الخميس 03/أكتوبر/2024

اعتقالات واستنفار أمني في فرنسا يسبق انطلاق مظاهرات السترات الصفراء

اعتقالات واستنفار أمني في فرنسا يسبق انطلاق مظاهرات السترات الصفراء

استبقت السلطات الفرنسية انطلاق مظاهرات السترات الصفراء في الأسبوع الخامس لها اليوم باعتقال العشرات، وحشدت عشرات الآلاف من رجال الشرطة المزودين بعربات مدرعة لحفظ الأمن، في وقت أغلقت فيه المتاجر الكبرى أبوابها خصوصا في العاصمة باريس خشية وقوع عمليات نهب.

وفي أجواء البرد القارس، بدأت طلائع محتجي السترات الصفر بالتدفق باتجاه جادة الشانزليزيه صباح اليوم، أحاط بهم قوات أمنية كبيرة لسبتٍ خامس من المظاهرات التي تشكل اختبارا للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يواجه صعوبة في احتواء الغضب رغم سلسلة تنازلات قدمها لتعزيز القدرة الشرائية.

وقبيل الساعة التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، أوقفت قوى الأمن نحو ثلاثين شخصا في المنطقة الباريسية، وهو عدد أقل بكثير من 300 شخص أوقفوا في هذا الوقت من السبت الماضي في إطار عمليات وقائية.

وكلفت السلطات الفرنسية 89 ألف شرطي بحفظ الأمن في عموم البلاد، بينهم ثمانية آلاف في باريس مزودين بـ14 عربة مدرعة لمواجهة أي انفلات محتمل.

وحول قوس النصر الذي تعرض للتخريب في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، تمركزت شاحنات الدرك منذ الفجر، في حين شوهدت شاحنات مزودة بخراطيم مياه في الجادة التي تحولت خلال أسابيع إلى مركز المظاهرات.

وفي الوقت نفسه، ستجري عمليات تفتيش في الطرق ومحطات القطارات ووسائل النقل المشترك في باريس. وستفرض إجراءات حماية على الدخول إلى المؤسسات مثل قصر الإليزيه والجمعية الوطنية.

وبدت باريس من جديد مدينة في حالة حصار من آليات مدرعة في الشوارع إلى انتشار أمني كثيف ومصارف ومحلات تجارية سدت واجهاتها بألواح خشبية.

وفي بوردو التي شهدت أعمال عنف واسعة السبت الماضي، سيكون عدد من الحدائق العامة والمكتبات والمتاحف والأوبرا مغلقة.

وفي جنوب شرق فرنسا، في مدينة أفينيون، منع التظاهر داخل المدينة القديمة. وستجري مسيرة خارجها في ذكرى مصرع أحد المحتجين بعدما دعسته شاحنة عند دوار.

ودعا محتج من السترات الصفر قادم إلى باريس من فوكلوز (جنوب) ويدعى كريستوف شالانسون، الذي يعد من الممثلين “البنائين” في الحركة، إلى “مزيد من الحزم”، وقرر التظاهر السبت “حتى استقالة” الرئيس.

وقال لودوفيك (40 عاما) الذي جاء السبت للتظاهر في باريس، معبرا عن أسفه، إن “مئة يورو إضافية لا تهم سوى عدد قليل من الأشخاص”.

أما جيريمي (28 عاما) الذي قدم من مدينة رين (غرب) فقال “المرة الأخيرة تجمعنا من أجل الرسوم، هذه المرة جئنا من أجل المؤسسات، نريد مزيدا من الديمقراطية المباشرة”. وأضاف “يجب أن نصرخ ليسمع صوتنا”.

وفي محيط الشانزليزيه، أكدت ماريا التي تملك حانة أنها تخشى انفلاتا جديدا. وقالت “لدينا أوامر بإغلاق الحانة عندما يبدأ إطلاق الغاز المدمع”. وأضافت “ليتظاهروا، هذا ليس مشكلة، لكن هذا التخريب يسبب أضرارا”.

وفي العاصمة البلجيكية بروكسل قال الرئيس ماكرون الذي تهاجمه هذه المظاهرات أمس الجمعة “إن بلدنا يحتاج اليوم إلى الهدوء، يحتاج إلى النظام”.

وأضاف الرئيس الفرنسي الذي كان يتحدث في ختام قمة أوروبية، “قدمت ردا على مطالب السترات الصفر، والحوار لا يتم باحتلال الأماكن العامة والعنف”.

وكان ماكرون المصمم على ألا يسمح لهذه الحركة بوأد برنامجه الطموح للإصلاحات التي تواجه معارضة كبيرة، قدّم سلسلة تنازلات إلى السترات الصفر، أكثرها رمزية زيادة المساعدات الاجتماعية بمقدار مئة يورو للذين يتلقون حدا أدنى من الأجور.

في غضون ذلك، عنونت صحيفة “لوباريزيان” اليوم بـ”تحقيق الهدف أو خسارة كل شيء”، بينما كتبت صحيفة لوفيغارو أن “ماكرون يعول على التشاور لإخماد الاحتجاج” .

وتأتي مظاهرات حركة السترات الصفر اليوم ضمن سلسلة احتجاجات بدأت يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضد سياسات الرئيس الفرنسي من بينها ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة.

وتعد الاحتجاجات من أسوأ الأزمات التي تضرب فرنسا في عهد ماكرون، الذي يتهمه المحتجون بـ”العجرفة والتكبر”، ويدعونه للاستماع إلى مطالبهم.

وتخشى السلطات وقوع حوادث جديدة بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين بحوالي ألفين وأكثر من 320 جريحا وأضرار في العديد من المدن بينها باريس وبوردو وتولوز (جنوب غرب). وكان نحو 136 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع في ذلك اليوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إيران إلى واشنطن: مرحلة ضبط النفس انتهت

إيران إلى واشنطن: مرحلة ضبط النفس انتهت

الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أرسلت طهران عبر قطر رسالة إلى واشنطن تؤكد فيها انتهاء مرحلة ضبط النفس، وذلك عقب الضربة الصاروخية الإيرانية التي...