عاجل

الأحد 04/مايو/2025

كرم الجاعوني.. حي مقدسي يقاوم أكبر عملية تهجير صهيونية

كرم الجاعوني.. حي مقدسي يقاوم أكبر عملية تهجير صهيونية

لا زالت عائلات “حي كرم الجاعوني” إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة، تقاوم سياسة الاحتلال “الإسرائيلي” ومحاكمه الظالمة، والداعمة للجمعيات الاستيطانية، التي تحاول تهجيرهم من أرضهم وبيوتهم التي عاشوا فيها بعد هجرتهم من مدينة يافا عام 1948م.

تلك المقاومة القانونية التي امتدت لأكثر من عشر سنوات عبر المحاكم “الإسرائيلية” رافقها اعتصام وتظاهرة سلميتين، لمواجهة التهجير والطرد، وإفشال مساعي الجمعيات الاستيطانية التي تدعي ملكية الأراضي المقامة عليها منازل “كرم الجاعوني”.

ويعيش في كرم الجاعوني، في حي الشيخ جراح شمال القدس، أكثر من مائة عائلة فلسطينية، يقيمون على قطعة أرض تبلغ مساحتها 18 دونماً، تضم 29 بناية، يسعى الاحتلال لإخلائها تمهيدا لبناء حي استيطاني، في أكبر عملية اقتلاع وتهجير تشهدها المدينة المقدسة المحتلة منذ نكسة العام 1967م.

وطيلة عقدين من الزمن ناضل الأهالي وخاضوا معارك قانونية في محاكم الاحتلال لوقف تهجيرهم وطردهم، إلا أن جميعها انتهى بالحكم لصالح الجمعيات استيطانية بعد تقديمها أوراقاً ادعت فيها ملكية الأرض.

صامدون في منازلنا
المواطن محمد الصباغ، صاحب منزل مكون من 5 طوابق، يقطن فيه برفقة أشقائه الخمسة، أمرته سلطات الاحتلال بالقوة الجبرية إخلاء منزله ضمن مدة زمنية محددة، ليصبح و50 فرداً من عائلته مهددين بالتشريد في الأيام القادمة.

ويعّبر الصباغ في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” عن خشيته من إتمام تهديدات سلطات الاحتلال وجمعياتهم الاستيطانية، بإخلاء بيته، وتكرار مشهد ما يزال عالقا في مخيلته، عندما هجّر الاحتلال في العامين (2008 -2009) عدة عائلات من الحي.

ويؤكد: “مستمرون في مقاومتنا للقرارات الإسرائيلية ورفض الاستيطان الإسرائيلي، فهذه حقوقنا لن نتنازل عنها، مطالباً بتكثيف التضامن المحلي والعربي معهم للوقوف في وجه القرارات الإسرائيلية”.

أما ما يشغل بال الأرملة الستينية أم محمد الصباغ، وأبنائها الخمسة، إذ تسكن في ذات المنزل، قرب تنفيذ التهديدات “الإسرائيلية”، بإخلاء منزلها، مؤكدة عدم قدرتها على مغادرة البيت أو توفير بيت آخر سواء بالإيجار أو الملك.

الحاجة، التي تعاني من عدة أمراض، حيث فتك “السكري” بجسدها الهزيل، عاشت رفقة أبنائها حياة امتدت لعقود، متمسكة بحقها في العودة إلى القرى التي هجرت منها، وتقول: “إذا أرادت سلطات الاحتلال طردنا من هنا (حي الشيخ جراح)، فلتعيدنا إلى منازلنا في مدينة يافا، فنحن نمتلك فيها 250 دونما”.

أوراق مزورة
وحول تفاصيل القضية، أوضح المحامي حسني أبو حسين، رئيس فريق الدفاع عن حي كرم الجاعوني في القدس المحتلة، ومحامي عائلة الصباغ، أنه يمتلك أوراقاً ووثائق تؤكد بطلان ادعاءات الجمعيات الاستيطانية في ملكيتها لأراضي وبيوت في حي كرم الجاعوني.

وأوضح أبو حسين في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن الأوراق التي تمتلكها جمعيات اليهود الشرقيين والغربيين الاستيطانية مزورة وغير صحيحة، قائلاً: “الأوراق مغلوطة بالكامل وهي لا تتعلق ببيوتهم أو أراضي الحي”.

وأضاف: “الأوراق التي يدعون امتلاكها هي لأراض في قرية لفتا، الواقعة إلى الغرب من مدينة القدس”، مؤكداً أن الجمعيات الاستيطانية “خدعوا وكذبوا على مسجل الأراضي عام 1972م”.

وكشف أن قرار أمر “دائرة الإجراء والتنفيذ” الصهيونية، بإخلاء المبنى الذي تعيش فيه عائلة الصباغ، بحلول الثالث والعشرين من الشهر الجاري، تجمد تنفيذه إلى السادس عشر من فبراير القادم.

وقال المحامي: “حتى هذه اللحظة لا يوجد قرار إخلاء لعائلة لصباغ أو غيرها، لكن هناك نحو 10 قضايا في محكمة الصلح الإسرائيلية، تنظر في قضايا إخلاء بيوت مقدسية”، متوقعاً إصدارها خلال فترات زمنية متفاوتة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات