الثلاثاء 06/مايو/2025

في غزة.. أم تطبب الجراح بالجراح

في غزة.. أم تطبب الجراح بالجراح

تبدو مفردات الصبر وتوصيف حالة الألم “عاجزة”، في حضرة أسرة “العيسوي” من قطاع غزة، فالحديث يدور عن عائلة قدمت شهيدا، فيما باقي أفرادها مصابون، تتقدمهم أم رءوم “انطفأت” دموعها بكاء على إصابات فلذات أكبادها الخمسة.

وتتنوع جراح الأشقاء الخمسة بين الخطيرة والمتوسطة، وقد استأصل الأطباء أمعاء بعضهم، فيما اخترقت الشظايا رئة أحدهم، وهشمت عظام آخرين.. وكلهم لا زالوا يئنون تحت وطأة آلام لا تنتهي.

في حضرة العائلة الصابرة لا يكاد يلتئم جرح حتى ينفجر آخر، فالشاب عاطف العيسوي (25 عاما)، تجمّدت ساقاه عن الحركة، بعد تسع إصابات على حدود قطاع غزة برصاص الاحتلال، وأضحى قعيد كرسي متحرك.

محتج رغم الإعاقة

يتجمّع أصدقاء وأقارب “العيسوي” حول كرسيه المتحرك في مشهد لم يألفوه، حيث اعتاد “عاطف” التحرك بخفّة على طول السلك الفاصل وقضبان البلاتين مثبّتة في ساقه.

يقول العيسوي، لمراسلنا، “اليوم جئت للمشاركة، ولكن هذه المرة فوق كرسي متحرك، فلقد أصبت تسع مرات، ولا زلت أطالب بحق العودة وكسر الحصار، ومشاعري مع الأسرى والجرحى وأهالي الشهداء رغم إعاقتي المتطوّرة”.

ويشير أنه أصيب برصاص الاحتلال للمرة الأولى في العام (2007)، تلاها أربع إصابات متتالية في العام (2015)، وكذلك إصابة في العام (2016)، ثم في مسيرة العودة (2018) عدة مرات.

ويتابع: “آخر إصابة كانت في أكتوبر الماضي، وأدت إلى تلف في الأعصاب، وشلل في الأطراف، وقد أقعدتني فوق كرسي متحرك عاجزاً عن الحركة”.

وبنبرة تحدٍّ يعلن استمراره وعائلته بالاحتجاج السلمي، رغم ما عصف بجسده من إصابات، قبل أن يخفت صوته قليلا، مطالبا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منحه فرصة للعلاج.

مشلول وفقير

وتستقر شظايا الرصاص المتفجّر في ساقي “عاطف” التي اخترقتها قضبان البلاتين عدة مرات، لكن آخر رصاصة أدت لتدهور حالته وتطوّر خطورتها إلى شلل في ساقيه وذراعه اليمنى.

وكان “العيسوي” أحد الشهود في محكمة عسكرية “إسرائيلية”، عقدت قبل عامين للنظر في جريمة قتل الطفل عبد الرحمن الدبّاغ، (قتله جندي إسرائيلي، بإطلاق قنبلة إنارة بشكل مباشرة على رأسه)، وقد اشتهر بامتلاكه تفاصيل كثيرة من قصص الجرحى والشهداء، لمشاركته الدائمة بمسيرات العودة.

وأقصى ما تتمناه الأم المكلومة أن ينال “عاطف” وأشقاؤه العلاج والرعاية اللازمة، وتقول: “أصبت في شهر سبتمبر من العام 2018، برصاصة في رقبتي خلال مشاركتي في مسيرة العودة، وأصبحت حياتنا صعبة للغاية، فأنا أشرف يوميا على رعاية خمسة مصابين، ولكني مستمرة في المشاركة السلمية، وأتمنى أن ينال أبنائي الرعاية والعلاج”.

فيما “مازن” الشقيق الأصغر، يتمنى أن ينال أخاه “عاطف” العلاج والرعاية اللازمة، كونه صاحب الإصابة الأشد، مع أن إصابته لا تقل خطورة عنه، ولكنه مشهد إيثار وصمود في عائلة ما زالت عيونها ترنو للعودة صباح مساء.
  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...