الخميس 01/مايو/2025

بلعما.. أقدم نفق في العالم يزين مدخل جنين

بلعما.. أقدم نفق في العالم يزين مدخل جنين

يأسرك ذاك المشهد الخلاب الذي يشهد على عراقة المنطقة، بالرغم من أن ما اكتشف من “نفق بلعما” على المدخل الرئيس لمدينة جنين شمال الضفة الغربية، لا يشكل سوى جزء يسير منه. 

ولسنوات خلت كان موقع بلعما مطمورًا ومكبًّا للنفايات، إلى أن أعيد ترميم الموقع ووضعه على الخارطة السياحية في فلسطين، و”لكن مشوار حفر كامل النفق ما زال معلقا، نظرا لتكاليفه العالية، لتبقى أسرار كثيرة كامنة في الأجزاء المتبقية منه”.

ويعدّ “نفق بلعما المائي”، من أقدم القنوات المائية على مستوى العالم، وتعود حقبته التاريخية لعام 1300 قبل الميلاد، ويبلغ طوله المكتشف 115 مترا، حيث كان ممرا مائيا لسكان خربة بلعما الوارد ذكرها في المصادر المصرية القديمة، “يحصلون على الماء عن طريقه من خلال نبع ماء موجود داخل النفق، والذي كان يسهل خروجهم منه أثناء الحروب، كما استخدم في الحروب الصليبية كمرابط للخيل”.

وتحتل خربة بلعما موقعا استراتيجيا يسيطر على المعبر التاريخي المؤدي إلى سهل (مرج ابن عامر)، وهي الآن تقع على يمين الداخل إلى جنين من الباب الجنوبي لها.

أسرار خلف باب مغلق

ويتوقف نفق بلعما أمام بوابة حجرية وردم صخري ما يزال يخفي خلفه الأسرار الحقيقية للنفق، في حين يحتاج العمل به بحسب وزارة السياحة في جنين إلى إجراء اختبارات “جيوفيزيائية” تتطلب تمويلا وميزانية باهظة، الأمر الذي أوقف إكمال الحفر فيه وطُمر جزء من الحفريات، “رغم أنها كلفت ملايين الدولارات حفاظا على المعالم التاريخية المكتشفة إلى حين توفير التمويل اللازم لاستكمال استكشاف النفق”.

ويقول مصطفى النمر، من وزارة السياحة بجنين، لـ”مراسلنا“:إن مشكلة التمويل تقف عائقا أمام اكتشاف وحماية الكنوز الأثرية في فلسطين، حيث يوجد بجنين وحدها أكثر من 400 موقع أثري، بحاجة إما للتنقيب أو الترميم والحماية.

وقد تضرر موقع بلعما مجددا قبل سنوات حين غمرته مياه المنخفضات الجوية العميقة في الشتاء، بحسب “النمر”، “فدمرت التمديدات وبعض الأعمال التي أنجزت، لتعود مسألة التعامل مع المواقع الأثرية وتحصينها إحدى الإشكالات العامة”.

لا يحظى بالشهرة المطلوبة

ويشير الخبير السياحي أمجد خمايسة، ويعمل في المسارات السياحية في فلسطين، أن نفق بلعما لم يحظ بالاهتمام الكافي الذي يوازي أهميته وطبيعته؛ “لأنه لا يقع داخل المدن السياحية الرئيسة في فلسطين مثل القدس وبيت لحم أو رام الله”، كما قال.

وأشار لمراسلنا إلى أن وجوده في جنين، التي تعدّ من المدن المهمشة سياحيا، زاد من ظلم الموقع، عدا عن أن الترويج له في إطار السياحة الداخلية غير كاف.

وأكد ضرورة إعادة الاعتبار لحماية الآثار في فلسطين، والتي تتعرض للنهب والتدمير والتهميش وعدم وضع الموازنات الكافية، ما جعلها كنوزا في مهب الريح.


null

null

نفق بلعما

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات