عن شعلة نضال فلسطينيي بريطانيا التي لم تنطفئ منذ قرن

عام 1921، بدأت قصة نضال فلسطينيي بريطانيا لأجل حقوق بلادهم، في ظل ممارسات الاستعمار البريطاني آنذاك، التي كانت تمهد لإقامة دولة يهودية في أرض فلسطين التاريخية.
حمل تلك الشعلة في ذلك التاريخ مواطن فلسطيني مهاجر إلى بريطانيا، هو شبلي جمال، الذي قاد تحركات احتجاجية وتظاهرات ضد ممارسات الاستعمار البريطاني في فلسطين. لم ينجح جمال في تحقيق أهدافه من النضال، لكنه ورّث الشعلة لأبنائه وأبناء عائلته، وللأجيال الفلسطينية التي هجرت إلى بريطانيا جيلا بعد جيل.
كان “بن جمال” أحد أفراد العائلة من الجيل الثاني في بريطانيا. لم ينس جذوره وفلسطينيته، ولم ينس الشعلة التي أطلقها عمه شبلي، وما زال إلى اليوم يحمل هذه الشعلة، عبر رئاسته لحملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا (PSC)، وهي أكبر وأهم لجنة تضامن عابرة للجنسيات والأيدولوجيات والأديان تعمل لصالح فلسطين في بريطانيا. لا يزال “بن جمال” يحمل الشعلة، ويصر أن يذكر قصة عمّه في كل المناسبات التي يشارك فيها للتضامن مع فلسطين، ليؤكد أن رسالة النضال الفلسطيني هي رسالة عابرة للأجيال أيضا كما هي عابرة للأديان والجنسيات.
تحدث “بن جمال” يوم السبت الماضي في مؤتمر “فلسطينيو بريطانيا” الذي عقد بمبادرة من المنتدى الفلسطيني، وذكر قصة عمه أمام الجمهور، وأكد أنه سيستمر بهذا النضال الذي بدأ منذ حوالي قرن، للدفاع عن الرواية الفلسطينية في الغرب، وتحديدا في بريطانيا. وتبدو أهمية حديث جمال من كونها تأتي من فلسطيني لعائلة تعدّ من الجيل الأول المهاجر إلى هذه البلاد، وهو لا يتحدث العربية، “وقال إنه يخجل من نفسه بسبب ذلك!”، وهو ما يعني أن رسالة النضال الفلسطيني ليست مرتبطة بمهاجرين جدد فقط، لكنها أيضا رسالة يحملها الفلسطينيون الوافدون الأوائل إلى بريطانيا.
الحديث عن “بن جمال” وقصة النضال الفلسطيني يأتي بمناسبة التجمع السنوي للفلسطينيين ومؤيديهم في بريطانيا، وهو تجمع يواجه سنويا بحرب شرسة من اللوبي الصهيوني، عبر حملات الضغط لمنع دخول مشاركين من الخارج، ولمنع إدارات القاعات الرئيسية في لندن من السماح بتأجير قاعاتها لاحتضان فعاليات هذا التجمع، ولتشويه النضال الفلسطيني السلمي بتوجيه اتهامات فارغة له.
كانت قاعة المؤتمر تحتشد بالأفكار والنقاشات لأجل بناء مؤتمر جامع يعبر عن الشعب الفلسطيني أمام سياسيي وإعلاميي وأبناء الشعب البريطاني، فيما كانت قاعات المهرجان تضج بالفلسطينيين والعرب والمتضامنين الأجانب، الذين غنوا لفلسطين، وتنسّم أطفالهم عبير الوطن من خلال الزوايا التراثية والفنية والطعام الفلسطيني، وهتف أبناء الجيل الثالث منهم في الشتات لوطنهم “الحلم” مع فرقة الدبكة والغناء الشعبي.
لقد تصاعدت حملات اللوبي لمنع فعاليات التضامن مع فلسطين في بريطانيا في السنوات الماضية، وأصبحت أي فعالية أو حتى محاضرة جامعية، أو نشاط شبابي، يواجه بحملة مسعورة من الاتهامات ومحاولات المنع، الأمر الذي يدل على خشية مؤيدي الاحتلال من الاختراقات التي تحققها المؤسسات المؤيدة لفلسطين في المجتمع البريطاني، حيث تشير الاستطلاعات والأحداث المختلفة إلى أن الشارع والسياسيين في بريطانيا أصبحوا أكثر استعدادا للاستماع للرواية الفلسطينية، بعد أن هيمنت الرواية الصهيونية على الساحة الغربية لعقود طويلة.
ولم يكن النضال الفلسطيني في بريطانيا لينجح لو اعتمد فقط على الجالية الفلسطينية ذات العدد القليل، ولذلك فإن الفضل في هذا النجاح يعود، بعد الله، للمناضلين والنشطاء من عرب ومسلمين وبريطانيين أحرار، يعملون ليل نهار لدعم القضية الفلسطينية، وتعرية دولة الاحتلال وممارساتها الإجرامية وانتهاكاتها.
إن تراجع التأييد الشعبي “لإسرائيل” في بريطانيا، وإن كان مؤشرا على زيادة الوعي بحقيقة الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، إلا أنه يدل أيضا على أهمية النضال الفلسطيني السلمي في صناعة هذا الوعي، وهو نضال بدأ بـ”شبلي جمال” ولن ينتهي إلا بنهاية الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين.
المصدر: عربي21
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد شاب برصاص الاحتلال في بيتا جنوب نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الشاب علاء شوكد أحمد اخضير، مساء اليوم الخميس، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة...

القسام يعلن عن كمين محكم لقوات الاحتلال في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية مركبة ضد قوات الاحتلال الصهيوني في...

مجزرة هدم جديدة.. الاحتلال يخطر بهدم أكثر من 100 مبنى في مخيمي طولكرم ونورشمس
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام أخطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بهدم عشرات المنازل في مخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم بالضفة الغربية...

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...

مستوطنون ينصبون خياماً استيطانية جديدة على أراضي سنجل شمال رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأقام المستوطنون اليوم الخميس، خيمة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في بلدة سنجل شمال رام الله. وقال أهالي...

تحذير من قتل ممنهج يتعرض له الأسير حسن سلامة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مكتب إعلام الأسرى من تعرض الأسير القيادي في حركة حماس حسن سلامة لتعذيب ممنهج في سجن مجدو الإسرائيلي، بهدف القتل....

3 شهداء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاث أشخاص، اليوم الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان. وأفادت وكالة...