الجمعة 21/يونيو/2024

فخاخ التطبيع (1) ماذا يخطط الصهاينة داخل الشعوب المغاربية؟

هشام توفيق

يؤلمنا في هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ مِنْ تَارِيخِ الْأُمَّةِ مَا تَتَعَرَّضُ له شعوبنا المغاربية خصوصا الجزائر وتونس والمغرب من اختراق وتواصل مغاربي صهيوني غير مسبوق مع أرباب القتل والتخريب والذبح والإجرام، تَوَاصُلٌ وَتَطْبِيعٌ وَاِخْتِرَاقٌ يتزامن مع مرحلة انتقالية من الأمة والشعوب المغاربية التي تشهد صحوة وثورة في العقل والوعي والفقه بكل أدوائنا ومكامن وأسباب انحطاطنا وتفتيتنا.

هذه الهجمة التطبيعية الشرسة على أفريقيا وشمال أفريقيا والشعوب المغاربية خصوصا من قبل قوة التطبيع ومخططات المشروع الصهيوني لا تأت بخير إن لم نستوعب خفايا هذه التحركات ولم ترصد بجدية وبشكل جماعي مؤسساتي مغاربي لصدها وتجريم من ساهم في التوافق معها.

مِنْ دواعي الْاِخْتِرَاقِ. .
هو اختراق صهيوني تطبيعي تصعيدي غير طبيعي في المغرب العربي يرجع تنزيله وتنفيذه للأسباب التالية :

– الاختراق التخريبي : من دواعي الاختراق والحضور الصهيوني المخابراتي هُوَ تَخْرِيبُ الْمِنْطَقَةِ الْمَغَارِبِيَّةِ وَخَلْقُ الْفَوْضَى الْخَلَاَّقَةِ وَالْفِتْنَةِ الدَّائِمَةِ كباقي المناطق السورية والليبية واليمنية، هو ردة فعل صهيوني استكباري عالمي وتخوف من مستقبل محتمل في المنطقة المغاربية، فوجب تصفية القوى الحية والتغييرية المغاربية وشعوبها التي بدأت تفقه وعيا بمعركة الاستبداد والاحتلال والحصار الاستكباري الذي يطال شعوبنا المغاربية لإضعافها خشية تحرر الأفكار، فالأقطار، مما يخول التوجه نحو بوصلة التحرير ثم إلى نصرة الشعب الفلسطيني وبالتالي تهديد الأمن الإسرائيلي الوجودي.

– الاختراق الداعم والتعزيزي: هذا الحضور الصهيوني في المنطقة المغاربية هو انزعاج من تصاعد الوعي في الشعوب المغاربية ضد الأنظمة المزروعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والفرنسي، فقوى الاستكبار الصهيوني والفرنسي تشعر خصوصا بعد تجربة الربيع العربي بهشاشة الأنظمة المغاربية تجاه شعوبها التي حققت توازنا في الساحة الميدانية والشعبية، فكان لابد من اختراق صهيوني وتغلغل كبير للاستكبار في المنطقة المغاربية وحضور مكثف للصانع لهذه الأنظمة المغاربية “لتعزيز قدرتها” ومشورتها لتقويض سلوكات أي حراك قد يحرك ويحرر المنطقة ويهدد الأمن الإسرائيلي والمصالح الفرنسية والغربية مجملا 

 – الاختراق التصفوي:  يُوَظَّفُ التَّطْبِيعُ وَالْاِخْتِرَاقُ كَإِسْترَاتِيجِيَّةٍ تَوَغُّلِيَّةٍ في الشعوب المغاربية بسبب القلق الصهيوني من وجود قوى حراكية تنتصر للقضية الفلسطينية بل وتتيقظ وتوقظ شعوبها كلما كانت هناك انتصارات للمقاومة والشعب الفلسطيني ومسيراته، بل وترتشف الشعوب المغاربية البوصلة والأمل تاريخيا -رغم جهود الإضعاف- من هذه المنطقة المقدسية المباركة تعلقا وبركة، فَكَانَ لِزَامًا مِنْ أرْبَابِ صَفْقَةِ الْقَرْنِ مِنْ خِلَالَ التَّطْبِيعِ وَعَقِيدَةِ تَمَدُّدِ الْأَطْرَافِ الْإِجْهَازُ على القوى المغاربية المناصرة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني للتمهيد مستقبلا لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء كل مشوش قد ينتفض من أجلها ويحرك الشعوب لنصرتها 

مَرْحَلَةٌ صَعْبَةٌ مَنْ تَارِيخِ الْمَغَارِبَةِ
هي مرحلة ليست باليسيرة من عمر هذا الجيل المغاربي الذي يطمح إلى تغيير جذري وإنهاء عقلية حاكمة استبدادية طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ بَلْ وَاِسْتَعَدَّتْ لِاِسْتِدْعَاءِ المربي والراعي الْأَوَّلِ بمعية الفرنسي تطبيعا، خصوصا بعد ثورات الشعوب ويقظة الشباب المغاربي.

