الجمعة 05/يوليو/2024

ذراع الاحتلال البرّي يتجنّب المواجهة المباشرة

ذراع الاحتلال البرّي يتجنّب المواجهة المباشرة

رغم أن صراعها الوجودي فوق أرض فلسطين التاريخية قائم على الحروب إلا أن خسارة الدم في الجيش الإسرائيلي تشكل منذ عام 1973 ومن بعدها 2006 حتى حروب غزة (2008-2014) أكبر معضلاتها.

كلاسيكيًّا لا تحسم المعارك سوى القوات البرّية، لكن (إسرائيل) اليوم تعاني من تضرر قوة الردع بعد جولات خاسرة، ما دفعها لتطوير أدواتها القتالية التكنولوجية وسلاح الطيران.

وكشف تقرير جديد للجنة الخارجية والأمن بالكنيست أن نتنياهو قرر تخصيص 40 مليار شيكل لتقوية الدفاعات الإسرائيلية بالشمال، بدلاَ من تخصيصها لتعزيز قدرات ذراع البر بالجيش الإسرائيلي.

ولاقت خطوة نتنياهو انتقادًا من عديد مسئولين إسرائيليين قالوا إنه فقد الثقة بذراع البر، وبقدرته على القتال البري عندما قرر تخصيص مبالغ كبيرة لتعزيز الدفاعات الجوية، وتحت الأرضية بالشمال قبل أيام.

صحيح أن نتنياهو يفتح أقفالاً في أبواب موصدة بالتطبيع العلني والانفتاح الكامل على دول عربية وإفريقية، ومعظم الإقليم، لكن خسارة الدم أكبر مشاكله مع خصوم متحفّزين أولهم إيران وحلفاؤها.

وكان نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال أكد أن الصواريخ الإسرائيلية قادرة على إصابة أي هدف حتى وإن كان بعيداً جدًّا بما في ذلك جميع الأذرع التابعة لإيران.

أما إيران فجاءت لهجتها أكثر حدّة حين هدد قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني قبل أيام بـ”تدمير إسرائيل وإزالتها بالكامل في أي حرب جديدة تبدؤها”.

ثغرة في الذراع البري

ويؤكد اللواء يوسف شرقاوي الخبير العسكري أن (إسرائيل) تعاني من ثغرة في ذراعها البرّي ظهرت للمرة الأولى حين هزم الجندي الإسرائيلي في حرب أكتوبر (1973)م لكنها اتضحت أكثر في حرب تموز (2006)م.

لا يختلف اثنان على تفوق القدرات القتالية والتدميرية للاحتلال على معظم خصومه، لكن مجزرة الدبابات عام (2006)م جنوب لبنان، ومعارك وادي الحجير ومارون الراس والخيام؛ أثبتت ضعفه عن المواجهة المباشرة مع مقاومة متواضعة.

ويضيف شرقاوي: “لم يحسم ذراعه البرّي 3 حروب بغزة.. قالوا لو احتلينا غزة ماذا سنفعل في اليوم التالي؟!.. إسرائيل لم تحسم يومًا حربًا وحدها؛ فقديما كان الناس يهربون، لكن المقاومة الآن تصمد، ولا يرتكب الجيش سوى سياسة الأرض المحروقة دون جدوى”.

عجْزُ الاحتلال عن تحمّل خسارة في الدم كما وقع مع عشرات الجنود في حروب غزة وجنوب لبنان بين عامي (2006-2014)م دفعه للبحث عن أدوات تأثير أكثر أماناً.

ويقول حاتم أبو زايدة المختص في الشئون الإسرائيلية، إن التركيز على سلاح الجو ووحدات السايبر وأدوات التكنولوجيا بأنواعها أضحت ملجأ كل من يخشى القتال البرّي من الجنود.

دعم سلاح الجو ووحدات السايبر يرجعه المختص أبو زايدة لأمرين، الأول رغبة الجنود بالالتحاق بوحدات عدا الذراع البرّي، والثاني هو عدم رغبتهم في العمل الميداني على الأرض.

انتصار عن بعد

وعلى أقساط سمح بنشرها الاحتلال، أورد تقرير (يوسف شابيرا) مراقب عام الدولة، انتقد فيه أداء الجيش الإسرائيلي في الميدان وملف أنفاق المقاومة، ما حوّل “إسرائيل” للتركيز بعد حرب 2014م على تكثيف عملها الاستخباري، ومحاولة ردع المقاومة دون التحام مباشر مع أفرادها.

ويقول الخبير شرقاوي: إن الاحتلال يريد إنجاز انتصارات بأقل الخسائر، معتمدًا على سلاح الجو مثل طائرات إف 35 بعد أن نهض الجندي والمقاوم العربي، وأثبت قدرته على وقف تقدم جنود الاحتلال في حرب 73 و2006.

أما المختص أبوزايدة فيؤكد أن قرار نتنياهو تعزيز وحدات الجو والسايبر ليس تكتيكًا، بل فهم حقيقي من نتنياهو للتغطية على ثغرة خوف الالتحام المباشر.

ويتابع: “انتهى جيل الكبار القادرين على التضحية في إسرائيل، وحاليًّا هناك تراجع في الالتحاق بوحدات الجيش البريّة والخاصّة، رغم قوة إسرائيل وضعف الإقليم، لكن نخب الاحتلال تخشى من تغير المحيط العربي في أي وقت”.

ورغم قتامة المشهد السياسي والميداني من حول “إسرائيل” إلا أن خسارة الدم والهروب من التضحية تشكّل أهم الثغرات الاستراتيجية التي يفهمها خصوم الاحتلال وهم يعملون على الأرض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

5 شهداء بعد قصف الاحتلال لمنزل في جنين  

5 شهداء بعد قصف الاحتلال لمنزل في جنين  

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 5 شبان فلسطينيين، صباح اليوم الجمعة، جراء قصف إسرائيلي بطائرةٍ مسيرة استهدف مجموعة من الشبّان في مخيم جنين...