الأحد 04/مايو/2025

بعد اقتحامات رام الله.. ضعف للسلطة أمام الاحتلال أم تنسيق مشترك؟

بعد اقتحامات رام الله.. ضعف للسلطة أمام الاحتلال أم تنسيق مشترك؟

تجمع الشبان بغضب عقب مواجهات عنيفة خاضوها مع قوات الاحتلال الصهيوني في منطقة عين منجد في مدينة رام الله، بعدما أخلت أجهزة السلطة الأمنية وجودها من الشوارع وعادت إليه بعد انسحاب قوات الاحتلال، حيث جرت مشادة كلامية بين الطرفين، عبّر الشباب فيها بغضب شديد عن الانسحاب الكامل لعناصر أمن السلطة مع كل اقتحام، وعودتهم للشوارع بأعداد كثيفة بعد انسحاب جيش الاحتلال.

وبات هذا المشهد هو الحالة المسيطرة على مدينة رام الله هذه الأيام، والتي غدت مستباحة ليلا ونهارا في إطار مطاردات ساخنة من قوات الاحتلال للمقاومين عقب موجة عمليات المقاومة الأخيرة، والتي كانت رام الله مسرحا لها.

ضعف السلطة

وعبر عن هذه الحالة مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية هاني المصري على صفحته “فيسبوك”، حيث قال: “إن مدينتي رام الله والبيرة (مركز السلطة ومقر إقامة رئيسها) تعيشان منذ أكثر من شهر، اقتحامًا يوميًّا، حيث تتجول دوريات الاحتلال ليل نهار ولساعات طويلة بحثًا عن أهداف غير واضحة”.

ولفت إلى أن السلطة تبدو عاجزة تمامًا، ولا تفعل أكثر من الشكوى الضعيفة أمام تلك الاقتحامات، في حين يبرر البعض لما بالقول إن: “الضفة تحت الاحتلال، لذا من الطبيعي أن نشاهد ما يحدث”.

وقال: إن من غير الطبيعي أن تكون ردة فعل السلطة بهذا الضعف والهوان، في وقت تهدد بإعلان قطاع غزة إقليمًا متمردًا وكأنّ الضفة تحت سيطرتها”، داعيًا إلى ضرورة الوحدة حتى لو كانت في البداية ميدانية في مواجهة الاحتلال.

وأمام سيل الانتقادات الموجه لسلوك أجهزة أمن السلطة خلال اقتحامات رام الله الأخيرة خرج الناطق باسم أجهزة الأمن عدنان الضميري ليقول إن: “أجهزة السلطة بحاجة لقرار سياسي من الرئاسة والفصائل لكي تواجه الاحتلال”، حيث علق مواطنون بأن الضميري تذكر اليوم أنه بحاجة لقرار من الفصائل والتي همشت لصالح قرارات فردية طيلة المرحلة السابقة.

تناسق الأدوار

مصادر أشارت لمراسلنا إلى أن قيادات أمنية بالسلطة اجتمعت مع قيادات أمنية صهيونية بشكل مكثف في الفترة الماضية من أجل تدارك الأوضاع في مدينة رام الله بحيث لا تمس هيبة السلطة، وبالنسبة للإسرائيليين كانت ردودهم أنهم لا يستهدفون مؤسسات السلطة بقدر ما يقومون بعمليات مطاردة ساخنة لا مناص منها.

وبحسب المصادر؛ فإن جزءا من ترتيبات اقتحام رام الله هذه الأيام، هو عدم المساس بمؤسسات السلطة في مقابل رفع مستويات تبادل المعلومات ومحتويات كاميرات المراقبة في حال طلبها جيش الاحتلال.

وأكدت المصادر أن الترتيبات الأمنية المتعلقة باقتحام رام الله تسير وفق نسق متفق عليه، فبالرغم من كثافة التواجد الأمني الفلسطيني في رام الله التي تعدّ مركز المؤسسة الأمنية والسياسية وحرس الرئاسة، فإنه لم يحدث أي شكل من أشكال الاحتكاك بين الطرفين ولو على مستوى حالة فردية واحدة وهو مثار استغراب.

أين التمكين؟

وباتت كلمة ” التمكين” محط سخرية المواطنين هذه الأيام، وهي الكلمة التي يكثر من تردادها رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله لدى مطالبته لحركة حماس بتسليم مفاتيح غزة في الوقت الذي لم يسلم موكبه وهو خارج من رام الله من اعتداءات المستوطنين قبل أيام، فيما الدوريات تحوم بمحيط مكتبه يوميا دون أن يتواجد حتى عناصر الأمن بسلاحهم خارجه كما هو معتاد لدى انسحاب قوات الاحتلال.

وخلال الأسابيع الأخيرة كانت رام الله مسرحا لعدد من عمليات المقاومة التي أوجعت الاحتلال وأعادت رام الله لدائرة الضوء، بدءّا من عملية عوفرا التي أصيب فيها تسعة مستوطنين ونفذها الشهيد صالح البرغوثي، مرورا بعملية بسغات أساف التي قتل فيها ثلاثة جنود ونفذها شقيقه عاصم، وحوادث إطلاق نار متعددة على حافلة للمستوطنين، ودوريات ومقر قيادة الاحتلال في بيت إيل، ولكن هذه العمليات أبرزت أيضا مستوى استباحة الاحتلال للضفة الغربية والتي لا حصانة فيها لأحد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات