عاجل

السبت 22/يونيو/2024

فرصة عباس التاريخية

صلاح الدين العواودة

يعيش نتنياهو هذه الأيام أسوأ مراحل حكمه على الإطلاق؛ فلم تكفه ملفات الفساد التي تلاحقه في المحاكم، ولم يكفه فشل عملية خان يونس التي جرّت جولة التصعيد الأخيرة مع غزة والتي انتهت بخيبته وخيبة وزير دفاعه ليبرمان الذي استقال معترفا بالهزيمة ومحملا المسؤولية لنتنياهو، وهو الذي أدخل ائتلاف نتنياهو في منعطف خطير كاد يودي به حتى بقي متأرجحا ومتعلقا بأغلبية عضو كنيست واحد قد يفقده في أي لحظة حتى استدعى الأمر إحضار عضوة كنيست من فراش المرض لتصوت وتنقذ الائتلاف.

لم يكف ذلك، فخرج مخادعا جمهوره بأن هناك حرب تدور في الخفاء أهم من جبهة غزة، وأنه يقاتل أعداء أشداء لا يرونهم مما يتطلب دعمه والوقوف إلى جانبه لأنها حرب مصيرية، وبعد هذا التأرجح والترنح انتبهنا فجأة  على عملية الدرع الشمالي، وبدأ الإعلام العبري والعربي بقرع طبول الحرب بناء على اسمها الكبير وما مهد به نتنياهو من حديث عن حرب حقيقية هي أشد وأخطر من جبهة غزة، ثم إذا بالدرع الشمالي مجرد أكذوبة جديدة من أكاذيب نتنياهو وتهريج جديد أصبح ملازما لشخصيته، وظهرت  الحقيقة أنه لا عملية ولا حرب وأنه مجرد حفار وجرافة ونفق أو اثنين أو ثلاثة وأنه كان من الممكن تنفيذ المهمة دون علم أحد.

وكان قبل ذلك وقبل الفشل في غزة، قد أحرج مع جمهوره الأهم وهو جمهور المستوطنين في الضفة الغربية بعد نجاة أشرف نعالوة ونجاحه بالبقاء طليقا فظن أن النجاح في تصفيته في هذه المرحلة قد يعيد له شيئاً من البريق لدى جمهوره، فجاءت عملية عوفرا والتي ظن أنه قد نجح بملاحقة منفذيها بل وفي نفس الليلة نجح في الوصول إلى نعالوة حتى استيقظ على كابوس التهاب الضفة الغربية، قلب الصراع وقلب المستوطنين.

وهذا لم يكف، فخرجت المظاهرات ضد غلاء المعيشة وفي ظل الغليان في الضفة الغربية والغلاء في “تل أبيب” أصبح مصير نتنياهو في يد شخص واحد وهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا سيما في ظل وجود منافس جديد وقوي لنتنياهو مثل الجنرال غاتس الذي تشير التوقعات لحصوله على نتائج مشجعة في الانتخابات، سيما وهو يمسك بالعصى من الوسط ويستقطب الجمهور الصهيوني من اليمين واليسار، وعندما يرونه يحنون إلى أيام خوالي كان الجنرال فيها يمثل النزاهة والوطنية والقوة، قبل مما يذكر برابين وشارون قبل عصر نتنياهو.

فإذا كان #عباس يرى #نتنياهو عدوا له فهذه فرصته لإسقاطه والتخلص منه وفتح الطريق لحلفائه من اليسار الصهيوني عبر تخفيف قبضته على المقاومة لتنهي نتنياهو وحلمه الاستيطاني، وإذا كان عباس يرى #حماس خصما يجب التخلص منه فيجب عليه إسقاط نتنياهو حتى تأتي قيادة صهيونية معنية بخيار التسوية وعودة سيطرته على #غزة سواء بالحرب أو المؤامرات، لكن خوف عباس من حماس أكثر بكثير من خوفه من نتنياهو، بل إن خوفه من فتح التي استبعد قادتها وكوادرها وقرب بدلا منهم لقطاء الفساد فلا يعنيه أن يعود رجال عرفات ولا البرغوثي ولا دحلان ولا غيرهم من رجال الانتفاضات الأولى والثانية فخياره يتناقض معهم، وبالنسبة له بناء على ذلك بقاء الاحتلال والاستيطان خير ضمان لوجوده في السلطة والتنسيق الأمني الذي يبعد مروان ودحلان والاستيطان ونتنياهو الذي يبعد حماس.

وللتذكير فقط؛ في عام ٢٠٠٣ عندما ترأس الحكومة التقى مع شارون وبوش في العقبة، فعرض عليه شارون تسليمه مدنا فلسطينية فرفض معللا أن (الإرهاب) سيسيطر عليها، وكان يقصد قوات ياسر عرفات رئيسه آنذاك وليس حماس.

وفي عام ٢٠٠٥عندما انسحب شارون من غزة من طرف واحد، ودون مقابل، اعترض هو لنفس السبب.
هذا الرجل له مشكلة مع الشعب الفلسطيني وليس مع الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقتحم جنين والمقاومة تتصدى

الاحتلال يقتحم جنين والمقاومة تتصدى

جنين- المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قواتُ الاحتلال الصهيوني - صباح السبت- مخيم جنين ومدينة قلقيلية، في الضفة الغربية المحتلة وسط إطلاق نار كثيفٍ...

مقتل مستوطن بإطلاق نار وسط مدينة قلقيلية

مقتل مستوطن بإطلاق نار وسط مدينة قلقيلية

قلقيلية - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن إسرائيلي -صباح السبت- بعملية إطلاق نار وسط مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد يوم من اغتيال...