الدكتاتور وإقصاء الشرعيات

ضابط من المخابرات العامة التابعة لرئيس السلطة محمود عباس يتّصل بالدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ويطلب منه الحضور لمقرها في الخليل وبحوزته صورتان شخصيتان، بعد قرار عباس حل المجلس التشريعي بناء على قرار صادر عن المحكمة الدستورية التابعة له في رام الله.
ما كان لضابط المخابرات المنسق أن يفعل ذلك، إلا بقرار من أعلى مستوى وبيئة جاهزة وحاضنة لهذا السلوك، الذي يعبّر عن أن منظومة السياسة والأمن في الضفة تنساق خلف شخص واحد متمثّل بشخص عباس، ويقودها فريق لصناعة نظام الشخص الواحد، وتتولى الشلة المحيطة به تزيين ذلك.
الأخطر من ذلك أن هذا القرار أنهى واقعيًّا جميع المؤسسات التشريعية والشرعية الوطنية الفلسطينية، وأغلق ملف المصالحة، وأرسى قواعد الانفصال الفعلي بين غزة والضفة، وهو تنفيذ عملي لصفقة القرن.
التصريحات التي أدلى بها عباس خلال الإعلان عن القرار والبدء في تنفيذه، هو الموقف المعلن للسلطة والذي تمارسه حقيقة، بأن المقاومة في الضفة الغربية في موضع استهداف من السلطة، وأن 90% من النجاح في الوصول للمقاومة ومصادر تمويلها، ووضع اليد على أسلحتها، هو إبقاء الضفة الغربية رهينة أمنية وعسكرية بيد الاحتلال، وبالتالي تبقى حديقة خلفية للاحتلال، وساحة للمستوطنين ضمن سياسة التنسيق الأمني.
انتهاء الوجود الفعلي للشرعيات الوطنية بعد إنهاء المجلس التشريعي، بعد عام 2018 الذي شهد إنهاء المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية، ليكون عامًا كارثيًّا على الشرعيات الفلسطينية، ليبقى الأمر في قبضة شخص عباس، الذي يمتلك المال والقرار، واليوم المجالس الشرعية، في صورة لتفرّد الشخص، وإقصاء الكل الوطني.
المستهدف هنا ليست حماس والجهاد الإسلامي وحدهما، والدلائل كثيرة على ذلك، وفي أقلها غياب الفصائل الوازنة مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية، والمستقلين ومن خلفهما كل صوت وطني يعلو في وجه التفرّد والإقصاء، حتى لو كان ممن كان داخل الدائرة مثل القيادي الفتحاوي محمد دحلان وتياره الديمقراطي.
يمتلك اليوم عباس الحماية الكاملة في مواجهة الخصوم بأشكالهم المتعددة، محتميًا بالاحتلال في السيطرة على الضفة الغربية، حيث تُقدَّم له خدمات جليلة في هذا الشأن، وأعلن ذلك جهارًا نهارًا.
عصر دكتاتورية الفلسطيني، أو قل عام غياب الشرعيات هو زمن عباس الذي سيسجل عام 2018 عام الإقصاء، ولا يعرف كيف سيكون عام 2019 في حال استمراره بالحكم والسيطرة؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن، في الوقت الذي تكثف فيه الولايات...

الداخلية بغزة تتوعد العملاء والعابثين بالأمن “بيد من حديد مهما كلف الثمن”
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام توعدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، عملاء الاحتلال الإسرائيلي ومن يهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم بالضرب بيد من...

الإعلام الحكومي: صحفيو غزة يحيون اليوم العالمي لحركة الصحافة بالدماء والدموع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن صحفيي القطاع يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/...

الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على سوريا
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت الطائرات الحربية الإسرائيلي مساء الجمعة- السبت سلسلة غارات جوية واسعة في محيط العاصمة دمشق وفي حماة وسط سورية...

الاحتلال يستهدف مجموعات شرطية أثناء ملاحقتها عصابات لصوص بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد وأصيب عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة...

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...