الإثنين 01/يوليو/2024

فتح مصلى الرحمة.. الوعي الفلسطيني ينتصر مجددًا

فتح مصلى الرحمة.. الوعي الفلسطيني ينتصر مجددًا

معركة جديدة دارت رحاها على بوابات المسجد الأقصى المبارك، وهذه المرة على باب الرحمة (أحد أهم أبواب المسجد الأقصى)، الذي يحاول الإسرائيليون إغلاقه كليًّا، قبل أن يصمم الفلسطينيون على منع ذلك، وفتح الباب والمصلى المغلق منذ 16 عامًا، ويسجلوا نصرًا جديدًا في معركة الوعي.

مشاهد تُفرح القلوب، بُثت من المسجد الأقصى المبارك، ورأى العالم فيها إرادةً وتصميمًا متناهيين؛ عندما حطم المقدسيون والفلسطينيون خطوة تهويدية إسرائيلية، دبرت بليل ضد باب الرحمة، ليتحدى المصلون هذه الخطوة، ومعها فتحوا مصلى الرحمة المغلق بقرار إسرائيلي منذ 2003.



وكأن الفلسطينيين يقولون للعالم أجمع أن حصار غزة وخنقها حدّ الموت، وقضم الأراضي بالضفة الغربية، وممارسة الإرهاب البشع ضد الفلسطينين في أماكن وجودهم كافة، لن يثنيهم عن الدفاع عن أولى القبلتين، وأنهم لن يُهزموا في معركة الوعي.

 

 

ووفق متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام” الحثيثة للحدث؛ فإن قوات الاحتلال وضعت الأحد الماضي سلاسل حديدية وقيودًا على الباب الخارجي لباب الرحمة (أحد أبرز أبواب الأقصى)، في محاولة منها لإغلاق الباب نهائيًّا، قبل أن يدخل المقدسيون في اعتصام ومعركة انتهت بفتحه، وفتح مصلى الرحمة (أحمد مصليات الأقصى)، ظهر اليوم الجمعة.

ما حدث اليوم في المسجد الأقصى، أعاد إلى الأذهان معركة البوابات الإلكترونية التي جرت في المسجد الأقصى، في تموز/ يوليو 2017، يوم أن انتصر الوعي الفلسطيني على مكائد التهويد الإسرائيلي الذي يتربص بالمسجد الأسير، نتذكر المعركة التي أراد نتنياهو خلالها أن يفرض واقعًا جديدا في المسجد الأقصى عبر مرور المصلين من خلال تلك البوابات.

يومَ أن منعت “إسرائيل” لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى في عام 1967م، الصلاة في رحابه الطاهرة، ومنع دخول الرجال للمسجد، وعليه دخل المقدسيون والفلسطينيون في اعتصام تاريخي أجبروا خلاله “إسرائيل” على إزالة البوابات الإلكترونية، وذلك بتاريخ 25 تموز/يوليو 2017.

 

واحتفى المصلون بعد صلاة الجمعة، اليوم، بإعادة فتح مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من الأقصى بتظاهرات احتفالية حاشدة في المنطقة، وصدحت حناجرهم بهتافات التكبير وبهتافات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” و”هدا المسجد مسجدنا”، وغيرها، في حين أمّ الأقصى المبارك أكثر من ستين ألف مواطن من القدس والداخل الفلسطيني رغم كل إجراءات الاحتلال المشددة في القدس.

وكان المصلون -يتقدمهم رئيس وأعضاء مجلس الأوقاف الإسلامية ومشايخ القدس- فتحوا باب مبنى ومصلى باب الرحمة قبل صلاة الجمعة، وأدوا الصلاة في المبنى الذي أغلقه الاحتلال منذ العام 2003، ورفع مصلون العلم الفلسطيني على سطح المصلى.

 


يشار إلى أن قوات الاحتلال حولت القدس -اليوم- إلى ثكنة عسكرية بفعل انتشارها المكثف والواسع في المدينة وبلدتها القديمة ومحيطها ومحيط الأقصى المبارك، إلا أن ذلك لم يمنع عشرات آلاف المواطنين من الوصول إلى مسجدهم والصلاة في رحابه الطاهرة.


من جانبه، شدد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، في خطبة الجمعة، على أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وطالب سلطات الاحتلال برفع يدها عنه وحمّلها مسؤولية عبثها وتدخلها بشؤون المسجد المبارك، وأكد أن المسجد الأقصى لا يخضع لمحاكم وقرارات الاحتلال، وهو مسجد إسلامي خالص بكل مساحته الـ144 دونما، والتي تشمل مصليات المسجد وأروقته، وباحاته، وما فوقه وأسفله، وهو جزء من عقيدة كل المسلمين في العالم.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي تغيير أو فرض أمر واقع في المسجد الأقصى، مؤكدا أن مجزرة المسجد الإبراهيمي لن تتكرر في المسجد الأقصى.

أما المؤرخ الفلسطيني أسامة الأشقر، فقد كتب عبر “فيسبوك”: “ملحمة باب الرحمة شرح عملي مهيب لعمارة المساجد المعظمة بفخامة باذخة”؛ في إشارة منه لتلبية عشرات الألوف للنداء، والمشاركة في فتح مصلى الرحمة المغلق منذ 16 عامًا.

وفي السياق، قالت حركة حماس: إن شعبنا الفلسطيني يسطر اليوم نموذجا عظيما بإصراره على الزحف إلى القدس للدفاع عن الأقصى، رغم كل العقبات التي وضعها الاحتلال من تهديدات واعتقالات، مؤكدا بذلك أن الأقصى خط أحمر لا يمكن للاحتلال تعديه أو تنفيذ مخططاته بتغيير واقعه والسيطرة عليه.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي: الشعب الفلسطيني يدشن اليوم مرحلة جديدة في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي مرحلة عنوانها العريض الذي تتوحد عليه كل الفصائل والفعاليات “أن المقدسات خط أحمر، ولن نسمح أن تكون مادة انتخابية للمتطرفين والمستوطنين”.

 

#صور لحظة فتح #باب_الرحمة بالمسجد الأقصى المبارك من المقدسيين لأول مرة منذ 16 عاما وسط هتافات الانتصار pic.twitter.com/O4A0oQTyZB

 


null

null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات