الأحد 04/مايو/2025

أين بابا؟ همس تسأل عن والدها نادر صوافطة المعتقل لدى السلطة

أين بابا؟ همس تسأل عن والدها نادر صوافطة المعتقل لدى السلطة

لا تنفك همس ذات الأعوام الثلاثة ونصف تطوّق والدتها بأسئلتها كلما أحست بفقد والدها: أين بابا!! والتي تزيد بأسئلتها من وجع المواطنة أم معاذ على غياب زوجها المعتقل السياسي نادر مصطفى صوافطة (44 عاماً)، الذي طحنت الاعتقالات ما بين سجون الاحتلال وسجون السلطة الفلسطينية، سنوات طويلة من عمره، جاوزت السبعة عشر عاما.

تغييب شبه دائم:
وتشير أم معاذ، زوجة المعتقل السياسي نادر صوافطة في حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أن اعتقالات زوجها ما بين سجون الاحتلال وأجهزة السلطة، تتوالى وبمدد قصيرة جداً بينها، فبالكاد يخرج من اعتقال لدى أحدهما ليتلقفه الآخر”.

وتؤكد “أن مجموع اعتقالات القيادي نادر صوافطة لدى قوات الاحتلال تجاوزت الأحد عشر اعتقالاً بما مجموعه 15 عاماً، في حين اعتقالاته لدى أجهزة السلطة الفلسطينية المختلفة قاربت العامين، بما يزيد عن 12 اعتقالاً، جعلت الأسرة تعيش في أجواء من فقدان الأمن وعدم الاستقرار والترقب الدائم من طارق يطرق بليل ليُفقد العائلة أمنها ورب أسرتها، من هاتين القوتين على مدار الساعة”.

وتشير أم معاذ أن نادر وبعد عشرين يوماً فقط من زواجهما اعتقلته قوات الاحتلال ثلاث سنوات ونصفًا، وقد وُلِد ابنه البكر معاذ وهو في السجن ولم يعش معه إلا بعد أن أتم ثلاث سنوات من عمره.

اعتقالات بلا تهم:
والقيادي نادر صوافطة شخصية عامة في محافظة طوباس وبقية محافظات شمال الضفة الغربية المحتلة؛ فقد كان عضواً بمجلس اتحاد طلبة جامعة النجاح خلال دراسته للشريعة الإسلامية فيها، وكان مرشحاً لرئاسة بلدية طوباس، قبل اعتقاله في العام 2017.

وتعد مشاركته باستقبال الأسرى المحريين وزيارة عوائل الشهداء والأسرى، أحد أهم القضايا التي تزعج الاحتلال وأجهزة السلطة، وتكون هي بالدرجة الأولى سبباً لاعتقاله كما تشير أم معاذ: “إن أغلب اعتقالاته لدى سلطات الاحتلال يحول فيها للاعتقال الإداري، في حين يكون مجرى التحقيق عن دوره في العمل الاجتماعي، وهو الأمر ذاته لدى أجهزة السلطة”.

وتؤكد أم معاذ أن “هذا الأمر عند نادر خط أحمر لا يمكن أن يتخلى عنه، فالكثير من عوائل الأسرى هم رفاق قيد له في سجنه، فليس من المنطق أن لا يتواصل مع عائلاتهم بغيابهم، أو أن لا يشترك باستقبالهم عند تحررهم، وكذا الشهداء، الذين رافق نادر الكثير منهم إما مدّة دراسته الجامعية أو في الحياة العامة، وهو يعدّ أن أقل الواجب زيارة عائلاتهم بعد فقدهم أبنائهم شهداء”.

أين بابا؟! السؤال الأصعب:
لنادر وزوجته أم معاذ، أربعة من الأطفال: أكبرهم معاذ وهو في السادسة عشرة من العمر، يليه مازن في الحادية عشرة، ومن ثم سندس وهي في الثامنة من عمرها، وآخر أطفالهما همس وتبلغ ثلاث سنوات ونصفًا، وتَعد الزوجة أم معاذ، أن أصعب الأسئلة التي يطوقها بها أطفالها عند اعتقال الأب هي: أين بابا؟! خاصة وأن الاعتقالات تنفذ في ساعات منتصف الليل، حيث ينام الأطفال على وجود والدهم بينهم، ويفيقون على غيابه، في حين أن أكبر أبنائها معاذ، بات يَخبُرُ حال أسرته، فيكون سؤاله فقط: هل هو لدى الاحتلال أم أجهزة السلطة؟!

وتشير أم معاذ إلى أن أطفالها الأصغر تكون أسئلتهم الأصعب بحسب وصفها هي: أين ذهب بابا؟ متى سيعود؟ لماذا تأخر؟ ومن ثَم: لماذا اعتقلوا بابا؟ بابا منيح؟ والتي تقف حائرة في إجابتها لصعوبة استيعابها وفهمها من صغارها.

وأكدت أن غياب نادر ألقى عليها عبئاً كبيراً في تربية الأبناء خاصة وأن نجله الأكبر معاذ بات في سن النضوج وهو بحاجة لرجل مثله يشرف على تربيته، علاوة على تحملها مؤونة متابعة جميع شؤون البيت الداخلية والخارجية ومتابعة زوجها المعتقل والأسير لدى المؤسسات الحقوقية والمحامي.

ويرسف نادر اليوم في سجن الأمن الوقائي في مدينة طوباس منذ الأربعاء الماضي 2/1/2019، وقد مدد اعتقاله 8 أيام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات