حصالات أطفال فلسطين.. ادخار المصروف لإعادة بناء منزل نعالوة

حمل الطفل طلحة محمد عساف أبو زينة، وهو طالب في الصف الثالث الأساسي حصالته، وتوجه إلى ديوان حملة نعالوة في شويكة في طولكرم شمال الضفة الغربية الجمعة (21-12-2018) بعدما سمع عن عرس الشهيد أشرف وحملة صندوق إعمار منزل الشهيد.

وأمام جموع متقاطرة جاءت لتنال شرف أن تقدم شيئا لمنزل الشهيد، فرّغ طلحة بكل سعادة حصالته التي كان قد جمع فيها مصروفه الذي ادخره لأحلامه الصغيرة.

شراء الكرامة

لم يكن طلحة الطفل الوحيد الذي فعل ذلك؛ فقد وجد أمامه الطفل محمد نصري أبو عيشة وأطفالًا آخرين فعلوا مثله، حيث انتقلت مخيلتهم وهم يضعون مصروفهم في حصالاتهم من شراء لعبة إلى شراء كرامة يحتاجها الكثيرون.

null
شخصيات عديدة وشركات خاصة، كانت في مقدمة لطوابير من التجار والمؤسسات والفعاليات والمواطنين البسطاء سواء من طولكرم أو البلدات المجاورة أو من فلسطين عموما، تسابقت لتنال شرف أن تساهم ولو بـ”مدماك” في منزل الشهيد أشرف نعالوة.
 
من شاهد صندوق الحملة في وسط ديوان النعالوة وتقاطر المواطنين عليه عرف أن المشهد مختلف تماما؛ فلم تكن حملة لجمع التبرعات لبناء منزل هدمه الاحتلال وفق النمط التقليدي لجمع التبرعات، بقدر ما كان مبادرة دون نداء من مواطنين يبحثون عن مشهد كرامة، ويتسابقون لينالوا شرف أن يقدموا شيئا، وشغلهم الشاغل أن يكون لهم بصمة في عائلة الشهيد أشرف.

لجنة صندوق إعادة إعمار منزل الشهيد البطل أشرف نعالوة أعلنت بدورها أنها ستبني منزلا جديدا في مكان غير مكان المنزل القديم لعائلة الشهيد أشرف، وفي حال تبين من الفحوصات الهندسية صلاحية إعادة إعمار المنزل المهدم، فإن المنزل الجديد سوف يتحول إلى وقفية للشهيد ويستخدم مركزا مجتمعيا.

روح المقاومة

وبكلمات توزن بماء الذهب، تحدث ممثلو الوفود والمواطنون والعائلات والتجار والمؤسسات والخطباء، وهم يقدمون ما جادت به أنفسهم في خاتمة عرس الشهيد، وكأنهم يقولون: شكرا لعائلة نعالوة أن قبلتم منا أن نقدم شيئا لروح المقاومة.

null
يقول مراسلنا: إنه في خضم هذه الحالة الثورية التضامنية الإنسانية همس في أذنه أحد المواطنين، قائلا: “ما الذي فعلته يا أشرف في نفوس الناس؟ ما كل هذا الحب؟ ليكون الجواب: إنه فعل المقاومة في نفوس الناس ليس أكثر”.

null
null
null
null
null