التطبيع.. وهم إسرائيلي بددته الشعوب العربية

طوال 40 سنة، من عملية التطبيع العربية الأولى، وتحديدا في العام 1978م، وحتى وقتنا الحالي، باءت كل محاولات كي وعي الشعوب العربية بالفشل.. وها هم المطبعون يدسون رؤوسهم بالتراب، بعد أن خابت كل مساعيهم بإحداث أي اختراق في الوعي الجمعي للشعوب.
فها هي عجلة التطبيع تتكسر على صخرة الشعوب العربية، التي برهنت أنها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، وأنها لا تزال الفاعل والمؤثر الحقيقي، وأنها تمتلك أدوات التغيير، وما تصرفات بعض الأنظمة وهرولتها تجاه “تل أبيب” إلا تصرفات فردية منبتة عن ضمائرها الحية وقلوبها النابضة بحب فلسطين.
بين الفينة والأخرى تحاول “إسرائيل” ضرب المناعة العربية تجاه كيانها السرطاني، بنشر أخبار “مضللة” عن حالة تطبيع هنا أو لقاء هناك أو عن استعداد دولة عربية لاستقبال قادتها.. دوامة لا تنتهي من حالة الوهم الصهيوني لترويج أي “اختراق” مزعوم مهما كان تأثيره محدودا أو بالكاد يذكر، على أنه تطبيع أوانتصار، تسلط الضوء عليه، تضخمه وتعظمه، لكنْ جنرالان “إسرائيليان”، بدّدا هذا الوهم، وكان لهما رأي مغاير.
فلقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، عن عاموس جلعاد، وأودي ابنتل، قولهما: “إن القادة العرب يخافون من ردة فعل شعوبهم تجاه أي حالة تطبيع، ومدى تأثير ذلك على استقرار أنظمتهم”، وأوضحا أن “المثقفين العرب، حتى في دول السلام كمصر والأردن، ما زالوا يعادون إسرائيل”.
شعوب ضد التطبيع
حالة الاستعصاء العربية تجاه “إسرائيل”، أكدها أيضا حيدر عيد، عضو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ”إسرائيل”، إذ قال في تصريح سابق لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: إنه ووفقاً للمؤشر الذي رصده مركز الدراسات العربية في الدوحة، فإن 87% من الشعوب العربية ضد التطبيع، موضحاً أن من يمارس التطبيع هم فقط الحكومات التي لها علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وتريد كسب ودها.
وشدّد على ضرورة تعزيز دور حركات المقاطعة المنتشرة في الدول المطبعة، مثل حملة “بي دي اس” الخليج، وحملة “بي دي اس” شباب قطر ضد التطبيع، وحركة المقاطعة في سلطنة عمان التي أسست مؤخرا، وحركة المقاطعة في الأردن، وحركة المقاطعة في مصر.
وتابع: “يجب التعويل على هذه حركات المقاطعة في العالم العربي بالضغط على حكوماتها لوقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.
لن يحصدوا إلا الخيبة
بدوره يرى الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، منير شفيق، أن مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في غزة أثرت إيجابيا على الرأي العام الدولي، مشددا على أن المهرولين نحو التطبيع لن يحصدوا إلا الخيبة.
وفي رسالة بعثها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني: “رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي يعد قبولا وترحيبا بالاغتصاب والقتل والتشريد وسائر جرائم الاحتلال، بل يشكل مكافأة للمعتدين المجرمين”.
وأضاف: “أجدد لكم التزام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمناصرة القضية الفلسطينية، والانخراط في خدمتها، ووضعها دوما في صدارة اهتماماته وجهوده، سائلين الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنكم”.
الخليج العربي يرفض التطبيع
الاحتلال “الإسرئيلي” سعى بكل مكره وخبثه لدق إسفين بين العرب أنفسهم، فهو يعلم أنه لم ينجح بجلبهم كافة إلى مستنقع التطبيع معه، فحاول جاهدا ضربهم، بدءا بالحاضنة الخليجية، ببث الأخبار المزعومة عن استعداد شعوبها لتقبل هذا الكيان الدخيل، لكن الباحث الكويتي عبد الله الموسوي أكد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن شعوب الخليج ستتصدى لمشاريع التطبيع بكل ما أوتيت من قوة”.
وحذر من أن التطبيع يعني زوال القضية الفلسطينية وزوال تضحيات الشعب الفلسطيني بعد كل هذه العقود من التضحيات والمقاومة، مستدركا “هذا الأمر لن يسمح به الشعب الفلسطيني، ونحن أيضا”.
وأشار إلى وجود حملة في الكويت للتصدي لهذا التطبيع، عادًّا بلاده “الأولى الرافضة خليجيًّا للتطبيع”، وشدد على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية، وستبقى كذلك، موجها التحية للشعب الفلسطيني وصموده خاصة في قطاع غزة المحاصر.
إذن لن تعدم الشعوب العربية وسيلة للدفاع عن فلسطين، بالرغم من كل مشاكلها الداخلية، ومحاولات إشغالها بقضايا معيشية عن قضايا الأمة المركزية؛ فبوصلة الشعوب واضحة لا تعرف إلا القدس.
أسئلة ما قبل التطبيع!
ويدعو الكاتب الفلسطيني الدكتور أسامة الأشقر، في مقال سابق له، نشره على موقع “المركز الفلسطيني للإعلام” المطبعين أن يتمهلوا قليلا، قبل أن يغرقوا في مستنقع التطبيع مع الاحتلال، طالبا منهم الإجابة عن هذه الأسئلة المفصلية، كما يراها.
– هل نظرية الدخول إلى أمريكا عبر “إسرائيل” برهنت على صحتها، أم أنها مجرد رأي سطحي غير مدروس وغير متحقق النتائج؟
• هل أصبحت العلاقة مع “إسرائيل” مهمة لأخذ دور محوري في منطقة الشرق الأوسط؟
• هل نجحت أي علاقة اقتصادية بين “إسرائيل” وأي دولة عربية؟
• هل هناك رغبة “إسرائيلية” في تنمية العلاقة مع العرب وتطويرها ونقل الخبرات إليها دون خوف أو تحفظات؟
• هل ستتركك “إسرائيل” أن تستفيد من علاقتك معها دون أن تدفع ثمن ذلك لها؟
• ثم هل يمكن لـ”إسرائيل” أن تعيش طويلاً في قطعة أرض صغيرة محدودة وهي معزولة لغوياً ودينياً وأمنياً واجتماعياً؟
• الأمر المهم: هل شبكة مصالح الأمن القومي -والداخلي منه خصوصاً- تحتمل علاقة تطبيعية متطورة مع الكيان الإسرائيلي؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...