الفيسبوك: نتنياهو وحماس

تدور في الأشهر الأخيرة معركة هادئة في أوساط السياسة الداخلية الإسرائيلية حول إمكانية وفعالية وضع قيود على شبكات التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيسبوك وتويتر، وذلك في إطار عقلية المحتل الذي يفكر أولا بالهدم والتدمير والحصار والتقييد قبل أن يخضع للعدالة والحقيقة، التي تفرضها قوى الواقع المقاوم للمستبد والظالم.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يتردد في قبول مقترحات بعض قيادات اليمين المتطرف الحاكم في “إسرائيل”، ومن ذلك ما قدمه وزير الداخلية جلعاد أردان من مشروع قانون يقيد الفيسبوك قائلا إنه لاحظ في الآونة الأخيرة ما أسماه (معركة وعي) واسعة تديرها حركة حماس ردًّا على نشاطات الجيش الإسرائيلي اتجاه الفلسطينيين، وهو يرى أن حماس جندت في معركتها هذه أشهر وسائل التواصل الاجتماعي وهي الفيسبوك و تويتر.
اليمين العنجهي والمتغطرس في “إسرائيل” لا يسمح بأن تقوم الضحية بأي نوع من أنواع المقاومة، لا المقاومة العنيفة والمشروعة بشروط في القانون الدولي، ولا المقاومة السلمية المستحبة لدى معظم أهل الأرض، فحتى مقاومة الكلمة الحرة المعبرة في كثير من الأحيان عن الطلقة الشجاعة، أو عن الموقف النبيل يجب أن تحارب في أعراف وأخلاق أردان وبينت وليبرمان، أو أن تنشّر بالمناشير في أعراف القحطاني ومولاه، فملة الظلم والاستبداد واحدة وموحدة في مواقفها اتجاه (خطر) حرية الكلمة والتعبير على استمرار الانتهاكات والطغيان.
ينبع تردد نتنياهو وهو سيد المحتلين والمستبدين في فلسطين في قبول مقترحات أردان ب (حملة برية) واسعة تقضي على (حكم حماس) في الفيسبوك وتويتر من الثمن الشخصي، والذي قد يدفعه نتيجة لقيود أردان على الفيس مما قد يمس بقدرته على تفعيل صفحته بحرية، فنتنياهو الذي لا يقل يمينية عن أردان ما زال يتمتع ببعض العقل في حساب المصالح والمفاسد الخاص به وبدولته، فهو يملك صفحة مزدهرة على الفيسبوك يتابعها حوالي 2 مليون إنسان، على الرغم من أن الكثير منهم (Fake Folowers )، الا أن الصفحة ما زالت تسمح لنتنياهو بالتأثير المباشر والفعال على الرأي العام الإسرائيلي دون الحاجة لوسائل الإعلام التقليدية التي يراها في الغالب ناقدة له و لسياساته خاصة في الشؤون الداخلية.
ومن جهة أخرى فقيود أردان المقترحة ضد وسائل التواصل الاجتماعي والهادفة أصلا لمحاربة المقاومة على الفيسبوك وتويتر قد تمس ببوق آخر من أبواق سياسة نتنياهو، وهو بوق عزيز عليه وغالٍ وهو يائير بنيامين نتنياهو الشاب المتحمس وصاحب المواقف المتطرفة والعنصرية ضد العرب والمسلمين والذي ربط أخيرا بين نسبة المسلمين في أي بلد أوروبي وبين تنامي الإرهاب، وصاحب الأسلوب الأقرب لفئة الشباب في “إسرائيل”، والذي يوصل للجمهور ما لا يستطيعه نتنياهو الأب مباشرة.
ماذا سيقرر نتنياهو في نهاية المطاف؟
حملة برية واسعة قد تطيح به و بيائير على الفيسبوك و تويتر، أم أنه سيكتفي بالاستمرار في توجيه ضربات محدودة تقوم بها قوات الأمن الخاصة ضد مواقع المقاومة على مواقع التواصل، هذا ما ستظهره الأيام في الفترة القادمة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...