الثلاثاء 06/مايو/2025

الأم مشتهى.. بالدم برهنت إصرارها على العودة

الأم مشتهى.. بالدم برهنت إصرارها على العودة

رغم معاناتها من مضاعفاتٍ حادة جراء إصابتها الخطيرة في القدم، إلا أنها أبت إلا أن يكون لها بصمة في سجل البطولات.

الجريحة رضا مشتهى “أم أحمد البنا ” البالغة من العمر 44 عاماً، أم لتسعة أبناء، لم تقعدها أمومتها عن واجبها تجاه الوطن؛ فكان لها دور فاعل في الإسناد والدعم لمسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي، وكانت علامة فارقة ومفصلاً جديداً في الدفاع عن الوطن السليب.

ومن إيمانها بعدالة قضيتها انطلقت أم أحمد غير آبهة برصاص العدو الصهيوني المتربص فوق الستائر الترابية خلف خطوط النار، تركض وهي تحمل روحها على كفيها يحركها الواجب الوطني، فتساهم في إنقاذ الجرحى وإسعاف الشبان الذين سقطوا اختناقاً جراء إطلاق قوات الاحتلال للغاز المسيل للدموع، ليس هذا فحسب بل تعدى دورها إلى الانخراط الفعلي في المواجهة ورشق قوات الاحتلال بالحجارة ورفع الأعلام.

أدوات النضال
مشتهى والتي شاركت في فعاليات مسيرات العودة منذ يومها الأول، تقول: “كنت أقوم بواجبي في الدعم اللوجستي وتوفير المياه والطعام للمشاركين، وكذلك كنت أصطحب في كل مرة بعض المستلزمات الطبية لأسعف الشبان، وأُوقف نزف دمائهم إلى أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم”.

ورغم استهدافها أكثر من مرة بقنابل الغاز المسيلة للدموع، واجهت مشتهى كل هذه الاعتداءات بقوة وصلابة، وعن يوم الإصابة تتحدث: “أصبت في جمعة “الحجارة الكبرى” التي صادفت يوم 7/12/2018 وأنا أتجه نحو السلك الفاصل وأهتف بعبارات المقاومة وحق العودة ويردد من خلفي المشاركون”.

وتابعت: “كنت أحاول إنقاذ أحد الشبان المصابين عند خطوط المواجهة خوفاً من اعتقاله من العدو الصهيوني، فباغتتني رصاصة متفجرة في القدم فصلت قدمي عن جسدي إلا من شريان واحد أنقذ قدمي من البتر”.

وأردفت: “بسبب كثافة الدخان لم يستطع أن يسعفني أحد حتى مُضيّ خمس عشرة دقيقة، فقدت خلالها الوعي وبقيت أنزف حتى نقلتني الطواقم الطبية إلى مشفى الشفاء. خضعت هناك لعملية جراحية استطاع الأطباء خلالها إنعاش قدمي، ولكنني ما زلت أعاني من قصور وتمزق في بعض الشرايين، إضافة لفقداني 10 سم من عظام القدم المصابة”.

بعد إصابتها بعدة أيام عادت مشتهى لتشارك في مسيرات العودة، ولكن هذه المرة من على كرسيها المتحرك، لتسطر بذلك أرقى وأعظم ملامح المشاركة بالجهاد في سبيل الله، وبينت: “حاول أبنائي منعي من المشاركة خشية عليّ من إصابة أخرى ولأنني لا أستطيع الوقوف، ولكنني عدت لأثبت للعدو المحتل إصرارنا على حق العودة لأراضينا المحتلة ورفع الحصار تمامًا عن قطاع غزة”.

رمز العطاء
وعن تأثير الإصابة، قالت مشتهى: “كنت في السابق أعمل على رعاية سيدة كبيرة في السن مقابل أجر مادي، كان يشكل مصدر الدخل الوحيد لأسرتي المكونة من أحد عشر فرداً، فزوجي مريض وعاجز عن العمل منذ عدة سنوات، وكنت أنا وحدي أتولى رعاية الأسرة”.

وتابعت: “اليوم وبعد مكوثي في المشفى لأكثر من شهر فقدت مصدر دخلي لكوني لا أستطيع الحركة، ويصعب عليّ أداء أيٍّ من مهامي اليومية”، واستدركت: “كما انعكست على أداء واجبي تجاه أبنائي الذين تقاسموا المسئولية فيما بينهم؛ فمنهم من يقوم برعاية الصغار في المنزل، ومنهم من يتناوب على رعايتي والمكوث بجانبي في المشفى”.

وختمت الجريحة مشتهى حديثها بالقول: “يجب أن يكون للمرأة دور فعال في مساندة الشبان المجاهدين في مسيرات العودة؛ فهي ابنة الرجال وأختهم وأمهم، ولتؤكّد دورها في مسيرة النضال ضد الاحتلال الصهيوني حتى العودة إلى أراضينا المحتلة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...