حمدي نعسان .. أب لـ 4 أطفال قتلته إسرائيل بعد 8 سنوات في الأسر

تاركا خلفه أربعة من الأطفال، ارتقى الشهيد حمدي طالب نعسان (38 عاما)، متأثرا بإصابته الخطيرة، عقب إطلاق قطعان المستوطنين الرصاص الحي، مساء اليوم السبت، صوب سكان قرية المغير برام الله، في محاولة لاقتحامها.

ونعسان أحد الأسرى المحررين، حيث قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال، قبل انتهاء محكوميته والإفراج عنه، وهو أب لأربعة أطفال.

صدمة وغضب
حالة من الصدمة والغضب سيطرت على ذوي الشهيد وأحبابه الذين هبوا للمستشفى الذي نقل إليه نعسان في رام الله، لتنطلق هتافات التنديد بالاحتلال ومستوطنيه عقب تأكد استشهاده.

ووفق تأكيدات الأهالي؛ فقد هب الشهيد برفقة أهالي القرية للتصدي لهجوم المستوطنين الذين اقتحموا بحماية الاحتلال قرية المغير برام الله.

نداءات أطلقها شبان عبر مساجد القرية، تجمع بعدها الأهالي ومعهم حمدي، وتصدوا ببسالة لقطعان المستوطنين، وواجهوا بصدورهم العارية إلا من الإيمان بعدالة قضيتهم، فوقعت الإصابات برصاص الاحتلال ليصاب بطلنا برصاصة في ظهره، وينقل وهو بحالة خطرة إلى المشفى، وهناك أعلن استشهاده.

العطاء الوطني
انشغال حمدي نعسان في تربية وتوفير متطلبات حياة أسرته وهو العامل في مجال البناء، لم يمنعه من الاستمرار في مسيرة العطاء الوطني التي دفع فاتورتها مبكرا 8 سنوات في الأسر، فكان دائم المشاركة في الفعاليات والتظاهرات الوطنية المناهضة للاحتلال والاستيطان.

الشهيد حمدي طالب نعسان برفقة اثنين من أطفاله

واندلعت مواجهات ضارية في قرية المغير مساء اليوم السبت تصدى خلالها أهالي القرية لهجوم مجموعات من المستوطنين المسلحين الذين أطلقوا النار على أهالي القرية، وأصابوا أكثر من 20 فلسطينيا من بينهم إصابات خطيرة.

وقال رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليّا، إن المستوطنين اقتحموا أطراف القرية، وأطلقوا الرصاص الحي بصورة مباشرة صوب المواطنين الذين حاولوا التصدي لهم، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال القرية وتساند المستوطنين بإطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيّل للدموع.

يرحل حمدي ويبقى الألم يسكن عائلته وأطفاله الأربعة الذين اعتاد احتضانهم والتقاط الصور معهم، وتبقى جريمة قتله شاهدا جديدا على جرائم المستوطنين وإرهابهم المستمر .. لتزداد فاتورة الحساب المفتوحة.