الأربعاء 07/مايو/2025

الطفل أبو عابد.. عندما تغتال إسرائيل الطفولة

الطفل أبو عابد.. عندما تغتال إسرائيل الطفولة

لا يزال جنود الاحتلال يمارسون الإرهاب والقتل في صفوف الفلسطينيين؛ كان آخرها عندما أطلق قناص إسرائيلي غادر رصاصته المحرمة دوليا إلى رأس طفل يبلغ من العمر 4 سنوات.

الطفل أحمد ياسر أبو عابد، استشهد متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في الجمعة الماضية شرق خان يونس.

خرج الطفل أبو عابد صاحب الوجه الجميل رفقة والده بعد إلحاح لاصطحابه معه إلى مخيم العودة شرق خانيونس، على الرغم من خشية الوالد من المصير الذي كان يقلقه باستهدافه من جنود الاحتلال، وحصل ما كان يخشاه.

فما إن وصل إلى مخيم العودة شرق محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة رفقة المتظاهرين سلميا، حتى باغتت رصاصة قناص متفجرة يد الوالد لتستقر شظاياها في رأس نجله الذي كان يسير بجانبه.

وعلى عجل حمل الوالد نجله الذي بات ينزف أمام ناظريه، متسائلا في نفسه عن السبب الذي دفع القناص لاستهداف هذا الطفل واغتيال طفولته.

ويقول الوالد المكلوم: “نقل طفلي إلى المستشفى وهو في كامل وعيه، وما هي سوى لحظات حتى هرع الأطباء لنقله لغرفة العناية المركزة بعد أن ساءت حالته، ليرتقى بعدها شهيدا بعد أن مكث أسبوعا في المستشفى”.

وفي منزلهم الواقع في بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس استقبلت الوالدة نجلها الشهيد بالزهور والريحان، محتسبة إياه في جنان النعيم.

وما إن جلست الوالدة عند رأس نجلها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على فلذة كبدها، حتى بدأت تتمتم بكلمات تحمل الألم الذي يعتصر قلبها.

وتقول الوالدة: “حكالي نفسي في الكيكة، وطلب مني أن أصنع له كيكة من اللي بيحبها.. الله يسهل عليك يا ماما طلبت مني الكيكة وأكلتها”.

وتضيف: “كان قبل خروجه بلحظات يخبر والده أني لن أسمح له بالذهاب معه على الحدود.. فأصر على والده أن يصطحبه معه.. وخرج من البيت فرحان ومبسوط”.

واستهجنت الوالدة المكلومة السبب الذي دفع جنود الاحتلال لقنص نجلها وقتله، مشيرة لأنه طفل لم يتجاوز سن الخامسة بعد، وخرج ليتنزه مع والده.
 
وتساءلت عن الجريمة الذي ارتكبها طفلها وقد خرج ليشارك في مسيرات العودة السلمية،  مطالبة بمحاكمة قادة الاحتلال الذين أعطوا الأوامر بقتله وقتل بقية المتظاهرين.

وقالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت منذ بداية العام الجاري 52 طفلا في الضفة الغربية وقطاع غزة، 46 منهم في القطاع.

وأوضحت الحركة العالمية، في بيان لها، أن من الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال 18 كانت إصاباتهم في رؤوسهم، و9 في صدورهم، و7 في منطقة البطن، و5 في الرقبة، في حين كانت بقية الإصابات في مناطق مختلفة من الجسد (شظايا)، الأمر الذي يشير إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون إطلاق الرصاص على المناطق العليا من الجسد بقصد القتل.

ويمارس جنود الاحتلال عمليات قنص بحق الأطفال الفلسطينيين في عمليات قتل مباشرة أو يسببون لهم إعاقات دائمة، في تجاهل كامل للمعايير الدولية وللقانون الدولي.

واستشهد أبو عابد مساء الثلاثاء، متأثرًا بجراح أصيب بها أثناء مشاركته في مسيرة العودة وكسر الحصار الجمعة الماضية شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...