الأحد 23/يونيو/2024

الفيسبوك: نتنياهو وحماس

ناصر ناصر

تدور في الأشهر الأخيرة معركة هادئة في أوساط السياسة الداخلية الإسرائيلية حول إمكانية وفعالية وضع قيود على شبكات التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيسبوك وتويتر، وذلك في إطار عقلية المحتل الذي يفكر أولا بالهدم والتدمير والحصار والتقييد قبل أن يخضع للعدالة والحقيقة، التي تفرضها قوى الواقع المقاوم للمستبد والظالم.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يتردد في قبول مقترحات بعض قيادات اليمين المتطرف الحاكم في “إسرائيل”، ومن ذلك ما قدمه وزير الداخلية جلعاد أردان من مشروع قانون يقيد الفيسبوك قائلا إنه لاحظ في الآونة الأخيرة ما أسماه (معركة وعي) واسعة تديرها حركة حماس ردًّا على نشاطات الجيش الإسرائيلي اتجاه الفلسطينيين، وهو يرى أن حماس جندت في معركتها هذه أشهر وسائل التواصل الاجتماعي وهي الفيسبوك و تويتر.

اليمين العنجهي والمتغطرس في “إسرائيل” لا يسمح بأن تقوم الضحية بأي نوع من أنواع المقاومة، لا المقاومة العنيفة والمشروعة بشروط في القانون الدولي، ولا المقاومة السلمية المستحبة لدى معظم أهل الأرض، فحتى مقاومة الكلمة الحرة المعبرة في كثير من الأحيان عن الطلقة الشجاعة، أو عن الموقف النبيل يجب أن تحارب في أعراف وأخلاق أردان وبينت وليبرمان، أو أن تنشّر بالمناشير في أعراف القحطاني ومولاه، فملة الظلم والاستبداد واحدة وموحدة في مواقفها اتجاه (خطر) حرية الكلمة والتعبير على استمرار الانتهاكات والطغيان.

ينبع تردد نتنياهو وهو سيد المحتلين والمستبدين في فلسطين في قبول مقترحات أردان ب (حملة برية) واسعة تقضي على (حكم حماس) في الفيسبوك وتويتر من الثمن الشخصي، والذي قد يدفعه نتيجة لقيود أردان على الفيس مما قد يمس بقدرته على تفعيل صفحته بحرية، فنتنياهو الذي لا يقل يمينية عن أردان ما زال يتمتع ببعض العقل في حساب المصالح والمفاسد الخاص به وبدولته، فهو يملك صفحة مزدهرة على الفيسبوك يتابعها حوالي 2 مليون إنسان، على الرغم من أن الكثير منهم (Fake Folowers )، الا أن الصفحة ما زالت تسمح لنتنياهو بالتأثير المباشر والفعال على الرأي العام الإسرائيلي دون الحاجة لوسائل الإعلام التقليدية التي يراها في الغالب ناقدة له و لسياساته خاصة في الشؤون الداخلية.

ومن جهة أخرى فقيود أردان المقترحة ضد وسائل التواصل الاجتماعي والهادفة أصلا لمحاربة المقاومة على الفيسبوك وتويتر قد تمس ببوق آخر من أبواق سياسة نتنياهو، وهو بوق عزيز عليه وغالٍ وهو يائير بنيامين نتنياهو الشاب المتحمس وصاحب المواقف المتطرفة والعنصرية ضد العرب والمسلمين والذي ربط أخيرا بين نسبة المسلمين في أي بلد أوروبي وبين تنامي الإرهاب، وصاحب الأسلوب الأقرب لفئة الشباب في “إسرائيل”، والذي يوصل للجمهور ما لا يستطيعه نتنياهو الأب مباشرة.
ماذا سيقرر نتنياهو في نهاية المطاف؟

حملة برية واسعة قد تطيح به و بيائير على الفيسبوك و تويتر، أم أنه سيكتفي بالاستمرار في توجيه ضربات محدودة تقوم بها قوات الأمن الخاصة ضد مواقع المقاومة على مواقع التواصل، هذا ما ستظهره الأيام في الفترة القادمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...