وَكَأَنَّ رَجَاءَ وَغَايَةَ هَذِهِ الْقوى الْاِسْتِكْبَارِيَّة الصِّهْيُونِيَّة الْمُتَغَلْغِلَة والتي كانت سببا في زرع هذه الأنظمة المغاربية أن تقدم دعما وسندا للحكام لتحقيق مشروع استقرار المنطقة المغاربية من أي انفلات وتحرر شعوبي يمكنه أن يقلب الطاولة، خصوصا أن المغاربة تاريخيا لهم استنكاف واستنكار شديد للاحتلال الخفي واستراتيجيات التغلغل والتمزيق الطائفي الأمازيغي والمذهبي ولهم تدرج وفعل صانع لا يعتمد على ردود الأفعال. 

لذلك فإن الحضور الصهيوني المتصاعد في منطقتنا المغاربية مؤخرا خصوصا هذه الأيام بأفريقيا وشمالها يأتي من أجل غايتين :

– الغاية التعزيزية : تعزيز قدرة هذه الأنظمة التي فشلت في تخريب شعوبها المغاربية لمدة قرن من الزمن.

– الغاية الزرعية : وجود المشروع الصهيوني هو لغاية ثانية وهي صناعة كيانات خبيثة فتنوية طائفية وزرع جمعيات وأطر لها هدف اختراقي تدميري فكري ومذهبي وقبائلي لتشتيت المنطقة المغاربية وما بوابة ذلك إلا عبر التطبيع.

سؤال أول للدولة المغربية. 
ما أحببت الوقوف عليه في كلماتي ليس فقط رصد تحركات الصهيونية في المغرب العربي وتبيان خطورة ذلك على شبابنا ونسيجنا المجتمعي وما بقي فينا من مقومات إسلامية وشعبية، فلربما هذا نشرته في مقالات وبحوث سابقة، إنما نرغب التنبيه إلى جانب مهم في حركة التطبيع وعنصر مهم من عناصره الأساس وهو النظام المستضيف للتطبيع والكيان الصهيوني.
وَأَرْصُدُ هُنَا مَثَلًا النَّظَّام الْمَغْرِبِي الْمُتَوَغِّل فِي التَّطْبِيعِ وَالْاِسْتِضَافَةِ لشرائح صهيونية متنوعة رغم وجود تناقض أمام ما تلبسه السلطة المغربية من لبوس يبدو أنه ينصر الشعب الفلسطيني لَكِنَّ مَضْمُونَهُ مُزَيَّفٌ تَرْوِيجِيٌّ تَمْوِيهِيٌّ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ فِي شَكْلِ مُؤَسَّسَاتِ تَدَافُعُ عَنِ الْقَضِيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ. أعني بالخيط والعنصر المرجو التنبيه منه هو المستضيف للتطبيع والمجرمين.

فالتطبيع والاختراق الصهيوني والتغلغل الاستخباراتي ليس وليد طرف واحد بل هو خيط يمسكه اثنان، الطرف الأول من الكيان الصهيوني والطرف الآخر يمسكه النظام المغربي المستضيف.

لماذا أشرت إلى هذه الوجهة المغيبة وهذا الطرف الثاني من خيوط الاختراق والتغلغل والتخريب المرتقب؟
لأن الكثير من الرافضين والمناهضين للكيان الصهيوني في منطقتنا يركز على فكرة مناهضة التطبيع وربما ينسى أن هناك من استدعى الكيان الصهيوني فصلا وأصلا، بل ونغفل في غضون هذه الحلقات المتسلسلة المتصاعدة من التطبيع عن العنصر المستقبل المستضيف المصرح لدخول الكيان الصهيوني، وهذا المستضيف هو محل المتابعة أيضا والتجريم سواء كان حزبا أو ومركزا بحثيا أو جمعية تراثية أو سياحية أو فنية أو أكاديمية أو حزبية أو سياسية. 

وهنا أطرح أربعة أسئلة على المستضيف المغربي بما أنه النظام الحاكم أو المؤسسة الحاكمة التي ترخص للجمعية الفنية أو الرياضية أو المهرجان استضافة المجرم الصهيوني في بلدنا. 

السؤال الأول : إذا كانت مؤسسات حكومية مغربية ولجان مغربية مناصرة للقضية خصوصا لجنة القدس في رزمة تقاريرها وأرشيفها الوطني لها معرفة بتاريخ مغربي مشرف وحي في فلسطين منذ فترات نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وإذا كانت الدولة المغربية ومؤسساتها الوقفية والإسلامية والدينية لها وثائق واطلاع بملفات العائلات المغربية التي تعيش منذ قرون ليومنا هذا في ما بقي من حارة المغاربة أو في ربوع القدس وفلسطين، فإن الأولى بهذه المؤسسات تحقيق الوفاء لهؤلاء الشهداء المغاربة الذين استشهدوا في حارة المغاربة لما هدمت عليهم البيوت بسبب الجرافات الصهيونية في اجتياح 1967 ، فكان المطلوب محليا رفع القضية المغربية المقدسية في البرلمان المغربي ثم خارجيا في المحاكم الدولية والمجلس الحقوقي وهيئة الأمم المتحدة لرفع العنت والظلم والميز العنصري مما تعانيه الطائفة المغربية والمغارببة في القدس وفلسطين بدل استضافة الضيف الصهيوني المجرم – المسفك لدم إخواننا المغاربة والشعب الفلسطيني- ولو كان مغنيا أو التفكير في استضافة رئيس الإجرام نتنياهو ؟ 

في المقال اللاحق نحدثكم عن باقي الأسئلة. .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...