جمعة دامية وعنيفة بحق المتظاهرين في غزة

أمام غرفة العناية المكثفة بمستشفى غزة الأوروبي شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، يقف الوالد عماد السنوار في حالة قلق وتوتر بعد استهداف نجله المسعف في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق خانيونس.

وأصيب المسعف مصطفى السنوار (23 عاما) بقنبلة غاز مباشرة في الرقبة، خلال أدائه عمله الصحي الإنساني شرق خان يونس، ما استدعي نقله بسرعة إلى مستشفى غزة الأوروبي.

حالة من الذهول انتابت العائلة، التي استهجنت بدورها الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بحق نجلها المسعف، خاصة أنه كان يمارس عمله الإسعافي عندما باغتته قنبلة غاز مباشرةً في رقبته.

المسعف السنوار ليس الأول الذي يصاب بالرأس في هذا اليوم، فغالبية المصابين أصيبوا برؤوسهم بالأعيرة النارية والمطاطية مباشرةً شرقيّ قطاع غزة.

فإلى جانب عائلة المسعف السنوار، تقف عائلة الطفل بلال جرغون أمام غرفة العناية المكثفة بعد تعرض نجلها لإصابة بقنبلة غاز مباشرة في منطقة الرأس شرق خانيونس خلال مشاركته في مسيرات العودة سلميًّا.

وحسب الأطباء؛ فإن حالة المسعف السنوار دخلت مرحلة الاستقرار، خاصة بعد تعرضه لقنبلة غاز في مجرى التنفس؛ ما استدعى إدخاله لغرفة العناية المكثفة.

تعمد استخدام القوة

وتعمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي استخدام القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة شرقي قطاع غزة في الجمعة الـ42.

وعلى الرغم من الإدانة الدولية الواسعة يواصل الاحتلال استهدافاته بحق المتظاهرين السلميين العزل، ولا سيما تعمده استهداف الطواقم الطبية والصحافيين.

وبشكل غير مسبوق عن الأيام التي لحقت تفاهمات التهدئة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، أطلق جنود الاحتلال النار همجيًّا تجاه المتظاهرين وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتقاء الشهيدة أمل مصطفى الترامسي (43 عاما) شرق محافظة غزة، بعد تعرضها لطلق ناري في منطقة الرأس.

وأصيب العشرات من المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي في منطقة الرأس، حيث شهدت محافظة خانيونس وحدها أكثر من 5 إصابات في الرأس ما بين رصاص حي ومطاطي، إضافة لإطلاق قنابل الغاز المباشر صوب المتظاهرين.

وخلال وجود مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” شرقي خانيونس، تعرض أحد المواطنين لإصابة بقنبلة غاز في الوجه نقل على إثرها للمستشفى الميداني ومن ثم إلى غرفة العناية المكثفة بمستشفى غزة الأوروبي.

حالة من الإرباك سادت المسعفين والطواقم الطبية شرق خانيونس جراء تكدس الإصابات من مخيم العودة، ما استدعى نقلهم عبر سيارات مدنية إلى المستشفى الميداني.

زيادة التصعيد

بدوره قال أحمد أبو زهرى، الباحث فى الشؤون السياسية والقانونية: إن جيش الاحتلال الإسرائيلى زاد من حجم التصعيد، وكثف من عدوانه اليوم الجمعة فى مواجهة المسيرات السلمية.

وأشار في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن التصعيد بدا واضحا من خلال حجم الإصابات وارتقاء شهيدة، ولا يزال بعض المصابين فى حال الخطر جراء تعمد قناصة الاحتلال استخدام الرصاص الحى والتركيز على الأجزاء العلوية من الجسد.

وشدد على أن استخدام وسائل قتالية فتاكة ومميتة من الاحتلال يعكس الوجه الإجرامي لهذه القوات وحرصها على التسبب بسقوط مزيد من الضحايا الأبرياء.

ويؤكد أن الاحتلال غير معنيّ بكل الدعوات والوساطات الإقليمية والدولية لاستعادة الهدوء، ويظهر للعالم أجمع كيف تقوم “إسرائيل” بتجاوز كل القيم الدولية وتنتهك حقوق المدنيين العزل متجاوزة بذلك اتفاقيات جنيف وكل الإعلانات العالمية التى دعت وحرصت على الحفاظ على حقوق الإنسان.

وأضاف: “كما كل مرة تتمادى قوات الاحتلال فى عدوانها، واليوم قصفت مدفعيتها محيط المسيرات، واستهدفت بالطائرات عدة أهداف”.

وتابع: “على العالم أن يقف أمام مسؤلياته تجاه استمرار عدوان الاحتلال، وأن يتخذ موقفاً أخلاقيا يمكن أن يضع حداً لهذه الجرائم والانتهاكات وحالة العدوان المستمرة”.

وأعلنت وزارة الصحة عن ارتقاء شهيدة و185 إصابة منها 25 بالرصاص الحي حصيلة اعتداء جيش الاحتلال على فعاليات مسيرة العودة شرقي قطاع غزة، هذا اليوم.