ندوة بالبرلمان الأوروبي تطالب بالتحرك ضد قانون يهودية الدولة
ناقش نواب في البرلمان الأوروبي وعدد من نشطاء حقوق الإنسان والمتضامنين مع القضية الفلسطينية قانون “يهودية الدولة” الإسرائيلي والدور الأوروبي المطلوب لإنهاء العنصرية الإسرائيلية.
جاء ذلك في خلال ندوة عقدها منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني (ومقره لندن)، الثلاثاء، لبحث تأثير القانون العنصري وفرص التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وعلى مستقبل السلام في الشرق الأوسط، وكذلك على مستقبل علاقة الاتحاد الأوروبي بـ”إسرائيل”، وفق قدس برس.
وقال رئيس منتدى التواصل زاهر بيراوي: “إن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى جهود أحرار العالم لوقف الممارسات والسياسات العنصرية الإسرائيلية، كما يتطلع إلى إنهاء الاحتلال الذي هو أساس المشكلة في الشرق الأوسط”.
وأكد أهمية هذه الندوات في فضح عنصرية دولة الاحتلال، وفي ترويج الرواية الفلسطينية للصراع مع الاحتلال.
من جهته، قال النائب كيث تايلور، عضو تحالف مجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي، في كلمة له خلال الندوة: “واجبنا يتطلب منا عدم الانخراط في جريمة الصمت والسكوت على الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين”.
وأضاف: “ما تقوم به إسرائيل وتحاول شرعنته وفقاً لقانون يهودية الدولة لا يمكن وصفه إلا بالفصل العنصري؛ الأبارتهيد”.
وأكد أن قانون يهودية الدولة يذكر بحاجة إلى تحرك دوليّ جاد لإجبار “إسرائيل” على الالتزام بالقوانين الدولية.
بدوره استعرض يوسف جبارين، العضو الفلسطيني في برلمان الاحتلال الإسرائيلي “كنيست” عن “القائمة العربية الموحدة”، حجم معاناة الفلسطينيين المواطنين في دولة الاحتلال من الممارسات والانتهاكات العنصرية الإسرائيلية التي باتت أكثر وضوحاً في الحياة اليومية للفلسطينيين في “إسرائيل”.
وفي كلمته عبر “سكايب” من القدس، تساءل جبارين “أي ديمقراطية تتحدث إسرائيل بعد هذا القانون!”، مشيراً إلى خطورة هذا القانون الذي تطلق عليه إسرائيل “قانون أساسي” والذي تستهدف لتضمينه في الدستور المستقبلي للدولة.
أما الصحفي والكاتب ديفيد كرونين، المتخصص في رصد انتهاكات “إسرائيل” لحقوق الإنسان، فقد تحدث خطورة هذا القانون على الفلسطينيين الذين يشكلون 20 في المائة من مواطني الداخل المحتل، وكذلك خطورته على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وقال كرونين: “جذور هذا القانون أوجدتها وشجعت عليها القوى الاستعمارية الأوروبية في القرن الماضي وخاصة فرنسا وبريطانيا”.
وأشار إلى العلاقة بين وعد بلفور وهذا القانون العنصري، وقال: “هذه الدول بالإضافة لأمريكا ما زالت ترعى هذا التوجه الخطير لما أسماه المشروع الصهيوني في المنطقة”.
وقالت جولي وورد، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب “العمال” البريطاني، وعضو تحالف الاشتراكيين الديمقراطيين في أوروبا: “إنها تعرضت لضغوط من اللوبي الإسرائيلي للحيلولة دون مشاركتها في ندوة يشارك فيها متحدثون تصفهم المنظمات المؤيدة لإسرائيل بالمعادين السامية”.
وشددت وورد على أنها أصرت على المشاركة لتؤكد لهؤلاء أن هذه الاتهامات لن تمنعها من الحديث عن سجل دولة “إسرائيل” الحافل بانتهاكات القوانين الدولية وانتهاك حقوق الفلسطينيين لعقود طويلة.
وطالبت الاتحاد الأوروبي بمواقف أكثر حزماً ووضوحاً تجاه هذه الانتهاكات التي تحاول “إسرائيل” شرعنتها.
كما طالبت زملاءها البرلمانيين بضرورة متابعة المواقف الرسمية للاتحاد ومؤسساته الرافضة للعنصرية والدفع باتجاه تنفيذ سياسات الاتحاد الرافضة لانتهاكات حقوق الفلسطينيين.
من جهتها، أكدت البرلمانية الإيرلندية وعضو تحالف اليسار الأوروبي مارتينا أندرسون، تعرضها لحملات وانتقادات من اللوبي الإسرائيلي واتهامات لها بمعاداة اليهود بسبب دعمها للحقوق الفلسطينية، مشددة على أنها لن تتردد في دعم الفلسطينيين؛ لأنهم ضحية للاحتلال، وضحية لممارسات عنصرية واضحة.
وأشارت إلى مظاهر تلك العنصرية وخاصة في منع الفلسطينيين من حق السكن في التجمعات السكنية الحديثة، ومنعهم من حقهم في العودة إلى ديارهم باعتبارهم السكان الأصليين للأرض، في حين يسمح قانون العودة الإسرائيلي لكل يهودي في العالم أن يسافر إلى “إسرائيل” والحصول على كل حقوق المواطنين، وقالت: إن “إسرائيل” تمنع الفلسطينيين حتى من تذكر نكبتهم.
وقالت أندرسون: “الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية ذات العلاقة ما زالت مكتفية بالتعبير عن القلق في حين يمكنها عمل الكثير لو كانت جادة في إنهاء مظاهر العنصرية في دولة إسرائيل”.
وأضافت “لو كان الاتحاد الأوروبي جاداً في دعم حل الدولتين لوجب عليه المبادرة في الاعتراف الكامل بدولة فلسطين ولتوفير مقومات تطبيق هذا الحل على أرض الواقع”.
واستنكرت أندرسون مضاعفة حجم التجارة بين “إسرائيل” ودول الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الماضية، وطالبت باستخدام سلاح المقاطعة ضد “إسرائيل” وخاصة بضائع المستوطنات؛ من أجل الضغط عليها للالتزام بقوانين حقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال.
ويتخذ منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني (يوروبال فورم) من العاصمة البريطانية مقرًّا له، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية تعنى بالشؤون الفلسطينية الأوروبية، وتهدف إلى إيجاد فهم أفضل للرواية الفلسطينية للصراع مع الاحتلال، وإلى بناء جسور التواصل بين الشعب الفلسطيني من جهة والشعوب والحكومات الأوروبية من جهة أخرى.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابات إثر قمع الاحتلال مسيرة في نابلس واقتحام مخيم الفوار بالخليل
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة مناهضة للاستيطان في بلدة...
القسام يستهدف آلية هندسية يرافقها جنود إسرائيليون شرقي خان يونس
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، اليوم الجمعة، استهداف "قادوح" هندسي يرافق قوة عسكرية إسرائيلية تتواجد شرقي مدينة...
السعودية تطلق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية على أساس “حل الدولتين”
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، إطلاق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية وتنفيذ "حل الدولتين"،...
مبادرات سورية لمساعدة آلاف النازحين بسبب الحرب في لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وتستمر أزمة النزوح اللبناني لليوم الخامس على التوالي بعد الهجوم الإسرائيلي المكثف على لبنان، الذي تسبب حتى الآن في...
حزب الله ينعى القيادي محمد حسين سرور إثر غارة على الضاحية الجنوبية
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام نعى حزب الله اللبناني القائد العسكري بالحزب محمد حسين سرور بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتياله في غارة على الضاحية...
أكثر من 700 شهيد و2600 مصاب بغارات الاحتلال على لبنان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة اللبنانية الليلة، بأنها أحصت "88 شهيدًا و153 مصابًا في الغارات الإسرائيلية على البلاد خلال...
المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا إسرائيليًا بالجولان
بغداد – المركز الفلسطيني للإعلام استهدفت "المقاومة الإسلامية في العراق"، صباح اليوم الجمعة، هدفًا إسرائيليًا في الجولان السوري المحتل باستخدام...