ضاعف الاحتلال في الثلاث سنوات الأخيرة من خطواته التهويدية في محيط المسجد الأقصى المبارك وفي مدينة القدس عموماً، وكان لإعلان ترمب القدس عاصمة لما تُسمّى «إسرائيل» دور أساسي في ذلك.
وقد كانت مقبرة باب الرحمة ولا تزال في عين التهديد والتهويد الإسرائيلي؛ فقد جرى استهدافها مراراً ونبش قبورها بهدف السيطرة عليها وإزالتها بوصفها معلماً إسلامياً يحوي قبوراً لاثنين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هما شداد بن أوس وعبادة بن الصامت، كما تحوي قبوراً لعدد من العلماء، والمجاهدين الذين فتحوا القدس مع صلاح الدين الأيوبي، وغيرهم.
تركز استهداف الاحتلال للجزء الشرقي من المسجد الأقصى المبارك ومحيطه في خطواته التهويدية، وقد دلّت الخرائط التي تداولتها أوساط حزب الليكود منذ العام 2013 على سعي الاحتلال لاقتلاع تلك المناطق من مساحة المسجد الأقصى.
فكانت جل الطقوس التلمودية والاقتحامات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون متركزة على تلك المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وقد ظن الاحتلال لوهلة أنه قطع شوطاً كبيراً في مخططه التهويدي، فكانت هبة باب الرحمة وأهل الهبة له بالمرصاد.
هدمت الجماهير التي فتحت باب الرحمة عموداً جديداً من أعمدة الهيكل المزعوم، وأعادت إحياء جزء عزيز من المسجد الأقصى كاد أن يُسلب خلسة في الغفلة، وبددت وهم موات الأمة، وقالت لنا مجدداً إن هذه الأمة تمرض لكنها لا تموت.
الصراعات اليوم في وطننا العربي والإسلامي جلها داخلية، سواء داخل ذات الأمة أو ذات الفرد، وصراع الفرد مع ذاته غالباً ما يدور حول أسئلة التغيير والتحرير والحرية، بعد الانتكاسات الأخيرة التي عايشتها الشعوب، فنتج عن ذلك نوع من الإحباط أو الفتور والتراجع وفقدان ثقة الشعوب بنفسها وقدراتها.
فجاءت القدس وجاء هذا الإنجاز ليقول إن الأمل قد يخفت لكن لا يختفي، والشمس تغيب ولا تندثر، هي أمة تميل كنخلة لكنها لا تنكسر.
صحيفة العرب القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولان أميركيان: تحميل حماس مسؤولية الحرب لا يبرر تجويع غزة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مسؤولان أمريكيان سابقان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جعل معاناة الشعب الفلسطيني سياسة رسمية لواشنطن...

أطباء بلا حدود: منع دخول المساعدات يهدّد الأنشطة الطبية في غزّة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الطبيب أحمد أبو وردة، إن منع سلطات الاحتلال وصول المساعدات...

لليوم الثاني.. إسرائيل تحاول إخماد الحرائق وتترقب مساعدة دولية
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل فرق الإطفاء الإسرائيلية، اليوم الخميس، جهود السيطرة على الحرائق التي اندلعت في جبال القدس المحتلة،...

100 يوم من العدوان على جنين وسط دمار واسع للمنازل والبنية التحتية
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الـ101 على التوالي، وسط دمار واسع طال المنازل...

عكرمة صبري: الاحتلال يمنع خطباء الأقصى من الحديث عن غزة والدعاء لأهلها
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام يشهد المسجد الأقصى تصعيدا احتلاليا واضحا على الصعد كافة، يتمثل باستباحة المستوطنين لساحاته، وملاحقة موظفيه...

حماس: حظر سويسرا للحركة انحياز ضد فلسطين ومقاومتها المشروعة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قرار سويسرا "حظر الحركة" انحيازًا مستهجنًا ضد الشعب الفلسطيني،...

الاحتلال يفرض إغلاقًا شاملًا على بيتا جنوب نابلس
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق شامل على مداخل بلدة بيتا جنوب نابلس، منذ يوم أمس الأربعاء، وذلك عقب الإعلان...