الأربعاء 26/يونيو/2024

فلسطين تودع عامًا ثقيلًا.. أزمات حادة ومشاهد قاتمة

فلسطين تودع عامًا ثقيلًا.. أزمات حادة ومشاهد قاتمة

سياسياً لا شيء يدعو إلى التفاؤل على أعتاب عام 2019؛ فالقضية الفلسطينية تعيش أزمة حادّة لا يمكن وصفها بأقل من مرعبة في مشهد سياسي متراجع.

مرّ عام 2018 بكل تفاصيله المتقلّبة سواء على الصعيد الفلسطيني المنقسم، والإسرائيلي متصاعد العدوان، وحتى الموقف الدولي بقيادة الولايات المتحدة المنصهر تماماً في خندق اليمين الإسرائيلي.

أبرز الأحداث السياسية كان قرار عباس حلّ المجلس التشريعي، وتضرر الحياة السياسية مع تواصل الانقسام، ونقل السفارة الأمريكية للقدس وصولاً إلى معادلة ميدانية جديدة بين المقاومة والاحتلال تمهّد لانتخابات جديدة للاحتلال في ظل تغيرات الإقليم من حول فلسطين.

محطات فلسطينية

أخطر ما يمكن أن يقال فلسطينيًّا هو استمرار الانقسام الذي ينعكس على الحياة السياسية الفلسطينية ناقصة البناء، في ظل مؤسسات حكومية ووطنية بعضها معطّل والآخر يعاني الوهن الشديد.

ويؤكد ناجي البطة المحلل السياسي، أن قرار عباس قبل أيام بحل المجلس التشريعي هو أخطر ما جرى سياسيًّا في 2018 لأنه يدمّر النظام السياسي، وهي مشكلة تراكمية بدأت في زمن ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل.

ويضيف لمراسلنا: “جرت الانتخابات الأولى في 1996 وكان مقرر الثانية في 2000 لكنها لم تجر، وفي عام 2018 أجهز عباس على أي أمل حين قرر حل التشريعي، وهو يرفض إصلاح وإعادة بناء بقية المؤسسات الوطنية، وهذا للأسف لا يخدم سوى المشروع الصهيوني المتمدد في عام 2019 المقبل”.

وشهد عام 2018 مزيداً من قرارات السلطة العقابية ضد غزة مما أدى لزيادة الفقر والبطالة وكشفت السلطة عن استهتار بمشاعر أهالي منفذي وشهداء المقاومة حين وصفتهم بالمجرمين والقتلة.

ويشير عبد الستار قاسم المحلل السياسي، إلى أن عام 2018 شهد تصاعدا في عقوبات غزة، وأبرم عباس اجتماعات للمؤسسات الفلسطينية دون توافق، وحلّ المجلس التشريعي سيزيد من تعقّد المشهد، ما يبشّر بمزيد من التنفّذ على القرار السياسي العام المقبل.

بقاء عباس فوق رئاسة السلطة عام 2019 لن يدفع عجلة المصالحة للأمام حسب رؤية المحلل قاسم، لأنه يتعمّد صناعة الأزمات والمشاكل، ويبقى تحسّن الحياة السياسية مرهون فقط بتغير القيادة الفلسطينية وإجراء انتخابات جديدة.

أكثر الملفات حساسية، والذي أدى لاستمرار الإحباط من تحسّن المشهد السياسي، هو استمرار الانقسام الفلسطيني، وهو انقسام يرى فيه أحمد رفيق عوض المحلل السياسي أنه ازداد عام 2018 تعمّقاً وقد فشلت كل محاولات إنقاذه.

ويتابع: “عام 2019 ستكون المصالحة الفلسطينية بعيدة، وانتخابات الاحتلال ستلقي بظلالها على السياسة الفلسطينية، وسيتواصل الجمود في التسوية، وربما تبدأ سوريا كدولة من جيران فلسطين تعيش تحسّناً تدريجيًّا”.

المقاومة والاحتلال

أخطر محطة في 2018 بين المقاومة والاحتلال كانت في نوفمبر من نفس العام، وقد جاءت عقب علمية أمنية للاحتلال في خان يونس ارتكب فيها مجزرة باغتيال مقاومين، وردت المقاومة باستهداف حافلة تبعها عمليات قصف.

ويقول المحلل البطّة: “ما جرى في نوفمبر أهم تطور خلال 2018م، لأن ليبرمان وزير الجيش استقال، ومؤخراً تم حل الكنيسيت تمهيداً لإجراء انتخابات مبكّرة، وهذا سيؤثر سلباً إن نجح الاحتلال في استدراج المقاومة وسط مشهد إقليمي سيئ، وممكن أن يؤثر إيجاباً إن أحسنت المقاومة التصرّف”.

ولا يمكن تجاهل مسيرة العودة التي بدأت نهاية مارس عام 2018، والتي لفتت أنظار العالم لغزة المحاصرة، والمطالبة الفلسطينية بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة، وعلى رأسها حق العودة، في فعالية ممتدة سقط فيها عشرات آلاف الجرحى ومئات الشهداء.

وعلى غير المتوقع جاء احتفال انطلاقة حركة حماس مفاجئاً من جهة الحشد الجماهيري، والحضور رغم تصاعد أزمات الحصار والعدوان على غزة، ما شكّل رسالة مهمة في توقيت أكثر أهمية.

المشهد الميداني في نوفمبر الماضي من عام 2018 كان مختلفاً بالكامل فهو حسب رؤية المحلل أحمد رفيق عوض بدأ بهجوم على غزة، وانتهى بدخول الطرفين هدنة بلون جديد، ما يحمل دلالات كبيرة ستمتد للعام القادم 2019.

الأداء والحكمة التكتيكية في أداء المقاومة عام 2018، كان لافتاً بشكل وافر على السياسة والخطاب السياسي سواء في كيان الاحتلال أو لدى الفصائل الفلسطينية.

ويقول المحلل قاسم إن الاحتلال الذي زاد من لهجة التهديد كثيراً، كان قديماً يفكر عشر مرات قبل ضرب غزة، لكنه بعد آخر جولات 2018 أصبح يفكر مائة مرة.

ويتوقّع قاسم أن تكسب المقاومة زخماً متصاعداً في ظل وساطة يجريها حزب الله وإيران لمصالحة حماس مع النظام السوري الذي بدأت بلاده تستقر رويداً رويداً.

الموقف الدولي

استهدفت السياسة الأمريكية في مايو 2018 جوهر القضية الفلسطينية حين قررت الولايات المتحدة نقل سفارتها في (إسرائيل) إلى القدس المحتلة محرضةً الدول على أن تحذو حذوها، وهو ما شكل نقلة نوعية في تعامل ونهج سياسة أقوى دولة وراعي عملية التسوية المنحاز للاحتلال.

ويرى أحمد رفيق عوض أن إعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة للاحتلال ضمن مشروع صفقة القرن، ثم البدء في تنفيذ مشروع يهودية الدولة وزيادة الاستيطان، وطرد الفلسطينيين من أرضهم، شكّل أبرز ملامح السياسة في 2018.

ويتابع: “للمرة الأولى في تاريخها تحجم الأونروا عن دفع حقوق اللاجئين، وتصدر الولايات المتحدة 9 قرارات ضد الفلسطينيين في ظل إدارة يمينية منحازة للصهيونية”.

ورغم أن الاحتلال يمضي في 2018 نحو انفتاح سياسي وتطبيع كبير، سيمتد العام القادم، إلا أن استقرار الجبهة السورية وصمود المقاومة سيؤثر على مجريات السياسة بلا شك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...