السبت 29/يونيو/2024

رغم الإعاقة والمصادرة والتغريم.. المحرر حمارشة يأبى الانكسار

رغم الإعاقة والمصادرة والتغريم.. المحرر حمارشة يأبى الانكسار

“لن أنكسر”.. كانت تلك الكلمات هي آخر ما ختم به الأسير المحرر عدنان حمارشة حديثه تعقيبا على قرار محكمة بيت إيل الصهيونية بتغريمه نحو عشرين ألف دولار دون وجه حق، وتثبيت قرار مصادرة مركبته التي استولى عليها جيش الاحتلال قبل ثمانية أشهر.

وبكلماته؛ لخص حمارشة لمراسلنا سبب قرار محكمة الاحتلال الذي لا يستند إلى أي أساس سوى توجه من مخابرات الاحتلال بكسر إرادة الأسرى والمحررين وأسرهم، ولا ينفصل ذلك عن قرارات الاحتلال باقتطاع عوائد الضرائب الفلسطينية للضغط باتجاه وقف رواتب الأسرى والشهداء وغير ذلك من الإجراءات.

قرار انتقامي

وبالنسبة لحمارشة؛ كان أمر شرائه مركبة متواضعة أمرا اعتياديا للغاية، فهو بحكم إعاقته الحركية التي تسبب بها الاحتلال، لم يعد قادرا على الحركة دون مركبة؛ حيث حاول جاهدا الحصول على قرض بنكي لشرائها فأوصدت البنوك أبوابها في وجهه، وبالكاد تمكن من شرائها.

فوجئ حمارشة بقوات الاحتلال تطرق باب منزله قبل ثمانية أشهر لتصادر مركبته، فقرر متابعة ذلك قضائيا من خلال محاميه محمود جبارين، فالمركبة تستخدم بشكل رئيسي في تنقله للعلاج وقضاء حوائجه، ولكن قرار محكمة بيت إيل جاء انتقاميا.

المحامي جبارين اتصل بحمارشة في (18-2-2019) لا ليخبره بأن المحكمة قررت إعادة مركبته له، بل ليقول له “قررت المحكمة تغريمك سبعين ألف شيقل، وفي حال لم تدفعها ستباع المركبة خردة، ويخصم ثمنها من الغرامة، ومطالبتك بباقي المبلغ”

يقول حمارشة “بيع السيارة كخردة يعني أنها لن تباع بأكثر من عشرة آلاف شيقل، وبالتالي سيتم مطالبتي بدفع ستين ألف شيقل إضافية”، رافضا التعاطي مع هذا القرار أيا تكن النتائج.

معاناة حمارشة مع الاحتلال لم تقف عند هذا الحد، ففي الوقت الذي استقبل فيه هذا القرار الانتقامي، فإنه يقارع في المحاكم والسجون لمتابعة ملفي ابنيه؛ الفتى أنس والذي يعاني من أمراض مزمنة، وعمر نجله الأكبر، والمعتقلين في سجون الاحتلال.

كابوس المرض

وتعيش العائلة على أعصابها منذ عام عقب اعتقال الفتى أنس، ليس لصغر سنه؛ بل لمرضه ومدى تأثير السجن على صحته، ما جعل الأسرة تعيش حالة استنفار دائم.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الفتى “أنس” بتاريخ 7/10/2017 بعد اقتحام منزل والده، وهو أصغر أبنائه ومصاب بمرض نادر من نوعه اسمه “بيرثيز” وهو يعني تآكل رأس الفخذ.

ويتفاقم الضغط النفسي على العائلة جراء مرض أنس نتيجة التجربة القاسية لوالده الذي اعتقلته قوات الاحتلال بعد إصابته بجلطة حادة، ولم يكن قد تماثل للشفاء، ما جعله يخرج من سجون الاحتلال مقعدا على كرسي متحرك.

حتى سنوات قليلة خلت، كان حمارشة أقدم أسير إداري في سجون الاحتلال، وكان مضرب مثل في الاعتقال الإداري، وقضى نحو 15 عاما من حياته متنقلا بين سجون الاحتلال، كما أن زوجته اعتقلت أيضا برفقته ذات مرة وبقي أولاده لوحدهم في المنزل.

ولكن بالنسبة لحمارشة وللأسرى والمحررين كافة،  فإن معاناة السنوات الأخيرة خارج الأسر باتت أكثر قسوة من حيث الملاحقة والتنكيل والإجراءات العقابية من الاعتقال نفسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات