الأربعاء 03/يوليو/2024

المستعربون.. تغول ملفت في الضفة واستباحة مطلقة

المستعربون.. تغول ملفت في الضفة واستباحة مطلقة

في وضح النهار وخلال الدوام الرسمي، دخل أشخاص بلباس مدني قبل أيام إلى مقر مديرية الأوقاف في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، وبسرعة عجيبة اقتحموا مكتب مفتش المساجد الذي ظنهم مواطنين عاديين، وفجأة أشهروا مسدساتهم، وطلبوا من الجميع التزام مكاتبهم.

وخلال دقائق معدودة، اقتاد هؤلاء الأشخاص، المواطن عبد القادر بني عودة مفتش مساجد المنطقة، ونقلوه بمركبة مدنية إلى جهة مجهولة.

قبل ذلك بيوم واحد دخلت مركبة مدنية كازية الهدى في بيت لحم، ووقفت من أجل تعبئة البنزين، ولما تقدم العامل ثامر أبو صدود في المحطة ليقوم بعمله نزل منها جنود متنكرون بزي مدني، واختطفوه، ووضعوه في المركبة، ثم غادروا على عجل.

ويشير الصحفي محمد القيق تعقيبا على التزايد الملحوظ في تلك العمليات في الأيام الأخيرة أن (13) عملية للوحدات الخاصة الإسرائيلية تمت خلال أسبوع واحد، وأن كثيرا منها تتم لأشخاص لا يشكلون خطرًا مباشرًا على الاحتلال، مشككا في أنه قد يكون لذلك أهداف استعراضية أو أن التدريب لقوات مستعربين جديدة بات حيًّا وفي الميدان، وعلى حساب الدماء والأرواح الفلسطينية.

ترميم صورة الردع
ولكن المواطن يرى فيما يجرى استباحة كاملة للأرض والمؤسسات دون أي رادع، حيث يشير شاهد عيان من طوباس إلى أن الوحدات الخاصة تعمدت خلال اعتقال بني عودة أن تقوم بحركات استعراضية في السوق أمام حشد كبير من المواطنين خلال انسحابها.

وبتتبع الحالات التي اعتقلها أفراد الوحدات الخاصة مؤخرا، يتضح أن غالبيتها لم تكن لمطلوبين، بل كانت لمواطنين كان يمكن اعتقال بعضهم بالاستدعاء أو مداهمات روتينية لا تحتاج كل هذا الاستعراض.

ويرى الناشط محمد أبو بكر لمراسلنا أن تتبع عمل الوحدات الخاصة هو في الأساس لاعتقال نشطاء مطلوبين أو أشخاص خلال مواجهات، ولكن يبدو أن هناك أهدافا أخرى إضافية منها إعادة بناء صورة الردع الإسرائيلية التي تآكلت في عيون المواطن الفلسطيني.

وأضاف: “قد يكون من أهداف ذلك إعادة صورة الجندي المتخفي المرعب الذي يتغلغل بين الناس لإعادة الهيبة والهالة بعد أن تآكلت صورة الجندي الصهيوني وآلة الردع لقوات الاحتلال”.

استباحة دون رادع
وتسند للوحدات الخاصة “المستعربين” مهام مختلفة، فهي تعمل في القدس المحتلة لاعتقال الفتية وقمع المظاهرات، وفي الضفة لاعتقال أو اغتيال المطلوبين، وكذلك يوجد وحدة تأسست خاصة بأراضي الـ48.

ولا يخفي المواطنون في الضفة امتعاضهم من هذا الوضع الراهن الذي تعددت فيه أشكال الاستباحة حتى وصلت لحدود لا تطاق.

ويعلق على ذلك الصحفي في رام الله فراس طنينية أنه “على كل إسرائيلي والمستوطنين خاصة أن يشكر قيادته على اتفاق السلام مع م ت ف، فاليوم كل الأرض لهم، يقتحمون متى أرادوا، يذبحون كما يشاؤون، يهاجمون متى رغبوا، لا يمنعهم أحد إلا أهالي القرى والمدن أو جزء منهم فقط، أما السلطة الفلسطينية فهي ليست سوى صليب أحمر تعد الضحايا، وترفع التقارير..”.

تاريخ من الإجرام
وتعود بدايات تأسيس وحدات المستعربين إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث عمل أعضاؤها ضمن عصابات صهيونية كـ”الهاغاناه” و”ايتسل” و”ليحي”، وتتشكل هذه الوحدات من جنود يُنتقون من بشرة وملامح مشابهة للملامح العربية، ويخضعون لتدريبات وتكوين في معهد خاص عبارة عن قرية صناعية تشابه قرية فلسطينية لتعلم تفاصيل الحياة الفلسطينية ودراسة تاريخ العرب والفلسطينيين ولغتهم وعاداتهم.

وحملت أول وحدة مستعربة أسستها منظمة “البلماخ” اسم “الدائرة العربية”، وعملت في التجسس، وتنفيذ العمليات التخريبية داخل فلسطين التاريخية والدول المجاورة، واستمر عمل الوحدة بين عامي 1943 و1950.

وتولى إقامة هذه الوحدة عام 1943 رئيس الدائرة السورية في منظمة “البلماخ” يروحام كوهن، وشكلها من يهود منحدرين من طوائف يهودية شرقية، وانتحلت عناصر وحدات المستعربين شخصيات مزيفة وصفات مزارعين وباحثين أنثروبولوجيين وطلاب، ويعيشون مددًا طويلة في بوادٍ وقرى بل ودول عربية.

وتوجد وحدة المستعربين كذلك وسط سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتسمى “متسادا”، وتشرف عليها مصلحة السجون، وتتركز مهمتها في السيطرة على رهائن محتجزين في سجون بها أسرى فلسطينيون وقمع احتجاجاتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...