فريد الجعبري مختار الخليل الذي هاجمه الوزير الأعرج!

يعد الشيخ الثمانيني فريد الجعبري المعروف بأبو خضر الجعبري أحد أبرز وجهاء محافظة الخليل، وهو الشخص الذي هاجمه وزير الحكم المحلي حسين الأعرج حين وصف من يحرك احتجاجات الضمان بأنهم يسكنون  في مستوطنة كريات أربع بالخليل.

وأثارت تصريحات الأعرج انتقادات واسعة وغضبا كبيرا، في حين أخذت الأمور في محافظة الخليل منحى مختلفا حيث تحولت إلى قضية عشائرية من جهة لتضاف إلى الانتقادات العامة من مختلف المحافظات لما عُد إهانة للأطر النقابية والمجتمعية والحزبية التي تشارك في حراك معارضة تطبيق قانون الضمان الاجتماعي بشكله الحالي.

مكانة عشائرية

والشيخ أبو خضر الجعبري من أعمدة عائلة الجعبري، كبرى عائلات مدينة الخليل، وله مكانة عشائرية كبيرة حيث هاجمه الأعرج واتهمه ليس فقط بأنه من يقود حراك معارضة الضمان، بل اتهمه بأنه دائما ما يتهجم على السلطة والحكومة، متهما إياه بأنه يحتمي بالاحتلال.

ويعرف أبو خضر الجعبري بأنه من القيادات الخليلية التقليدية القديمة، ويحسب له حساب كبير من من يحبه ومن يكرهه، على الرغم من أن كثيرين لا يتفقون مع بعض مواقفه، لذلك ليس من السهل النيل منه لأبعاد وتعقيدات عشائرية، وهو ما وقع فيه الأعرج بالرغم من أنه كان لسنوات محافظا للخليل ويعرف تركيبتها العشائرية جيدا.

وفي ظل تعقيدات الولاءات في محافظة الخليل تاريخيا، فهناك في السلطة من يعدُّ الجعبري بأنه من وجهاء العشائر في الخليل الموالين للأردن تاريخيا، وكما ظهر اسمه مرة في تقرير لصحيفة التايمز اللندنية قبل سنوات بأنه من القيادات العشائرية التي يمكن أن تشكل بديلا للسلطة، وهو ما نفاه الجعبري حينها وعدَّ ذلك تلفيقا من الصحيفة، علما أن الجعبري أعرب في أكثر من تصريح قديم له عن اقتناعه بالكنفدرالية مع الأردن حلًّا للقضية الفلسطينية.

ولكن ماذا قصد الأعرج بحديثه عن أن الجعبري –والذي لم يذكره بالاسم- دائما ما يهاجم السلطة وينال من هيبتها؟

لماذا هاجم الأعرج الجعبري؟

يعود ذلك إلى موقف الجعبري من قمع أمن السلطة قبل أكثر من شهر لمسيرة انطلاقة حركة حماس في الخليل والتي تم فيها الاعتداء على النساء، حيث خرج الجعبري بتصريحات نارية عدّ فيها أن سحل النساء في الشوارع عار على عشائر الخليل، وطالب بالحق العشائري وبـ”قطع كل يد تمتد إلى نسائنا” ، وطالب بمعاقبة المسيء من أفراد أمن السلطة.

لم ينس الأعرج هذا التصريح للجعبري، ليتهمه بأنه دائم التهجم والسب للسلطة والحكومة، ليربط ذلك بموقفه من الضمان الاجتماعي، ولكن ما حكاية الشيخ أبو خضر الجعبري بالضمان الاجتماعي؟

تشير المصادر لمراسلنا إلى أن حراك مناهضة الضمان الاجتماعي في الخليل هو الأقوى والأكثر تماسكا وحشدا على مستوى الوطن، ويعود ذلك إلى أن تمركز رأس المال والشركات هو الأقوى في الخليل –عاصمة فلسطين التجارية- إضافة إلى أن نفوذ رأس المال في الخليل يمتزج بالبعد العشائري.

وبحسب المصادر؛ فإن ديوان آل الجعبري في الخليل كان مسرحا وانطلاقا للفعاليات والحشد في أكثر من مرة ضد الضمان الاجتماعي، ومنه صدرت بيانات عشائرية قوية تهاجم الضمان الاجتماعي وتؤكد على معارضته، ومن تلك الأصوات كان صوت الشيخ أبو خضر الجعبري بصفته أحد كبار وجهاء عائلة الجعبري في الخليل.

أبو خضر الجعبري، صرح بعد اتهام الأعرج له بأنه يعيش في “كريات أربع” واتهام مبطن له بالجاسوسية للاحتلال وقال تعقيبا على ذلك: “بأن هناك وزيرين يجب أن يقالا فورا من الحكومة حتى تنتهي الأزمة، وهما حسين الأعرج ومأمون أبو شهلا، وأنه لن يتنازل عن هذا الطلب، وعلى الحكومة فعل ذلك فورا، لأن أداءهما يجعلهما لا يستحقان أن يكونا في الوزارة”.

وأشار إلى أنه “لن ينزل لمستوى الرد على تصريحات الأعرج، ولكنه سيلاحقه قضائيا، مكتفيا بالمطالبة بضرورة إقالته من منصبه”.