الأربعاء 07/مايو/2025

كيف يمكن قراءة خطاب عباس الأخير؟

كيف يمكن قراءة خطاب عباس الأخير؟

“حماس ترسل لنا قتلة بالضفة، ونتنياهو يسمح بوصول الأموال لها لتستخدمها في تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين، ونحن لن نسمح بذلك”، وقف المحللون أمام  تصريحات رئيس السلطة محمود عباس، طويلا، محاولين إيجاد تفسير منطقي لها، ووضعها في إطار سياسي من الممكن قراءته، “لكن للأسف كلها باءت بالفشل”.

الخطاب المنحدر لغة ومضمونا، منح المحللين فرصة كي يذهبوا باتجاه التندر والتهكم، فتساءل البعض، هل عباس مرشح في الانتخابات “الإسرائيلية” القادمة، وتصريحاته لا تعدو مناكفة سياسية بينه ونتنياهو؟، فيما قال آخر، ماذا بقي لـ “ليبرمان” بعد تصريحات عباس، فيما ذكره آخرون بأنه ما زال رئيسا للشعب الفلسطيني.

فبالرغم من كل ما تمارسه “إسرائيل” من اعتداءات يومية، بل ولحظية ضد الفلسطينيين وأراضيهم ومقدساتهم في الضفة وغزة والقدس، إلا أنّ تلك الاعتداءات ومشاريع الاستيطان وغيرها لم تحصل على محور في خطاب رئيس السلطة محمود عباس الأخير.

وحمل الخطاب توجهاً صارماً في مهاجمة المقاومة ورجالها وأدواتها، بل سعى عباس لإظهار نفسه بأنّه يقاتل مع “إسرائيل” على جبهة ضد المقاومة، وهو ما يمنحه مساحة جديدة وواسعة لإقناع “الإسرائيليين” أنّه الشريك القادر على إبرام “عملية سلام” معهم، وتحقيق الأمن لهم.

قفزات خطيرة

ويرى الخبير في الشأن “الإسرائيلي” عدنان أبو عامر، أنه “كان واضحاً من خطاب عباس أنّ يريد إيصال رسالة لإسرائيل بأنّه يقاتل معها على جبهة واحدة ضد المقاومة”.

وقال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه بدا واضحاً أن عباس قفز قفزات خطيرة ضد المقاومة الفلسطينية، وأضاف: “استخدم عباس مفردات قاسية بوصفه الشهداء بأنّهم قتلة، وهذا لا يليق برئيس للشعب الفلسطيني”.

وفي خطابه الأخير، هاجم عباس، عمليات المقاومة الأخيرة في الضفة المحتلة، إذ وصف الشهداء بأنّهم “قتلة”، وأن حماس ترسلهم لـ”يثيروا الفوضى بالضفة” حسب زعمه.

وأوضح أبو عامر، أنّ عباس أبدى هجوماً غير مسبوق على المقاومة الفلسطينية، وبدا محرضاً حتى ضد نتنياهو، مستغلاً الخلافات الداخلية “الإسرائيلية”، وذلك عقب الأصوات التي كانت تنادي باغتياله لدعمه للمقاومة.

وكان رئيس السلطة اعترف بمسؤوليته عن محاربة المقاومة في الضفة، قائلاً: “ضبطنا 90% من أموال وسلاح حماس، ونفد 10% هي التي استخدمت في العمليات الأخيرة”.

مصالح عباس
المحلل السياسي مصطفى الصواف، قال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”:إن “ما تحدث به محمود عباس يعبر بشكل واضح عن الرجل وتوجهاته منذ زمن بعيد، ويؤكد أنّه ضد المقاومة، ويعتبرها إرهابا، وهذا منطقه وفعله على الأرض”.

وأشار إلى أنّ خطاب عباس وتصرفاته على الأرض، “تثبت أنّه لا علاقة له بالوطن أو الشعب، وإنما الأهم مصالحه، وهو يعتقد أن الاحتلال من يحققها، لذا تجده دائماً يميل لمهاجمة المقاومة”.

ويعتقد المحلل السياسي، أنّ عباس سيبقى يحارب المقاومة ويهاجمها، “حيث أربكته مؤخراً أكثر مما أربكت الاحتلال، لأنّها تتناقض تماماً مع مشروع التسوية الذي يتبناه ويهدف فيه إلى تصفية وإنهاء القضية الفلسطينية”، وفق قوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات